الشتاء في العراق قصة تحتاج إلى تسليط الضوء. فبعد عشرين عامًا من تغير المشهد السياسي في العراق والسنوات التالية لاحتلاله، لا يزال العراق يكافح مع تحديات إنسانية كبيرة. فالبلاد ما زالت تعاني من تداعيات عقود من النزاع العنيف، حيث يحتاج ما يقدر بنحو 4.1 مليون عراقي إلى المساعدات الإنسانية.
هناك حوالي 1.2 مليون عراقي نازح داخليا
وقد عاد ما يقرب من 5 ملايين إنسان كانوا نازحين داخليا سابقا إلى ديارهم في السنوات الأخيرة. ويعيش هؤلاء العائدون في أغلب الأحيان في ظروف دون المستوى ويحتاجون إلى المساعدة لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وعلاوة على ذلك، لا يزال هناك حوالي 1.2 مليون عراقي لا يزالون نازحين داخليا. فما يقرب من نصف جميع النازحين داخل العراق هم من الأطفال.
وتعد أشهر الشتاء هي الأصعب بالنسبة للعائلات النازحة، حيث يعيش الكثيرون في ملاجئ مؤقتة أو مستوطنات مؤقتة لا توفر سوى القليل من الحماية من ظروف الشتاء القاسية.
ويمكن أن تكون أشهر الشتاء في العراق قاسية، حيث تنخفض درجات الحرارة في البلاد في كثير من الأحيان إلى ما دون الصفر مما يترك الملايين في خطر متزايد للإصابة بأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي وقضمة الصقيع وانخفاض حرارة الجسم.
بدرية، أم لستة أطفال، تجاهد يوميًا لتأمين لقمة العيش لأسرتها في شرق محافظة الأنبار. وتعيش في مزرعة، تعمل بها وتتلقى نفقة من زوجها السابق. لكنها تواجه صعوبات جمّة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والعلاج الطبي لأنها تعاني من عيب جسماني، مما يجعلها عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرتها.
وبرغم سكنها بالمزرعة وتوفر المراحيض هناك، وتظل الحياة تحديًا كبيرًا لبدرية وأسرتها، حيث يعتمدون على نهر قريب للحصول على مياه الشرب. والوضع المالي المتزعزع للأسرة دفع بعض أطفالها إلى التوقف عن الدراسة.
ومع اقتراب فصل الشتاء الماضي، كانت بدرية تشعر بالقلق المتزايد حول كيفية الحفاظ على دفء أطفالها. وفي هذه الأوقات الصعبة، جاءتها مساعدة من مشروع الإغاثة الإسلامية لفصل الشتاء، حيث تلقت عائلتها مساعدات تشمل مراتب، بطانيات، سخان كيروسين، ووقود للسخان، مما ساهم في تخفيف بعض من معاناتهم خلال فصل الشتاء القارس.
بدرية هي أم لعائلة تعيش تحت وطأة الفقر، وعبرت عن قلقها الشديد بشأن عدم قدرتها على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرتها خلال فصل الشتاء بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبة العثور على عمل. وتقول بدرية: “كنت خائفة من عدم قدرتي على شراء مستلزمات الشتاء الضرورية لأطفالي”. ولكن مع وصول المساعدات، شعرت بالراحة، حيث قدمت لها المواد الضرورية وساعدتها في تأمين ملابس لأطفالها.
ومن خلال مشروع الإغاثة الإسلامية الشتوي، تمكنت المنظمة من الوصول إلى أكثر من 2200 عائلة في العراق، موفرةً لهم الاحتياجات الأساسية خلال البرد القارس. فأكثر من 10,000 فرد استفادوا من هذا المشروع، بما في ذلك أسر في محافظة حلبجة، حيث تعمل عدة وكالات إنسانية، بدعم من الإغاثة الإسلامية، لتقديم المساعدات للأشخاص الأكثر احتياجًا.
مع ذلك، لا يزال الشعب العراقي يواجه تحديات هائلة. ومن بين هذه التحديات، يمثل عدم الحصول على الوثائق المدنية عقبة كبيرة للنازحين. بسبب الهجرة الواسعة والنزوح في العراق خلال العقدين الماضيين، ويفتقر العديد من الأفراد إلى الوثائق اللازمة للحصول على الخدمات العامة الأساسية مثل التعليم، الرعاية الصحية، ومزايا الضمان الاجتماعي.
تمكنت الإغاثة الإسلامية من الوصول إلى أكثر من 2200 عائلة في العراق من خلال مشروعنا لفصل الشتاء
وفي جهودها الإنسانية المستمرة، تمكنت الإغاثة الإسلامية من الوصول إلى أكثر من 2200 عائلة عراقية خلال مشروعها لفصل الشتاء. ومع ذلك، تواجه العديد من هذه الأسر تحديات هائلة بسبب فقدان الوثائق المدنية، وهي مشكلة مقلقة في العراق. فهذا النقص يعيق وصولهم إلى الخدمات الصحية الأساسية، البنية التحتية الضرورية، ويحد من الفرص الاقتصادية المتاحة لهم.
غالبًا ما يؤدي هذا إلى نزوح متكرر، مما يعمق المصاعب التي يواجهها النازحون الداخليون. ونتيجة لذلك، يجد مئات الآلاف من النازحين العراقيين أنفسهم غير قادرين على العودة إلى منازلهم.
تعمل الإغاثة الإسلامية في العراق منذ عام 1997، وقد ظلت واحدة من بين عدد قليل من الوكالات الدولية التي واصلت دعم المجتمعات العراقية خلال الصراعات والتدخلات العسكرية. لأكثر من عقدين، فقد قدمت المساعدات الطارئة والدعم طويل الأمد، مساعدة الأفراد على استعادة حياتهم والوقوف مرة أخرى على أقدامهم.
يمكنك المساهمة في هذه الجهود ودعم العراقيين لإعادة بناء حياتهم بعد سنوات من الاضطرابات والعنف. تبرع اليوم لمساعدتنا في تقديم الدعم الحيوي لهم.