المشاريع الصحية تضمن حق الرعاية الصحية لكل إنسان أينما كان وفي أي زمن، حقٌ كفلته الشرائع السماية، والمواثيق الدولية.
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام يوصي الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء بالبحث عن الدواء، وبعدم الركون إلى المرض وبحماية صحة الإنسان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد الهرم” – رواه الترمذي.
واحد من كل 10 أفراد يحتاج إلى الحد الأدنى من الرعاية الصحية، خاصةً في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة وكوارث طبيعية.
ففي سوريا وحدها، يحتاج أكثر من 12 مليون إنسان غالبيتهم من الأطفال والنساء إلى الحد الأدنى من الرعاية الصحية، فما بين 6.9 مليون نازح و5.4 مليون لاجئ وأكثر من 90% من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر، كل ذلك يضاعف من شدة الاحتياج إلى الرعاية الصحية.
وفي اليمن، يموت طفل كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية الحاد أو الكوليرا، ففي نظام مهترئ صحيًا، يحتاج أكثر من 20.1 مليون يمني إلى الحد الأدنى من الرعاية الصحية وغالبيتهم من الأطفال والنساء، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ولذلك وضعت الأمم المتحدة توفير الصحة لكل البشرية هدفًا استراتيجيًا ثالثًا لها في خطتها للتنمية المستدامة، ومن قبلهم أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم برعاية صحة الإنسان.
الرعاية الصحية هي عماد التنمية، وهي صمام أمان المستقبل، وهي الشرط الأساسي الذي به يستطيع الإنسان أن يعيش حياة سعيدة أو ينعم المجتمع بالسلام والأمان.
فعلاج طفلٍ أو شيخٍ كبير، ليس علاج لإنسان واحد فقط، بل هو علاج حقيقي لواقع أسرة بأكملها، فالأم تفرح وتسعد وتنشط إذا رأت أطفالها بخير، و الأب يكدح لإعالة أسرته وينفع مجتمعه إذا كان بصحته وعافيته.
ولقد رأت فرقنا الميدانية أطفالًا فقدوا أقدامهم بسبب النزاع المسلح في بلادٍ مثل سوريا وفلسطين واحتاجوا لأطراف صناعية تعيد لهم حياتهم من جديد، وشهدت أيضًا أسرًا بالكامل تعاني من مضاعفات وباء الكوليرا في اليمن، تفقد أطفالها طفلًا تلو الآخر، يفقدون الحياة ببطء، يسمعون أنفاسهم الثقيلة تتلاشى رويدًا رويدًا، ثم يرحلون.
في هذه اللحظات تدرك حجم أهمية الرعاية الصحية في إنقاذ حياة طفل فقد حياته أمام عينيك.
لا يقف الأمر على الصحة الجسدية فقط، فالأطفال والنساء الذين مروا بمواقف مثل موت أحد أفراد عائلاتهم أمام أعينهم جراء نزاع مسلح أو خلال كارثة طبيعية هدمت سقف المنزل من فوقهم، هؤلاء يعانون من أزمات نفسية حادة تحتاج إلى المشاريع الصحية فائقة التخصص.
اللاجئون في سوريا والأسر التي تعاني من سوء التغذية الحاد في اليمن، المجتمعات الفقيرة في كينيا التي تفقد كل شيء بسبب الملاريا، والأسر في أفغانستان التي تعاني من فقر مدقع وغيرهم حول العالم، جميعهم في أمس الحاجة للرعاية الصحية العاجلة.
تعد برامج الرعاية الصحية للإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم شريان حياة لأولئك الذين يكافحون للحصول على الرعاية الصحية، حيث يشمل عملنا بناء مستشفيات وعيادات صحية جديدة، فضلًا عن توفير الأدوية والمعدات الأساسية لمرافق الرعاية الصحية المبنية بالفعل.
عندما تحد الكوارث والنزاعات، نقدم رعاية صحية طارئة ونوزع المياه النظيفة للمساعدة في إنقاذ الأرواح.
وفي مناطق النزاع، نوفر سيارات إسعاف للمساعدة في ضمان حصول المصابين على المساعدة الطبية التي يحتاجونها في أسرع وقت ممكن.
كما نقدم الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة أولئك الذين شهدوا أهوال فقد الأقرباء والأحباء في حياتهم، خاصةً الأيتام والأرامل، نساعدهم على التعافي من جروح الصدمات ونقدم لهم إعادة التأهيل اللازم ليندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة بشكل فعال ومفيد.
إضافة إلى توفير الرعاية الصحية الأساسية للمحتاجين، تستهدف برامجنا تثقيف المجتمعات حول الممارسات الصحية والتوعية بالأكلات والثقافة الغذائية الصحية، كما نحاول اتخاذ تدابير وقائية حيثما أمكن ذلك، مثل تزويد الأطفال الضعفاء بوجبات غداء مدرسية للمساعدة في مكافحة سوء التغذية.
كما تساهم مشاريعنا أيضًا في إنشاء إمدادات مياه نظيفة جديدة بين المجتمعات مما يساعد على منع حالات الأمراض المنقولة بالمياه وتثقيف المجتمعات حول ممارسات النظافة الشخصية والعامة.
أثناء النزاع والكوارث الطبيعية يصعب إيصال الدواء اللازم للمتضررين، ولكن بفضل الله، ومع اتساع خبرة الإغاثة الإسلامية وفرقنا الإغاثية التي تعمل في الطوارئ وتصل قبل الجميع إلى قلب الكارثة لتنقذ الإنسان.
وفرنا وسائل مبتكرة لتوفير الغذاء والدواء إلى الأشد احتياجًا في أقرب وقت ممكن، وذلك عبر حلول مثل:
المراكز الصحية المتنقلة. والتي وفرنا منها نموذجًا هو الأول من نوعه في شمال سوريا، حيث تتوفر مراكز صحية بمعدات طبية جراحية على أعلى جودة، بإمكانها عمل عمليات جراحية معقدة تصل لعمليات دقيقة في الأمعاء والأطراف.
توفير الدواء عبر الطائرات الطبية مع المنظمات الدولية والهيئات الحكومية، مثل ما وصلنا الدواء والغذاء للمتضررين من فيضانات باكستان في عام 2022 الجاري.
بناء مركز لجراحة القلب فهو الوحيد من نوعه في الشمال السوري، والذي ساهم في إنقاذ حياة العشرات من النازحين السوريين بفضل الله وفضل تبرعاتكم.
مشاريعنا الصحية لا تعتمد على العلاج فقط، فهذا ليس كافيًا، بل تعمل على الوقاية من الأمراض وتفاقماتها عبر توفير نظم وبنى تحتية صحية متكاملة ومستدامة للمجتمعات المحلية التي تعاني من أزمات صحية حادة.
دعمكم لا يستغني عنه المحتاجون خاصة مع استمرار انتشار وباء كورونا ومع ارتفاع معدلات الفقر حول العالم جرّاء الصراع في روسيا وأوكرانيا مما يصعب على نظم الرعاية الصحية المتداعية أصلًا في بلادٍ مثل اليمن وسوريا وفلسطين وأفغانستان من السيطرة على الوضع.
لذلك، يحتاجون دعمنا ودعمكم، اليوم قبل الغد، الآن وليس بعد قليل.
تبرع الآن
الإغاثة الإسلامية عبر العالم
إيمان يلهمنا العمل