أكثر من 25 مليون يعانون من الجوع وعلى شفا المجاعة في أفغانستان وسط هذا الشتاء القارس، لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية، حيث تواجه البلاد أسوأ موجة جفاف منذ 30 عامًا.
يسلط منسق برنامج الإغاثة الإسلامية في أفغانستان، أفضال السادات، الضوء على الوضع المتردي في أفغانستان والتحديات التي يواجهها عمال الإغاثة خلال هذا الوقت المقلق.
” إن أفغانستان على شفا مجاعة كارثية ونحن كعاملين في المجال الإنساني نشهد بوادر ازدياد ذلك كل يوم. لقد التقيت الأسبوع الماضي بأم لديها 4 أطفال، كانت تصرخ في فريقي وتقول: “إذا كان بإمكانك إطعام أطفالي، من فضلك خذهم؛ ليس لدي ما أعطيهم إياه وسوف يموتون”. بصفتي أبًا، وجدت هذا الأمر مؤلمًا للغاية. فكرت في أطفالي ولم أستطع حتى تخيل ما كانت تمر به تلك الأم.”
ثم يتابع عن الوضع: “عندما نذهب للقيام بتوزيعاتنا الغذائية (طرود الطعام للأسر الضعيفة)، يكون اليأس صاحبنا، ويبدو أنه يتزايد يومًا بعد يوم مع حلول فصل الشتاء القاسي وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد.
لدينا العديد من قوائم الانتظار الضخمة الذين ينتظرون دورهم في الحصول على الطعام، أينما ذهبت تظهر علامات سوء التغذية في أجسادهم النحيلة والذعر في عيون والديهم واضح.
يواجه 24.4 مليون شخص الجوع الشديد وحافة المجاعة في أفغانستان والصعوبات الاقتصادية.
وفقًا للأمم المتحدة، ذلك بسبب موجة الجفاف التي تعد الاسوأ منذ 30 عامًا، ومع الوضع السياسي الحالي، والشتاء شديد البرودة، لا يحصل أي إنسان تقريبًا في أفغانستان (98٪ من السكان) على ما يكفي من الغذاء لتناوله.
علاوة على ذلك، تسببت الفيضانات المفاجئة في إقليمي هلمند وقندهار الشهر الماضي إلى نزوح مئات العائلات، ودمرت الأراضي الزراعية، وقتلت العديد من الحيوانات.
ومنذ شهور أخذ الناس ببيع كل متعلقاتهم في الشارع من أجل شراء الطعام والتدفئة.. ويتجمع الآلاف كل يوم في محاولة للعثور على عمل، ولكن توجد وظائف قليلة ومحدودة جداً.
لقد فقد العديد من المهنيين مثل المعلمين ورجال الأعمال وظائفهم في الاضطرابات الأخيرة، وهم على خط المجاعة في أفغانستان مثل الباقين.
الناس لا يعانون فقط من الجوع الشديد والمجاعة، ولكنهم يتجمدون أيضًا من البرد القارس، ليس لديهم حطب أو فحم أو غاز لتدفئة منازلهم.
يموت الكثيرون من البرد بكل ما للكلمة من معنى وقسوة، وخاصة الأطفال وتحاول العائلات تدفئة أطفالها بوضع الماء الساخن في أكياس بلاستيكية ووضعها تحت البطانيات قبل أن ينام أطفالهم.
عملي يقوم بشكل محدد مع فئة الأيتام والأرامل، مما يجعلني أقول إنهم بالفعل من أكثر الفئات ضعفاً، ولا يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة الأمور بالنسبة لهم.
اعتادت العديد من الأرامل العثور على عمل، لكن في الوضع الحالي فإنهن خائفات للغاية من الخروج، لا يستطعن فعل شيء سوى الجلوس في المنزل والشعور باليأس والإحباط، وغير قادرين على إطعام أنفسهم وأطفالهم.
تتصل بي الأرامل وتقول: “ليس لدي طعام أطعمه لأطفالي، إنهم مرضى. لا يمكنني تحمل تكاليف الذهاب إلى الطبيب أو شراء أي دواء. ماذا يمكنني أن أفعل؟”
نحاول بكل جهد مساعدتهم عبر برنامج رعاية يوفر للنساء مثل هؤلاء راتبًا منتظمًا لإعالة أطفالهن، كما نقدم الدعم النفسي والاجتماعي والمشورة التجارية لـ 5000 أرملة حتى يتمكنوا من إعالة أنفسهم.
ولا يزال النظام المصرفي الأفغاني في حالة من الفوضى ويصعب للغاية الوصول إلى الأموال من المتبرعين، وعلى الرغم من أننا نحاول إيجاد الحلول فمثلاً يتم الآن تحويل الأموال إلى مكتبنا على بشكل منتظم.
لكن إذا لم يتم العثور على حل لعمليات النقل الدولية خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة، فسوف تتأثر العديد من الجهات بشدة ولن تتمكن من تقديم المساعدة الإنسانية في الوقت المناسب.
وقد تكون عواقب هذا هو الحياة والموت للكثيرين، نحتاج حقًا من حكومة أفغانستان والمجتمع الدولي المساعدة في حل هذه الأزمة المصرفية.
في الوقت الحالي، ما زلنا قادرين على شراء الأساسيات ونقوم بتزويد 12 ألف أسرة محتاجة بالسلع الأساسية مثل: الفول والزيت والدقيق والأرز والفحم والحطب والفحم والبطانيات، ولكن لا يمكننا الوصول إلى كل المحتاجين.
إنه وقت عصيب للغاية بالنسبة لعمال الإغاثة ويعاني الكثير منهم من مشاكل نفسية بسبب ما يواجهونه هم أيضًا أصحاب حاجات لكن قدرتهم على المساعدة محدودة.
ربما يتلقون راتباً ويمكنهم أن يلبسوا أطفالهم ويطعموهم ويوفروا لهم التدفئة، لكنهم يشعرون بالذنب تجاه الآخرين الذين لا يستطيعون ذلك رغم كل المساعدات التي يحاولون بذلها من أجل مساعدتهم.
حتى الآن ولأشهر عدّة كنا نعيش على الأمل وحده والثقة في الله تعالى قبل كل شيء، لكننا نأمل أن تبذل السلطات والمجتمع الدولي على وجه السرعة ما في وسعها لحماية الجميع من هذه المجاعة في أفغانستان التي تلوح في الأفق، وتوفير مستقبل أفضل للجميع وخاصة لشعب أفغانستان الذي عانى لفترة طويلة على المدى الطويل.”
الرجاء مساعدة الإغاثة الإسلامية في إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وإنقاذ الكثيرين ممن يحتاجون إلى مساعدتكم في أفغانستان. تبرعوا بكرمكم الآن لأفغانستان.