تعتبر صدقة الماء من أعظم الصدقات التي يتقرب بها المرء عند الله تعالى وفي هذا الجو المتقلب ومع درجات الحرارة العالية بشدة، يزداد عطش الناس ويزداد احتياجهم للماء، خاصة عند السير أو العمل خلال النهار. فالماء أصل الحياة ويستخدمها الإنسان في جميع مجالات الحياة كالزراعة والصناعة وفي النظافة من أجل الحماية من الأمراض. ودون الماء لا يستطيع الإنسان الحياة ولذلك فإن صدقة الماء من أفضل الصدقات وأعظمها أجرا وفي هذا المقال سنتحدث أكثر عن ثواب صدقة الماء وفضلها وكيف تفيد المسلم.
صدقة الماء هي التبرع بالماء أو بإنشاء وصلات للماء أو حفر الآبار لكل من هو محتاج فهناك الكثير من الناس في أمس الحاجة إلى الماء ولا يستطيعون الوصول إليها. ونظرا لاحتياجنا الشديد للماء ولأن الماء من النعم العظيمة لذلك فإن صدقة الماء من أفضل الصدقات والعبادات التي يصرف الله تعالى بها عنا البلاء وقد حثنا عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (“ليس صدقة أعظم أجر من ماء”) فلا بد من منح هذه النعمة التي وهبنا الله إياها للتخفيف عن الناس وللظفر بثوابها العظيم.
تظهر أهمية صدقة الماء في أن الماء تكمن قيمتها مع حاجة الناس إليها عند اشتداد الحر وارتفاع درجات الحرارة، فصدقة الماء يتضاعف فيها الأجر عند حاجة الناس إليها.
صدقة الماء طريق للجنة يزداد إيمان المرء المسلم بالطاعات والعبادات والقرب من الله ومن أعظم العبادات وأفضلها أجرا هي صدقة الماء وذلك نظرا لأهمية الماء لدى جميع الكائنات الحية فالماء هو شريان الحياة ولولا وجود الماء لانتهت الحياة على الأرض فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (وجعلنا من الماء كل شيء حي). سورة الأنبياء لذلك فهيا طريق المسلم للجنة.
صدقة الماء لها فوائد كثيرة جدا فجميعنا ندرك ونعلم مقولة (نقطة ماء تساوي حياة) وكم هي ذات أهمية بالغة وتظهر مدى أهمية الماء وحجم الاستفادة منها وتنعكس قيمة هذه الفوائد على حياتنا في جميع المجالات حيث تساعد في:
صدقة الماء من أعظم الاستثمارات التي يستثمر فيها المؤمن ماله للتقرب إلى الله -عز وجل- وأجر صدقة الماء عظيم جدا عند الله -سبحانه وتعالى- فقد شبه الإمام الصادق -عليه السلام- ثواب صدقة الماء بقوله (عليه السلام)
من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفسا ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.
لذلك فإنها من أحب العبادات إلى الله -عز وجل- وأفضلها أجرا عنده -سبحانه وتعالى.
تظهر قيمة صدقة الماء وفضلها العظيم من خلال ما تم ذكره في السنة النبوية الشريفة فقد حثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث على صدقة الماء لأن فضل هذا العمل كبير وله ثواب هائل يلحق بالمسلم حتى بعد وفاته وتتمثل هذه الأحاديث في:
فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف (أفضل الصدقة سقي المياه) رواه أحمد وأبو داود وبن ماجه.
وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا رجلا يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بغيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له))، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟! قال: “ في كل كبد رطبة أجر.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفر ماء لم تشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة “رواه البخاري.
ومما سبق نتيقن أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أكد على فضل صدقة الماء وثوابها العظيم عند الله ونسأل الله العظيم أن يتقبل منا جميع الأعمال التي نتقرب بها إليه وأن يرزقنا الجنة أجمعين.
لا يستطيع أي كائن حي أن يعيش لفترة طويلة دون ماء فالماء يشكل نسبة كبيرة من أجسام الكائنات الحية ونظرا لحاجة جميع الكائنات الحية إلى الماء فهناك أكثر من مشروع سقيا الماء في شتى أنحاء العالم وذلك لضمان توفير سبل الحياة الأساسية للشعوب التي تعيش في المناطق النائية ويمكنك عن طريق التبرع عبر الإغاثة الإسلامية المشاركة في العديد من هذه المشاريع مثل:
هناك العديد من القصص التي توضح وتظهر أهمية صدقة الماء وفضلها العظيم ومن أبرز هذه القصص:
أنه جاء رجل إلى الأمام عبد الله ابن المبارك، وفي ساقه قرحة، فشكا إلى عبد الله بن المبارك، قال الرجل لها سنين يخرج منها القيح والصديد وقد آذتني ووسخت فراشي وأتعبتني ماذا أفعل منذ سنين؟
فقال له ابن مبارك:
انظر إلى موضع يحتج فيه الناس إلى بئر ماء فاحفره لهم، حتى يشربوا منه ويصنعون طعامهم ويغسلون ثيابهم وربما سقوا أيضا حيواناتهم وبهائمهم،
فذهب الرجل وبحث عن موضع فوجد موضع في قوم فقراء لا يجدون مالا يستأجرون به من يحفر لهم البئر فكانوا يذهبون إلى مكان بعيد ليسقوا الماء فجاء الرجل المريض وحفر لهم البئر في هذا الموضع
يقول فلم يمض عليه بضعة أيام إلا شفي -بإذن الله-.
ونرى مما سبق أن الصدقة لها الفضل في دفع البلاء عن صاحبها وكم نحن بحاجة إلى ثوابها العظيم.
تعد صدقة سقيا الماء من أفضل أنواع الصدقات التي يمكن إخراجها على روح المتوفى فعن الصحابي الجليل سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال:
(قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء).
وتعد تلك الصدقة سببا في غفران الذنوب ويمكن إخراجها في أكثر من شكل مثلا:
المشاركة في توصيل الماء إلى المناطق الفقيرة.
التبرع للمساجد من أجل شراء مبردات للماء، أو تركيب المبردات في الطرقات وعند المنازل أو في الأسواق حتى يتمكن المارة من الشرب.
توزيع تلك المياه على الناس للاستفادة منها في الشرب، خاصة في التجمعات مثل المقابر عند دفن الموتى، أو في الحج أو العمرة.
ويمكنك المساهمة في هذا الثواب العظيم من خلال مشاريع سقيا الماء وحفر الآبار عبر مؤسسة الإغاثة الإسلامية حول العالم