الحرب في السودان تتجاوز الآن نحو 14 أسبوعا؛ أجبر خلالها أكثر من 2.8 مليون إنسان على النزوح من ديارهم وتركها بحثا عن الأمان في أجزاء أخرى من البلاد أو خارجها.
النزاع في السودان أدى إلى مخاطر متزايدة مثل تفشي الأمراض في مخيمات النازحين، حيث يموت الأطفال بسبب الحصبة وغيرها، مما كان يمكن الوقاية منه وتجنبه ابتداءً. ففقد أكثر من 1,000 إنسان حياتهم منذ اندلاع العنف في أبريل، وأصيب 11,700 آخرون، وفقًا للأمم المتحدة، فلا يزال العنف يتصاعد في الخرطوم ويمتد إلى مناطق أخرى بما في ذلك كردفان ودارفور والنيل الأزرق.
من بين النازحين الجدد قاسمة، أم لـ5 أطفال صغار، انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد أن أجبرت على الفرار من منزلها في العاصمة السودانية الخرطوم.
تعاني قاسمة من مرض السكري الذي أدى إلى بتر بعض أصابع قدميها، مما أثر بشكل كبير على حركتها، ويستلزم مرضها تعاطي حقن الأنسولين إضافة إلى أدوية أخرى. أما عبدول ابن قاسمة فهو مريض بالملاريا ويحتاج إلى رعاية مستمرة.
عندما اندلعت الحرب، تعرض حي العائلة لانفجارات، مما أسفر عن وفاة جميع جيرانهم. ومع اشتداد النزاع، امتلأت الشوارع بالدماء والجثث وأصبحت مكسوة بلون الدم فتمكنت عائلة قاسم من إنقاذ رجل مصاب ونقله إلى مركز طبي لتلقي العلاج المناسب، لكن كثيرين آخرين لم يحالفهم الحظ.
قاسمة مع 3 من أطفالها
وبدون مال، اضطرت الأسرة إلى بيع هواتفها للسفر إلى مدني في شرق السودان حيث لجأت في نهاية المطاف إلى مخيم عبد الله. وفي حين أن المخيم أكثر أمانا من الخرطوم، فالوضع لا يزال صعبًا ومتأزمًا للغاية. حيث لا أحد في عائلة قاسمة يعمل، وهي لا تعرف أين زوجها، فتكافح الأسرة لتلبية احتياجاتها اليومية، معتمدة على محدودية مخصصات المخيم.
وعلى الرغم من الدمار الذي لحق بالخرطوم، تتمنى قاسمة العودة إلى ديارها بمجرد توقف العنف، فهو الشيء الوحيد الكفيل بأن يحقق لقاسمة وأسرتها أمانيها.
الإغاثة الإسلامية على الأرض
قاسمة هي واحدة من بين 71,000 فرد دعمتهم الإغاثة الإسلامية منذ اندلاع النزاع في السودان في منتصف أبريل. لقد قدمنا الأدوية ومستلزمات النظافة للنازحين، فضلا على المساعدات النقدية لتمكينهم من شراء الضروريات الأخرى. ووسط الظروف الصعبة، تواصل الإغاثة الإسلامية دعم الأفراد المنكوبين بمواد الطوارئ والنقد، وتزويد المستشفيات بالأدوية والوقود.
ساهم معنا كي نستطيع مواصلة تقديم المساعدات الإغاثية لشعب السودان. تبرع لندائنا الطارئ للسودان الآن.