Wednesday November 1, 2023

رائدات الأعمال النازحات في الصومال تُعتبر مساندتهن بمثابة توقد للشموع في درب الأمل، وذلك عقب سنوات من المصاعب التي عانى منها شعب الصومال. لقد أفضى الجفاف الدوري والممتد إلى قيود جمّة في توافر المياه الآمنة والصالحة للشرب في العديد من مناطق البلاد، مما ساهم في تفشي حالات الإسهال والكوليرا والحصبة. وتتجلى هذه الأزمة بصورة خاصة في المخيمات ببيدوا ودينسور بمنطقة باي جنوب الصومال، حيث يكابد النازحون شظف العيش وعدم توفر المأوى، ويعانون من شروط حياتية قاسية تحرمهم من الراحة والأمان..
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 4.3 مليون فرد – 1 من كل 4 – نازحون داخليا الآن داخل الصومال، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في البلاد. واستجابة للاحتياجات المتزايدة لهؤلاء النازحين، أنشأت الإغاثة الإسلامية مشروع الاستجابة للجفاف في الصومال “دروبس” (DROPS).
ويستهدف المشروع في المقام الأول المجتمعات المحلية التي فرت من الأعمال العدائية والجفاف وتعيش في ظروف بائسة في مخيمات مقاطعة بيدوا. وقد حسنت بالفعل حياة أكثر من 50,000 فرد في المدن الجنوبية في الصومال.
بيدوا هي العاصمة المؤقتة لولاية جنوب غرب الصومال، وتقع على بعد حوالي 280 كيلومترا جنوب غرب مقديشو. وهي واحدة من العقد الرئيسية في وسط الصومال، وتربط بين مختلف المدن وتقع بالقرب من وسط ما هو عادة سلة الخبز في البلاد. وتعد بيدوا موطنا لأكبر عدد من النازحين المرتبطين بالجفاف في البلاد، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 600,000 نازح يقيمون حاليا في المدينة.

دعم المشروعات الناشئة

كجزء من مشروع دروبس، شيدت الإغاثة الإسلامية ببناء 50 مكانا للإيواء، وشيدت سقيفة سوق وحفرت بئرا مع أكشاك وأحواض مياه. ونتيجة لذلك، أصبح بإمكان 3,000 منزل في المخيمات والمناطق المحيطة بها الآن الحصول على مياه نظيفة وآمنة، مما مكن عددا كبيرا من الأسر المتضررة من الجفاف من بناء منازل في دينسور وبيدوا. كما وزعت الإغاثة الإسلامية 70 دولارا نقدا على مدى 4 أشهر لأكثر من 1,602 من الأفراد المحتاجين في المخيمات.
وكان من بين الذين تجمعوا تحت مظلة السوق “حواء”، وهي أرملة تبلغ من العمر 50 عاما وأم ل 4 أطفال. كانت تحيك الحصير وتصنع السلال لبيعها في السوق لكسب ما يكفي لشراء وجبة يومية لعائلتها.

تصنع النساء النازحات في الصومال حصائر للبيع في السوق

تصنع النساء حصائر للبيع في السوق

كانت حواء وعائلتها من قرية موراغابي في شمال بيدوا. أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب الجفاف المستمر والصراع. سارت هي وأطفالها لمدة 8 أيام من قريتهم ويعيشون الآن في أحد الملاجئ التي شيدتها الإغاثة الإسلامية.
وأوضحت حواء أنها كانت تمتلك ماعزا في السابق لكنها فقدت ماشيتها وجميع وسائل إيجاد الدخل بسبب الجفاف. ودعمت الإغاثة الإسلامية حواء وأطفالها في المخيم من خلال توفير الطعام والمأوى والماء والنقود، مما مكنها من بدء مشروع تجاري صغير في المخيم.
تقل حواء “أنا واحدة من النساء اللواتي دعمتهن الإغاثة الإسلامية بأموال بدء الأعمال التجارية. لقد قدموا لكل واحد منا 500 دولار وشيدوا سقيفة السوق. فأنا المعيل الوحيد لعائلتي حيث توفي زوجي محمد مرسل قبل 10 سنوات. أما الآن فأنا أبيع الحصير والسلال وأصنع ملابس صبغ ربطات العنق للنساء الأخريات”.

الادخار نحو غدٍ أفضل

بدعمٍ لا محدود من الإغاثة الإسلامية، انخرطت حواء في إطار جمعيات الادخار والقروض القروية التي توفر لأعضائها سيادة أكبر على الموارد الاقتصادية، مما يسهم في استمراريتهم بالأعمال التجارية ويعزز قدرتهم على مواجهة الظروف المعيشية.

وتشارك حواء تجربتها قائلةً: “لقد كانت الإغاثة الإسلامية سبّاقة في تقديم العون لنا عند وصولنا إلى المخيمات. نحن استوطنا في منطقة مكشوفة، وأوينا إلى مساكن مؤقتة لا توفر لنا حماية من قساوة الطقس أو السرقة ليلًا. نحمل للمانحين وللإغاثة الإسلامية في الصومال الامتنان البالغ على ما قدموه من دعم”. وتضيف: “الآن بإمكانكم مشاهدتي وأنا أنسج حصيرًا لبيعه في السوق. بهذه المهنة، أستطيع أن أؤمن قوت أطفالي. لولا مساندتكم، لكان البقاء لنا شديد الصعوبة”.

تواجه عائلات كثيرة في الصومال، ومنهم حواء، تحديات يومية معقدة في توفير الغذاء والمأوى، جراء الجفاف المتكرر والنزاعات وشُحّ المياه. يُعد الصومال واحدًا من الدول التي تتحمل بشدة تبعات تغير المناخ، والنساء مثل حواء، اللواتي يتحملن أحيانًا وحدهن مسؤولية إعالة أسرهن، كما أنهن عرضةً للخطر. وتُشير التقديرات إلى أن 7.1 مليون فرد في الصومال يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، ومن المنتظر أن يتفاقم هذا العدد مع نهاية العام الجاري.
الرجاء مساعدة الإغاثة الإسلامية على مواصلة دعم الأفراد الضعفاء لبناء سبل عيش مستدامة. تبرع الآن.

العلامات

الصومال
جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158