أزمة أفغانستان تقترب من العامين منذ عودة طالبان إلى السلطة. وفي هذا الخبر نشارك قصص بعض السكان الذين تدعمهم الإغاثة الإسلامية خلال الأزمات الإنسانية.
تعيش خديجة، وهي أم معيلة تبلغ من العمر 35 عامًا، مع أطفالها الخمسة في حي ناء في ضواحي كابول.
تخلى زوجها عن الأسرة بعد أن أصبح مدمنًا على المخدرات – وهو أمر شائع للأسف في أفغانستان. ونظرا لعدم قدرتهم على دفع إيجار منزلهم، تعيش خديجة وأطفالها الآن في غرفة واحدة أخلاها شقيقها الأكبر كي يؤوي الأسرة.
تقول خديجة: “لقد ألقي على عاتقي مسؤولية رعاية كل هؤلاء الأطفال – ثلاثة منهم بنات”. “المنزل صغير كي يتسع لستة منا. فليس لدينا فراش مناسب؛ مجرد خرق مهترئة والحصير فقط.
خلال فصل الشتاء، يصبح الجو باردًا جدًا على أجسامنا لدرجة أنني أخشى الموت تجمدًا. فلا يمكننا تحمل تكاليف أي نظام للتبريد أو التدفئة”.
تقطع خديجة مسافة 3 كيلومترات كل صباح إلى كابول، بحثا عن وظائف في التدبير المنزلي مع عائلات ميسورة.
لا تستطيع تحمل تكاليف النقل العام وتكافح من أجل تغطية نفقاتها من المال الذي تكسبه من هذا العمل. في بعض الأيام لا تجني أي أموال على الإطلاق.
القيود التي تفرضها السلطات وكذلك الأعراف الاجتماعية تحد بشدة من فرص عمل المرأة، مما يجعل الحياة صعبة للغاية على عائلات مثل عائلة خديجة التي ليس لديها رجال بالغون لتقاسم العبء معها.
خديجة تحضر لحم الأضاحي لأطفالها خارج كابول، أفغانستان
“أصبحت وحدي معيلة لأطفالي. لدينا فقط 2 كيلوغرام من البطاطا في المخزون [في المنزل]. نحن نأكل نفس الطعام في كل مرة. لا وجبات جديدة”. اضطرت خديجة في نهاية المطاف إلى اتخاذ القرار الصعب بسحب ابنتها الكبرى، 15 عاما، وابنها، 12 عاما، من المدرسة حتى يتمكنوا أيضا من البحث عن عمل للمساعدة في إعالة الأسرة.
ويعمل الأطفال الآن في متجر لنسج السجاد، ويدرون دخلاً شهريًا مشتركًا قدره 2000 فرنك أفريقي، أي ما يعادل 24 دولارًا (19 جنيها إسترلينيا).
عائلة خديجة هي 1 من أكثر من 21,600 عائلة تلقوا طردًا من اللحوم من الإغاثة الإسلامية لمساعدتهم على الاحتفال بعيد الأضحى ودعمهم مائدة غذائهم حتى لا يتعرضوا لسوء التغذية.
تحكي خديجة: “لقد كان العيد يومًا مميزًا للأطفال منذ أن كنت طفلة”، تتذكر خديجة؛ “اعتدنا على ارتداء ملابس جديدة وزيارة الأصدقاء والعائلة والخروج لرؤية الطبيعة.
معظم الأطفال هنا الذين يتواجد آباؤهم يرتدون ملابس جديدة خلال العيد. وتضيف “سيسألني أطفالي عن مكان والدنا، وسأختلق قصصًا بأنه قادم. وهو لن يأتي”، تقول وهي تقاوم دموعها.
ابنة خديجة تجمع المياه خارج منزل العائلة
“قبل أن يسقط زوجي في مستنقع المخدرات، كان بإمكاننا شراء اللحوم مرة واحدة في الأسبوع أو حتى في الشهر. [الآن] لا يدخل اللحم لمنزلنا بالشهور”، مضيفة أن لحم الأضاحي هذا هو المرة الثانية فقط التي تتمكن فيها عائلتها من تناول اللحوم خلال 5 أشهر.
“لم يتوقع أحد أن يكون هناك طبق لحم على مائدتنا اليوم”.
“عندما تناولنا العشاء، صليت أنا وأطفالي من أجل أولئك الذين دفعوا ثمن هذه اللحوم وسلموها لنا. جزاهم الله سبحانه وتعالى خيرًا جزيلًا. نحن سعداء جدًا. إنه يوم مختلف عن سائر أيامنا”.
تظهر قصة خديجة الصعوبات اليومية التي تواجهها الأمهات المعيلات والأسر التي تعيلها نساء أثناء محاولتهن إعالة أسرهن في بلد يئن تحت وطأة الأزمات ومعرض للكوارث الطبيعية.
لكن ربما استطاعت خديجة في هذه السطور الكشف عن قصتها؛ لأن الأعراف الاجتماعية والعار تمنع النساء من التعبير عن العديد من التحديات التي يواجهنها في الحياة.
وتجدر الإشارة أنه تضاعفت أسعار الأدوات المنزلية الأساسية مثل الدقيق والزيت والأرز وغاز المواقد تقريبًا خلال السنوات الماضية ضعفين، مما يجعلها بعيدة عن متناول الكثيرين.
وردا على ذلك، اضطر العديد من الناس إلى بيع ممتلكاتهم، أو تقليص عدد الوجبات، أو إرسال أطفالهم إلى العمل لوضع الطعام على المائدة.
وبعد مرور عامين على عودة طالبان إلى السلطة، لا يزال شعب أفغانستان يواجه مآس في حياته اليومية، بما في ذلك العثور على عمل وتوفير الغذاء له ولأسرته.
وشهدت أفغانستان العام الماضي العام الثالث على التوالي، أسوأ موجة جفاف في البلاد منذ 30 عاما. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تعاني 25 مقاطعة من أصل 34 مقاطعة من ظروف جفاف شديدة أو كارثية، تؤثر على أكثر من 50٪ من السكان.
ويتفاقم هذا بسبب اشتداد المصاعب الاقتصادية وآثار أربعة عقود من الحرب، والتي تركت نصف السكان يعانون المجاعات وسوء التغذية.
وفي خضم الأزمات المتصاعدة، نواصل تقديم الخدمات الأساسية لشعب أفغانستان في 15 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد، معظمها عرضة للكوارث المتكررة.
ادعم جهود الإغاثة الإسلامية لمواصلة دعم الأشخاص المستضعفين في أفغانستان. تبرع لنداء الاستغاثة في أفغانستان الآن.