الجفاف في السودان يعمل على تسارع تدهور الأوضاع، حيث تضررت ولاية شمال كردفان في السودان بشكل خاص من موجات الجفاف الطويلة التي جاءت على خلفية عدم شهود المنطقة هطول الأمطار في مواسمها المعتادة جراء تغير المناخ.
وتقدم الإغاثة الإسلامية المساعدات التي تساهم في إنقاذ حياة الأسر المتضررة من خلال تعزيز مقاومة الجفاف، وتحسين سبل العيش والحفاظ على البيئة.
حنان أرملة تبلغ من العمر 45 عامًا تعيش مع أطفالها السبعة في قرية الحمدية الريفية في شمال كردفان، وكان زوج حنان هو المعيل للأسرة ومنذ وفاته وهي تكافح من أجل تغطية نفقاتها.
وتشارك حنان قصتها قائلة: “توفي زوجي عادل في عام 2017 عندما كان يبلغ من العمر 49 عامًا، وكان لدي توأمان يبلغان من العمر 3 أشهر في ذلك الوقت، لقد مرض زوجي ذات يوم وذهب إلى المستشفى لإجراء فحص طبي مع ابنتي الكبرى، ثم بعد برهة، اتصلت بي ابنتي لتخبرني أنه قد توفي! لم أصدق ذلك. كان ذلك بشكل متسارع وصادم!”
لقد كان عادل رئيس لجنة الإغاثة الإسلامية المحلية في تلك المنطقة منذ عام 1994، وكان يحب العمل التطوعي جدًا، كان سببًا في مساعدة العديد من الناس، كان لطيفًا ومتسامحًا ولم يخذل أحدًا أبدًا.
ثم تتابع حنان فتقول: “لقد أصيب ابني عبد العظيم بصدمة بعد وفاة والده، كانا قريبين جدًا؛ أشبه بالأشقاء، وتركت وفاته فراغًا كبيرًا في حياة أطفالي، وبدأ ابني في التعافي منذ عامين فقط، لقد كنت أخشى من عدم تعافيه في أي وقت من الأوقات، لكن لحسن الحظ إنه الآن في الكلية، وأنا سعيد جدًا لأنه كذلك”.
قدمت الإغاثة الإسلامية الدعم لحنان بمنحة نقدية غير مشروطة، فتقول حنان: “بعد أن استلمت النقود، قمت بتسوية ديوني واشتريت السكر والذرة والبصل والعدس والدقيق وحبوب القهوة، وسأشتري الخبز بالمبلغ المتبقي وسأدفع الرسوم المدرسية لأولادي، وأتمنى أن يعيش أطفالي حياة طيبة وأن يواصلوا تعليمهم، وآمل أيضًا أن يكون لدي مشروع ما ليكون مصدرًا للدخل”.
حسنة امرأة أخرى من قرية الحمدية حصلت على منحة نقدية، لكي تستأجر قطعة أرض صغيرة تزرع فيها، ويساعدها ابنها ويرعى ماعز القرية مقابل الأجر، لكنها لا تحصل على أي دخل خلال موسم الجفاف في السودان.
تقول حسنة: “أخبرتني عواطف، إحدى سيدات المجتمع المحلي، أن اسمي كان على قائمة المنح النقدية التابعة للإغاثة الإسلامية، ولكن 100 محتاج فقط من القرية سيتلقون المساعدة.”
ثم تواصل حسنة حديثها، “أخبرتني أنني قد أكون محظوظًة، وذات يوم، لم يكن لدي ما أطعمه لأطفالي، فذهبت إلى متجر البقالة المحلي واستعرت أجزاء صغيرة من السكر والعدس، لقد كنت قلقة بشأن الطريقة التي سأدفع بها للبقالة حتى تلقيت مكالمة من عواطف قالت: “لقد حالفك الحظ”، وهنا شعرت بالارتياح، لم أتلق أبدًا أي مساعدة من أي مؤسسة خيرية، لقد كنت صبورة وواثقة من أن الله سيعوضني “.
“عندما استلمت الظرف الذي كان يحتوي على المبلغ النقدي في يدي، كنت سعيدة جدًا، لأن قلبي كان ينبض مرة أخرى من الارتياح! وذهبت على الفور إلى متجر البقالة وسددت ديوني، ثم اشتريت المواد الغذائية وقمت بطهي وجبة لأولادي، حتى أنني اشتريت اللحوم؛ وقد كان آخر مرة تناولنا فيها اللحوم كانت قبل شهر “.
وتضيف: “سأستثمر في النقود المتبقية وأشتري ماعزًا، فقد أصاب ابني الحزن وراوده شعور سيء تجاه حاله، فهو يعمل في رعاية الماعز الذي يمتلكه الآخرون وهو لا توجد لديه القدرة على امتلاك ماعز خاص به.
ثم تتابع “أطفالي لا يشربون الحليب أبدًا، ولكن حين كان لدينا ماعز كنا نرتوي من شرب الحليب وسأعتني به وأبيع نسله وبهذه الطريقة سأحصل على بعض الدخل خلال موسم الجفاف”.
قدمت الإغاثة الإسلامية منحًا نقدية غير مشروطة إلى 1275 أسرة متضررة من الجفاف في السودان وخاصة في شمال كردفان، من خلال مشروع يهدف إلى الوصول إلى أكثر من 3300 أسرة متضررة من الجفاف في المجمل.
تعبر حسنة عن امتنانها وتقول: “أود أن أشكر من ساعدوني، وأنا أقدر جهودهم. آمل أن يعينهم الله مثلما ساعدوني “.
يمنح مشروعنا هؤلاء السكان إمكانية وصول آمنة إلى الخدمات الحيوية من خلال مبادرات مثل تركيب مضخات يدوية وساحات مياه صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية في منطقة شيكان شمال كردفان وبارا وغرب بارا.
يوزع المشروع أيضًا بذورًا مقاومة للجفاف على المزارعين، ويدرب قادة المجتمع والمسؤولين الحكوميين على زيادة وعيهم بتغير المناخ.
بمساعدتك يمكننا الوصول إلى الأسر الأكثر ضعفًا خلال موسم الجفاف في السودان وحول العالم. يرجى التبرع لصندوق الطوارئ العالمية الخاص بنا اليوم والمساعدة في إنقاذ الأرواح.