تُعد الأضحية من العبادات العظيمة التي ترتبط بعيد الأضحى المبارك، وهي ما يُذبح من بهيمة الأنعام ابتداءً من أول أيام عيد الأضحى وهو يوم النحر إلى آخر أيام التشريق، وهي من شعائر الله التي لها فضل كبير وثواب عظيم، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الطريقة الشرعية لذبح أضحية العيد وآداب الأضحية وسننها.
تُعد الأضحية من أعظم شعائر الله التي تقرب المسلمين إلى الله عز وجل، وتُعد الأضحية سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك سنتحدث الآن عن خطوات ذبح الأضحية وكيف ذبح النبي ﷺ أضحيته.
في البداية يُفضَّل منع الحيوان من الأكل لمدة ١٢ ساعة قبل ذبح الأضحية، ونكتفي بتقديم الماء للشرب فقط، وذلك للحفاظ على جودة اللحم وتسهيل عملية سلخ الجلد. يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس آخر أيام التشريق، والطريقة الشرعية لذلك تكون بتوجيه الأضحية نحو القبلة، مع تثبيت أطراف الأضحية، وقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يضع الأضحية على جنبها الأيسر وليس على الجانب الأيمن، ثم نذكر اسم الله عليها بقول “بسم الله والله أكبر”، ونذبحها بالسكين حتى نصل إلى العظم، مع التأكد من قطع الوريد والشريان. بعدها تُترك الأضحية لمدة كافية نحو 15 دقيقة لكي يخرج الدم وتهدأ حركتها، والتأكد أن الأضحية قد فارقت الحياة عن طريق ضرب كوعها بظهر السكين، وأنها لا ترد ولا تؤخر يدها إذا ضربتها، وهذه هي طريقة ذبح الأضحية حسب الطريقة الشرعية للذبح.
والأضحية لها فضل كبير وثواب عظيم، وذُكرت في القرآن الكريم في قول الله تعالى: “فصلِّ لربك وانحر” (الكوثر: 2).
هناك بعض آداب الذبح في عيد الأضحى التي يجب الالتزام بها عند ذبح الأضحية كما كان يفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن آداب ذبح الأضحية:
ترتبط الأضحية بقصة عظيمة وهي قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام، والحكمة من الأضحية هي إحياء سنة إبراهيم عليه السلام في الرضا بأمر الله وعزمه على تنفيذ الرؤيا، وقد قال الله عز وجل: ﴿وفديناه بذبح عظيم﴾ [الصافات: 107]، وهناك حِكَم عظيمة من الأضحية، منها:
1- يتقرب بها المسلمون إلى الله عز وجل.
2- تُعد الأضحية شكرًا لله عز وجل على جميع نعمه التي أنعم بها علينا.
3- تُعد الأضحية وسيلة لصلة الرحم، وإكرام الجار، ومساعدة الفقير والمسكين.
4- الأضحية هي تعظيم لشعائر الله، ويتعلم منها المسلم الصبر.
عيد الأضحى المبارك مناسبة جليلة للمسلمين في كل مكان، ولا بد أن نتأمل قصة عيد الأضحى، حيث ارتبطت قصة الأضحية بقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام، فقد رأى سيدنا إبراهيم في المنام رؤيا أمره الله فيها بالتضحية وذبح ابنه سيدنا إسماعيل، وكان على استعداد لتقديم فداء عظيم وباهظ في سبيل طاعة الله سبحانه وتعالى ومرضاته، وعندما نهض لتحقيق هذه الرؤيا فداه الله بذبح عظيم، وهي القصة التي ذُكرت في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيِّ إنِّي أرى في المَنامِ أنِّيَ أذْبَحُكَ فانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِيَ إنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّابِرِينَ، فَلَمّا أسْلَما وتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، ونادَيْناهُ أنْ يا إبْراهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إنّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ، إنَّ هَذا لَهْوَ البَلاءُ المُبِينُ، وفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [سورة الصافات: 102-107].
يُعد التوكيل في الأضحية من حيث ذبحها وتوزيع لحمها جائزًا بإجماع معظم الفقهاء، ولكن الأفضل في ذبح الأضحية أن يذبح المُضحِّي بنفسه اقتداءً برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. ويجوز توكيل الذبح للمسلم، أما غير المسلم فلا يجوز توكيله أو أن ينوب عن المسلم في ذبح الأضحية. ولا يجوز دفع أجر الموكل بالذبح عن طريق إعطائه جزءًا من لحم الأضحية أو جلودها، لكن يجوز تقديم جزء من الأضحية له هدية بجانب دفع أجره المتفق عليه مقابل خدمته. ويجوز التوكيل في الأضحية في حال لم تكن تجيد الذبح، أو في حال الانشغال أو قلة الخبرة في متطلبات الأضاحي. يشمل التوكيل في الأضحية شراء الأضحية، وذبحها، وتوزيعها. ويلجأ العديد من المسلمين المغتربين، خاصة المقيمين في دول غير مسلمة، إلى توكيل جهة موثوقة بالأضحية، وتُعد الإغاثة الإسلامية من الجهات الموثوقة لذبح الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين والفقراء. ويمكنك الآن عبر الإغاثة التبرع بأضحيتك من خلالنا.
يجوز للمسلم توكيل شخص غيره في شراء الأضحية وذبحها، ويكون ذلك عن طريق توكيل شخص موثوق أو جمعية موثوقة بشراء الأضحية وذبحها، حتى وإن كان يسكن في غير بلاده، وتكون طريقة التوكيل في ذبح الأضحية وفقًا لشروط معينة وهي:
الآن تبرع بأضحيتك مع الإغاثة الإسلامية وكن عونًا وسندًا للفقراء والمساكين في كل مكان.