هذا البرنامج يقبل الزكاة، ونؤكد صرفها للأفراد الذين يستوفون معايير استحقاق الزكاة.
في الوقت الذي يستعد فيه كثير من الناس لقدوم الشتاء بشراء الملابس الثقيلة، والمشروبات الساخنة، وصيانة المدافئ، وتجهيز الأغطية، يظل هناك آخرون لا يحركون ساكنًا من العجز، يكتفون فقط بالانتظار؛ انتظار مصيرهم وماذا سيصنع الشتاء بهم؟!
كل كارثة طبيعية أو حرب قد ينقطع الحديث عنها بعد بعض الوقت، لكنها تُخلِّف وراءها عددًا كبيرًا من المتضررين والنازحين لا تنتهي معاناتهم بانتهاء تسليط الأضواء عليها.
ينطبق هذا على الملايين حول العالم، إذ يعيشون حالة نزوح بإمكانات معيشية معدومة أو فقر شديد يمنعهم من وقاية أنفسهم من برد الشتاء الشديد.
لا يوجد في الخيمة أبواب ولا نوافذ مُحْكَمة الغلق تمنع من تسرب الصقيع إلى الداخل، فإذا أصبحت البرودة داخل الخيمة تمامًا كخارجها، لم يجد البرد حائلًا بينه وبين أجساد ليس عليها ما يكفي من الثياب، وليس في بطونها طعام يكفي لتدفئتها، فتزداد الأجساد الضعيفة أصلًا هزالًا وضعفًا.
لا تطمئن الأمهات ليلًا على نوم صغارهن، لأنهم ببساطة لا يتلحَّفون بغطاء قد ترفعه عنهم حركتهم أثناء النوم، فكيف لليلهم أن يمر بهذا الحال؟!
نستبق في الإغاثة الإسلامية دخول الشتاء باتباع نهج شامل في تحديد مستلزمات الشتاء وفق معايير مهنية عالية، يساعدنا هذا في تقديم المساعدة في الوقت المناسب، مما يُمكِّن المستفيدين من التحضير بشكل أفضل لفصل الشتاء وصعوباته، ويشمل هذا أيضًا تحديد ذوي الحاجة الأشد من ذوي الهمم وكبار السن والأسر التي تعول أيتامًا وغيرهم. وتعمل الإغاثة الإسلامية على تنمية وتطوير مشاريع حملات الشتاء كل سنة بالاستفادة من خبرتها في السنوات السابقة، مع العمل على الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين في عدد من الدول.
ومن هنا فإن جهودنا تتركز على:
نفذت الإغاثة الإسلامية برنامجها العام الماضي 2023-2024 في 18 دولة، وأثمرت الجهود في توزيع قرابة 85.381 حزمة من حزم الشتاء المتنوعة على الفئات الأكثر ضعفًا، بلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 428.807 إنسان، حيث شمل البرنامج هذا العام أكثر من 20 مشروعًا، منها ما استهدف مواطني ميانمار المهجرين قسرًا إلى بنغلاديش، وآخر لجمع الأموال محليًّا في كوسوفو. استهدفت المبادرة التي استمرت ستة أشهر الفئات الأكثر ضعفًا من الناس، وقدم البرنامج بشكل أساسي المواد غير الغذائية مثل سخانات الغاز والملابس والحطب والمواد اللازمة لتجديد المنازل إلى جانب الطرود الغذائية، بالإضافة إلى تقديم مساعدات نقدية لتغطية فواتير الكهرباء والتدفئة للأسر.
تهدف حملة “معًا يمر بسلام” لشتاء هذا العام 2024-2025 إلى استمرار تقديم الدعم الأساسي للمحتاجين وحماية الأسر من البرد القارس في الشتاء، وإبقائهم بصحة جيدة آمنين دافئين، وذلك من خلال تزويدهم بالإمدادات اللازمة من حطب ووقود، ومواقد تدفئة، ومبالغ نقدية، وملابس حرارية، ومواد غذائية، وستمتد جهودنا هذا العام لدعم الأسر التي لم تتجاوز بعد آثار زلزال المغرب الكارثية.
حددنا أكثر من 442.107 مستفيد في 19 دولة حول العالم، منها غزة ولبنان وسوريا واليمن والعراق وأفغانستان وبنغلاديش ونيبال والمغرب وألبانيا ومقدونيا وكوسوفا وغيرهم، حيث تكون الأولوية للمناطق التي تعاني من البرد الشديد والفقر المدقع في آنٍ واحد، بالإضافة إلى المناطق التي يعاني أهلها من انعدام الأمن الغذائي.
دائمًا ما يُسهم دعمكم المستمر في نجاح حملات الشتاء وتخفيف أضراره البالغة، ولولاكم ما استطعنا أن نعدّ له جيدًا بشكل مسبق، ولما وصلت المساعدة إلى مستحقيها في الوقت المناسب، وهذا ما نطمح أن يستمر هذا العام ككل عام، لأننا مؤمنون أن شتاءهم “معًا يمر بسلام”.