المجاعة في الصومال وسوء التغذية يعرّضان ما لا يقل عن 1.8 مليون طفل صومالي دون سن الخامسة لخطر سوء التغذية الحاد، ويحتاج نحو نصف مليون طفل إلى علاج لسوء التغذية الحاد الذي يشكل سببًا رئيسيًا في زيادة معدل الوفيات بينهم بسبب مجاعة الصومال.
كانت الأزمة في الصومال كبركان يغلي شيئًا فشيئًا على مدار السنوات الأخيرة؛ فما بين 2018 و2022 مرّت 5 مواسم على التوالي من دون أمطار، ما اضطر نحو 8.25 مليون إنسان للاعتماد على المساعدات الإنسانية التي تبقيهم بالكاد على قيد الحياة.
ثم جاء عام 2023 محمَّلًا بالأمطار التي خففت من حدة الكارثة، وروت الأراضي التي خربها الجفاف، ووفرت المياه للملايين الذين كانوا يعانون من العطش، لكنها على كل حال لم تُعد الأراضي الزراعية إلى سابق عهدها، فبقيت كارثة المجاعة تهددهم، بالإضافة إلى آثار أخرى مع الأمطار الغزيرة، هي الفيضانات.
فما زال يعاني 4 ملايين إنسان من النزوح وظروفه القاسية في جميع أنحاء البلاد – ربعهم كان في الأشهر الأربعة الأولى فقط من عام 2023.
حكيمة هي المعيل الوحيد لأطفالها الستة لأن زوجها عدن لا يجد أي عمل. تعيش الأسرة حاليا في مخيم إيلاواداغ للنازحين، الواقع على مشارف مقديشو. اعتادت حكيمة وزوجها عدن كسب لقمة العيش من الزراعة في قريتهما بغداد في منطقة شابيلي الوسطى في الصومال، حيث كانوا يبيعون المحاصيل في السوق -الذرة والسمسم والبصل والطماطم والسلطات- من أجل الكسب بشكل منتظم.
وكان يزودهم نهر شابيلي، الذي كان يتدفق على مدار العام منذ عقود طويلة، بالمياه لرعاية محاصيلهم، لكنه أصبح مصدرًا مضطربًا -حيث غالبا ما يجف أو تُغمر ضفافه بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
ففي الصومال، يدفع السكان ضريبةً باهظةً لتغير المناخ بين حالتين متطرفتين من الجفاف والفيضانات: فإما مياه قليلة جدا أو كثيرة جدا.
فلجأت الأسرة إلى مخيم إيلاواداغ، لكن حياتهم هناك صعبة للغاية. فيسير عدن في شوارع مقديشو القريبة كل يوم بحثا عن عمل، بينما تسافر حكيمة إلى العاصمة كل يوم لتطرق الأبواب، وتعرض غسل الأطباق أو الملابس أو أي عمل متواضع لكسب بعض المال لإطعام أطفالها المحرومين من الذهاب إلى المدرسة.
وتتزايد ندرة الغذاء ويفتقر المخيم إلى الرعاية الصحية الأساسية، ويتعين على النساء والأطفال السير إلى الأشجار القريبة لقضاء الحاجة، بسبب افتقار المخيم إلى المرافق الأساسية، مما يجعلهم عرضة للعنف الجنسي.
تحكي حكيمة: “حياتنا صعبة للغاية ونعتمد على التسول من الناس في البلدة [للحصول على الدعم]، لكننا اليوم سعداء جدا لأنني تلقيت هذه الطرود الغذائية (من الإغاثة الإسلامية عبر العالم)”. ثم تردف قائلة: “يأكل أطفالي وجبة واحدة فقط في اليوم، خاصة في الليل، وأحيانا يأكلون فقط بقايا الطعام من الليلة السابقة”.
تقدم الإغاثة الإسلامية مشاريع الإغاثة والتنمية الطارئة في المنطقة الجنوبية الوسطى من الصومال استجابة للحاجة الإنسانية الملحة والنزوح الجماعي، بما في ذلك معالجة المستويات المتصاعدة لسوء تغذية الأطفال.
حصلت حكيمة وعائلتها على الدعم عبر مشروع الإغاثة الإسلامية لدعم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في الصومال، ويهدف المشروع إلى إنقاذ الأرواح من خلال التشخيص المبكر والإحالة إلى المختصين الصحيين، فضلًا على معالجة الأسباب الكامنة وراء سوء التغذية.
فقد تلقت حوالي 900 أسرة نازحة لجأت إلى إيلاواداغ ومخيمات أخرى في ضواحي مقديشو طرودًا غذائية طارئة من الأرز والسكر والدقيق وزيت الطهي ومسحوق الحليب من قبَل الإغاثة الإسلامية.
وتوفر هذه الحزم لعائلة حكيمة ومن في مثل حالتها بعضَ الإغاثة المؤقتة، ولكن العديد من الفئات الأكثر ضعفا ما زالوا بحاجة إلى المساعدة بشكل مستمر. إنهم ينتظرون مساعدتكم لإعادة بناء حياتهم. تبرع الآن.