Thursday September 7, 2023

الإيدز في كينيا قضية بالغة الحساسية حيث يكتنف فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز الكثير الوصم واعتباره تابو يحظر الاقتراب منه، كما أن المناقشة، ولا سيما في الأماكن العامة، تتحاشاها العديد من الثقافات. في مقاطعة غاريسا في كينيا، تبنت الإغاثة الإسلامية محادثات رائدة تتحدى الخرافات والمفاهيم الخاطئة المنتشرة حول فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. ويتقدم رجال الدين وأعيان المجتمع المشاركة في حوار مفتوح، في محاولة كسر الحواجز التي أعاقت التقدم في مكافحة الوباء.
في العديد من الثقافات، يقابل مجرد ذكر فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بالصمت والعار والخوف، وهو أمر متجذر في المعتقدات الشائعة، والحساسيات الثقافية، والمذاهب الدينية التي يساء تفسيرها. وبحسب البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا في كينيا (NASCOP) لعام 2020 تبين أن أكثر من 2000 فرد في مقاطعة غاريسا كانوا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، ويتوقع 56 إصابة جديدة سنويا. وكثيرا ما تحول الوصمة الاجتماعية المحيطة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز دون تقدم الأفراد المعرضين للخطر للحصول على المشورة والاختبار والعلاج.

جهود الإغاثة الإسلامية

تعمل الإغاثة الإسلامية على تعزيز بيئة من التفاهم والتعليم والتعاطف من خلال بدء سلسلة من ورش العمل داخل مقاطعة غاريسا لزيادة الوعي بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز من خلال الجمع بين المعرفة الطبية والكتب الدينية. ويحظر القرآن والسنة النبوية صراحة أي شكل من أشكال التمييز ويؤكدان بقوة على رعاية المرضى.

أحمد عمر، إمام في غاريسا، يدرج فيروس نقص المناعة البشرية في خطب الجمعة في مسجده

أحمد عمر، إمام في غاريسا، يدرج فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في المناقشة في خطب الجمعة في مسجده

 

من خلال المناقشات الجماعية مع رجال الدين ورموز المجتمع، تعمل الإغاثة الإسلامية، بتمويل من مبادرة الإيمان التابعة لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وخطة بيبفار، على خلق مساحة آمنة للمشاركة في حوار مفتوح لتعزيز فهم أفضل عندما يتعلق الأمر بالصحة. وبدعم من برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، تلقى 200 فرد من رجال الدين ورموز المجتمع المحليين تدريبا على فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والعنف القائم على النوع، وما يتصل بذلك من الحد من وصمة العار.
وقد عززت منتديات المناقشة المفتوحة المعرفة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بين رموز المجتمع ورجال الدين في كل من المجتمعات المسيحية والإسلامية، مما شجع على التواصل من خلال المؤسسات المجتمعية الدينية مثل المساجد والكنائس.

زيادة المعرفة وتغيير المواقف

أحمد عمر، عضو مجلس الأئمة والدعاة في مجتمع غاريسا المحافظ، في طليعة من يتصدى لوصمة العار الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. وهو يدرج فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في المناقشة في خطب الجمعة في مسجده.
يقول عمر، “كان ينظر إلى فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز سابقا على أنه مرتبط بالفجور”. “لم يكن المصابون يزورون المراكز الصحية خوفا من وصمة العار.
ويوضح قائلا: “بعد ورش العمل، لدينا الآن رسالة مختلفة لمجتمعاتنا لأن إيماننا يدعونا إلى أن نكون متعاطفين ومهتمين بالآخرين؛ فقد ناقشنا الوقاية والرعاية لأولئك الذين يعانون من المرض. يعرف المزيد من الناس الآن أن الإيدز ليس لعنة. يمكن لأي فرد أن يعيش طويلا عندما يتناول الدواء [ومع] تعزيز السمو الروحي والحفاظ على الصحة. لإظهار الالتزام واتخاذ خطوة شجاعة باستخدام النهج الذي يقوده الإيمان ، نشجع الآن اختبار فيروس نقص المناعة البشرية للأزواج قبل الزواج “.
كما يدعو القس لازارو موسيوكا إلى التغيير داخل المجتمع المسيحي في بلدة غاريسا. وإدراكا للحاجة الملحة للحد من وصمة العار المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، شرع القس إذكاء الوعي في أوساط الكنيسة وراعياها .
وأشار القس القس لازارو”كان من الممكن في السابق حرمان الفرد المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز من بعض الخدمات من دخول المؤسسات الدينية. لذا فقد أسهم الوعي البنَّاء في تقليل التوجس من التعامل مع الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. كما وفرت ورش العمل وسيلة لرجال الدين روابط لقضية تؤثر بشدة في مجتمعنا”.
وأضاف أيضا “من خلال تفهم طبيعة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، يكون من الأسهل نقل الرسالة وتغيير عقليات الناس بحيث يعيش المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بكرامة دون مواجهة التمييز. نحن نعلمهم بأهمية معرفة وضعهم وتجنب انتقال العدوى إلى الآخرين “.
ومن خلال العمل مع وزارة الصحة في مقاطعة غاريسا، تلقى 50 معلما من 10 مدارس، و200 فرد، و1000 متعلم تدريبا لتمكينهم باعتبارهم “رموز التغيير” من خلال زيادة معرفتهم بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والعنف القائم على النوع ومكافحة الوصمة الاجتماعية المرتبطة به.
وبثت 5 برامج حوارية إذاعية حية بالتعاون مع وزارة الصحة باللهجتين المحليتين الصومالية والسواحيلية، لزيادة الوعي وتغيير تصور المجتمع المحلي لكيفية التصدي لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في المجتمع المحلي.

يدعو القس لازارو موسيوكا إلى تغيير المواقف تجاه فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز داخل المجتمع المسيحي في بلدة غاريسا

يدعو القس لازارو موسيوكا (في الصورة واقفا) إلى تغيير المواقف تجاه فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز داخل المجتمع المسيحي في بلدة غاريسا

 

ويؤكد إبراهيم جيدي، نائب مدير الخدمات الصحية الوقائية والتعزيزية في مقاطعة غاريسا، الذي عمل مع الإغاثة الإسلامية لتقديم حملات في المدارس، على أهمية إشراك قادة المجتمع المحلي ورجال الدين في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
يقول إبراهيم “من خلال إشراك قادة الرأي هؤلاء، فإننا نعول على عوامل كثير منها العلاقات؛ مما أدى إلى تغير موقف المجتمع. لقد رأينا المزيد من الأفراد الذين يسعون لإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء المرافق الصحية”.
ومع استمرار ازدهار منتديات المناقشة المفتوحة، يعيد رموز المجتمعات المحلية ورجال الدين إعادة صياغة السردية المحيطة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، مما يخلق مجتمعات أكثر أمانا حيث يكون الناس أكثر تقبلا للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
تساعد أنشطة التدريب والتوعية على تغيير المواقف والحياة. يرجى دعم الإغاثة الإسلامية لمواصلة هذا الجهد التوعوي المهم. تبرع الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158