Friday October 18, 2024

تعتبر فئة الأطفال من أكثر الفئات ضعفًا في المجتمعات، خاصة الأيتام، وتزداد المعاناة في غزة، حيث فقد أكثر من 21,000 طفل حياتهم نتيجة الحرب المستمرة منذ بداية أكتوبر 2023. تشير التقديرات أيضًا إلى أن أكثر من 20,000 طفلًا أصبحوا أيتامًا مؤخرًا، بينما تعيش المنطقة أجواءً من الألم والفقد المستمر والأعداد مرشحة بالزيادة..

 

فقدان الأرواح والآثار المترتبة

تشعر الإغاثة الإسلامية بحزن عميق لفقدان هؤلاء الأطفال أرواحهم وذويهم، إذ فقد  117 طفلًا وشابًا كانوا تحت رعاية برنامج كفالة الأيتام حياتهم خلال عامٍ من الحرب. يضاف إلى ذلك العدد الهائل من الضحايا، الذي بلغ أكثر من 41,900 شخص، مما يزيد من الحاجة الملحة لتقديم المساعدة والدعم. هؤلاء الأطفال الأيتام بات ضعفهم وهشاشتهم جليًا مع استمرار الحرب.

 

قصة عبيدة: صمود في وجه المحن

تتجلى معاناة الأطفال اليتامى من خلال قصة عبيدة، الذي يبلغ من العمر 12 عامًا. بعد فقدان والده، يعيش عبيدة مع إخوته الأكبر سنًا وعمته وجدته البالغة من العمر 86 عامًا. ومع تدمير منزلهم، اضطروا للعيش في خيمة، ما زاد من صعوبة حياتهم. عبيدة فتىً ذكيًا للغاية وذو طبيعة حساسة وقلب مليء بالحب لعائلته، وباعتباره أصغر طفل، فقد أثر فقدان والديه عليه بشدة

 

الصعوبات اليومية

تقول عمته: “كان عبيدة دائمًا مرتبطًا بوالدته ووالده، ولكن عندما توفي والده وتزوجت والدته بكى من قلبه، وهو يحلم يوميًا بالالتقاء بها، مع مرور الوقت، تكيف مع الحياة بدون والديه، لكنه لا يزال يواجه العديد من التحديات.” يقول عبيدة: “عندما رحلت والدتي، قامت عمتي وجدتي برعايتي، ولكن حياتنا تغيرت بشكل جذري عندما بدأت الحرب. نحن نعيش في كابوس لا نهاية له، حيث دُمر منزلنا في غمضة عين، واضطررنا إلى الفرار وترك كل شيء وراءنا، أحلامنا، ذكرياتنا. لم يكن معنا أي شيء، ولا حتى مصحفي. في تلك الليلة، كان القصف مكثفًا. الحمد لله، لو تأخرنا ولو قليلاً، لكنا قد متنا تحت الأنقاض.” عبيدة واحدًا من الأطفال الأيتام الذين يعيشون ظروفًا صعبة وهو الوحيد هنالك 220 ألف يتيمًا آخرين يعيشون ظروفه!

عبيدة برفقة أخوته في الخيمة بعد أن فقدوا بيتهم

الدعم من الإغاثة الإسلامية

يخبرنا عبيدة: ” نعيش الآن في خيمة واضطررنا إلى شراء كل شيء باستخدام أموال الكفالة التي تقدمها لنا الإغاثة الإسلامية. البطانيات، والطعام، وأدوات المطبخ، والملابس كل شيء كان باهظ الثمن، لكن لم يكن أمامنا خيار سوى شرائه. لا أستطيع النوم بتاتًا وأشعر بالخوف ليلاً بسبب قلقي من القنابل. والمخيم الذي أعيش فيه الآن للأسف مليء بالقمامة، وأنا قلق من دخول الحشرات والزواحف إلى الخيمة. كما أن الاستحمام يشكل تحدياً كبيرًا لي، إذ تنتشر الأمراض والعدوى مثل التهاب الكبد. والرحلة إلى دورات المياه طويلة ومخيفة للغاية بالنسبة لي لو وددت الذهاب إليها ليلًا!

 

الحاجة للدعم والمساعدة

قبل أكثر من عام، كان لعبيدة سقف فوق رأسه ومنزل دافئ، لكنه الآن يشعر بالخوف وعدم الأمان طوال الوقت. وكجزء من مهامه اليومية، يجمع عبيدة الماء للأسرة، والحطب للطهي. يخبرنا عبيدة: ” أحلم بانتهاء الحرب والعيش في أمان وسلام. أحلم بالتمتع بالفواكه والخضروات الطازجة. أحلم بأن أصبح معلمًا، لكن حياتنا تغيرت كثيرًا.”

عبيدة مسؤول عن جمع الحطب وإشعال النار لطهي الطعام

تستمر معاناة الأطفال مثل عبيدة، الذين يعيشون في ظروف صعبة وغير إنسانية. تعتبر تبرعاتكم للإغاثة الإسلامية أملًا للكثيرين، حيث تساهم في تحسين حياتهم وتوفير الاحتياجات الأساسية. في ظل هذه الأوقات العصيبة، نحتاج جميعًا للعمل معًا لدعم الأطفال اليتامى ومنحهم الأمل في غدٍ أفضل.

 

ساهم الآن بكفالة يتيم 

كن أملًا لهم

اكفل يتيم الآن

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158