هناك الكثير من العبادات الإسلامية التي يتقرب بها المسلمون إلى الله منها ما هو فرض ومنها ما هو سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم. ، ومن أفضل السنن التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل والتى كان الرسول ينصح بها دائما هي سنة الصدقة وهناك أيضا ما يسمى بالصدقة الجارية التي تعتبر من أهم العبادات التي تطهر مال العبد وتبارك فيه والتى سنتعرف عليها أكثر في هذا المقال.
الصدقة الجارية هي الصدقة التي يستمر ثوابها حتى عند الموت وهو ما يسعى له الكثير من المسلمين بإقامة مشروع صدقة جارية حتى تكون شفيعة له عند الله وتكون في ميزان حسناته ويستمر ثوابها حتى بعد الموت. وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على فضل الصدقة الجارية في السنة النبوية الشريفة فهناك حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إذا مات الإنسان أنقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). وهناك أوجه كثيرة وأنواعا متعددة للصدقة الجارية والتي سنتناولها تفصيلا في هذا المقال.
لا يوجد نوع محدد للصدقة الجارية، فكل ما أثره مستمر يعتبر صدقة جارية ولكن هناك أبوابا كثيرة يطرقها المسلمون للتقرب إلى الله عن طريق الصدقة الجارية فمنها زرع الأشجار وإنشاء وصلات مياه وبناء المساجد أو طباعة المصاحف الشريفة وتوزيعه ابتغاء الصدقة وثوابها عند الله.
1- صدقة سقي المياه.
2- بناء المساجد.
3- وصلات المياه وحفر الآبار
يعتبر سقيا الماء من أحب أنواع الصدقة الجارية عند الله وهو الصدقة الأكبر التي حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الرسول في الحديث الشريف (أفضل الصدقة سقي المياه) رواه أحمد وأبو داود وبن ماجه. ويعتبر سقيا الماء أعظم استثمار يمكن للمؤمن أن يدخله الذي يدوم أجره إلى ما بعد الممات فالماء هو شريان الحياة وأهم مواردها وسقيا الماء طريق لمغفرة الذنوب والخطايا مهما عظمت ولا بدّ أن نهتم بهذا النوع من الصدقات بسبب فضله العظيم وثوابه الكبير عند الله عز وجل.
يعتبر زرع النخل أو الشجر فيه خير كثير وأجر عظيم حيث يمكن الاستفادة من الثمار أو الظل الذي تكونه هذه النباتات، ويعتبر ذلك صدقة جارية يلحق ثوابها صاحبها حتى بعد موته؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. ولا شك أن في ذلك فضل كبير وثواب هائل يلحق بالمسلم إذا أدى هذه العبادة مخلصا لله وابتغاء فضله ورضاه.
تعتبر طباعة المصاحف وتوزيعها من الصدقات الجارية والتي لها فضل وثواب كبير للعباد فقد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية الشريفة وذلك لما أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال:
“إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه بعد موته”
ولذلك فهى من العلم الذي ينتفع به وتم نشره وثواب هذا العمل عظيم عند الله عز وجل.
الصدقة لا تكون بالمال فقط ولا يقوم بها الأغنياء قط فقد وهبنا ديننا الحنيف أعظم الشعائر والكثير من العبادات التي نتقرب بها إلى الله عز وجل. وتعتبر الكلمة الطيبة من أبسط هذه العبادات ولكن فضلها عظيم عند الله تعالى. وقد حثنا الرسول عليها في السنة النبوية فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والكلمة الطيبة صدقة).
الكلمة الطيبة هي حياة القلب وروح العمل الصالح فهي التي تستقبل صاحبها بتشريفه على أبواب الجنة والتى يجب أن يتحلى بها المرء المسلم ويغتنم ثوابها الكبير.
الوقف والصدقة كلاهما من الأعمال التي يتقرب بها المرء إلى الله تعالى ولكن هناك فرق بينهما.
فالصدقة لا تجوز إلا لمن هو في حاجة إليها من الفقراء والمساكين، ويصح تملكها وبيعها والتصرف فيها بالهبة، كذلك تكون من كل شيء ينتفع به سواء كان باقيا لمدة طويلة، أو يفنى بمجرد استعماله كالطعام والثياب.
أما الوقف فهو جائز للفقراء والأغنياء، ولا يجوز تملكه ولا بيعه ولا التصرف فيه بالهبة أو الهدية ولا يورّث، ولا يكون إلا في الأمور التي يمكن أن تحبس مدة فيها على من أوقف عليها، كالفقراء والمساكين والأيتام والأرامل أو طلاب العلم والمساجد والمستشفيات والملاجئ. والصدقة الجارية محمولة عند أكثر العلماء على معنى الوقف؛ لأن أصله يحبس ويتصدق بمنفعته، فيظل أثره باقيا، وهذا هو سر تسميته بالصدقة الجارية.
تعتبر الصدقة في بيت الله الحرام من أعظم الأعمال وتكون لها ثواب أكبر من الصدقة في مكان آخر حتى وإذا استوت منفعة الصدقة، فأجرها في الحرم أعظم منها خارج الحرم، ولذلك فاختيار وقف الصدقة الجارية داخل الحرم أفضل لمضاعفة الأجر لأن الأعمال يضاعف أجرها بحسب فضل المكان والزمان.
وقال الحسن البصري: (صوم يوم بمكة بمائة ألف وصدقة درهم بمائة ألف، وكل حسنة بمائة ألف). ولذلك من الثواب الكبير للعبد أن يترك أثرا طيبا في أفضل بقاع الأرض ومن أعظم الأعمال وأفضلها اجرا.
هناك أنواع متعددة من الصدقة الجارية التي يستمر ثوابها بعد موت العبد.وذكرت في حديث رواه أنس بن مالك رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما؛ أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته). وكل منا في أمس الحاجة إلى هذا ثواب هذه الأعمال والتي نسأل الله العظيم أن يجعلها في ميزان حسنات من فقدناهم ويتقبل منا.
يجوز للمرء المسلم أن يتصدق عن والديه أو أقربائه سواء كانوا على قد الحياة أو رحلوا عنا فإنها من اسمى الأعمال التي لها فضل كبير لصاحبها وتعتبر الصدقة الجارية عن الوالدين من وجوه البر بهم فلابد من الحرص على إيصال الخير إليهم، ومن أعظم الخير إيصال ما فيه ثواب عند الله في الآخرة إليهما، ومن ذلك الصدقة.
ويمكنك الاستفادة بثواب هذه الأعمال الكبير وفضلها العظيم عن طريق التبرع بأى نوع من أنواع الصدقة الجارية من خلال الإغاثة الإسلامية.