اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هو يوم مهم حيث تسلط الإغاثة الإسلامية الضوء على الأثر المدمر لعقود من الحصار الإسرائيلي على الأعمال التجارية التي تشكل شريان الحياة في غزة.
في عام 2021 وأثناء الضربات التي استمرت 11 يومًا على غزة، أزهقت أرواح وجرح مئات المدنيين في غزة، ونزح الآلاف، وتعطلت الخدمات الأساسية بشدة ودمرت أو تضررت المنازل والبنية التحتية، وبحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان، فإن 2173 وحدة سكنية تعرضت للتدمير أو لأضرار بالغة، مما فاقم الظروف الإنسانية الصعبة والصدمات التي يواجهها الفلسطينيون في غزة بالفعل.
إن عملية إعادة إعمار الآلاف من المباني المدمرة مازالت بطيئة للغاية، مع استمرار الحصار الذي يخنق إمدادات مواد البناء التي تشتد الحاجة إليها دون إنهاء الحصار، فإن الانتعاش مستحيل.
برج الجوهرة، الواقع وسط مدينة غزة، يملكه ويديره محمد أبو عطا جرور، وهو أحد مؤسسيه، وبرج الجوهرة مكان حيوي، يضم مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام المحلية والدولية والشركات والوكالات الحكومية.
لكن في مايو من العام الماضي، كان البرج أحد المباني العديدة التي تدمرت وتضررت بشدة في مدينة غزة، في الهجوم الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة لإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد المحلي.
محمد، الذي كان يعيش في المبنى، لا تزال تطارده ذكريات فراره من منزله، فيقول: “كانت شقتي في الطابق السابع ومُنعنا من استخدام المصعد لأننا يمكن أن نتعرض للقصف في أي لحظة، بعد سماع أن البرج سيُقصف، وأُمر الجميع بالإخلاء على الفور، وأُجبر الأطفال وكبار السن والنساء على استخدام الدرج، شعرنا بالخوف، غادرنا المبنى وسرنا إلى أقرب مسجد، وشعرنا وكأننا في عداد الأموات “.
والجدير بالذكر أن الهجوم أصاب العديد من المباني المجاورة، وتدمرت المنازل والشركات والممتلكات.
كان محمد من بين أولئك الذين تغيرت حياتهم كلها في غمضة عين، حيث يقول : “كان من المعتاد والطبيعي طوال عمري أنني المالك لذلك المبنى، ثم فجأة وجدت نفسي بدون منزل أو عمل أو مستقبل، أنا الآن بلا مأوى، وأنا بالكاد أعيش على خط الفقر “.
كان الجوهرة القلب النابض للعديد من الشركات، بما في ذلك الشركات التي يديرها رواد الأعمال الشباب وكان من بينها شركة تموين تخدم مجموعة من الشركات في المنطقة، حيث كانت فكرتها قائمة على مبادرة فريق من الفتيات الموهوبات برؤية لتقديم طعام فريد لا يتوفرعادة في مطاعم غزة، وتكافح تلك الشركة الآن لإعادة تأسيس نفسها بعد الهجوم، ومع وجود العديد من الشركات التي تواجه صعوبات مماثلة، لم يتلق مؤسسوها سوى القليل من الدعم، ونتيجة الى ذلك بدأوا باليأس كمثل العديد من الشباب في غزة .
لقد أدى الوضع المزرى في غزة إلى جعل الشباب محرومين إلى حد كبير من حقوقهم ومُحبطين من الوهم، وغير قادرين على تحقيق تطلعاتهم في مكان ينتشر فيه الفقر، يزداد الوضع الإنساني حدة بشكل متزايد، حيث يعتمد أكثر من 80٪ من السكان (2.1 مليون فرد) على المساعدات الإنسانية.
لم يعرف ما يقرب من نصف الفلسطينيين في غزة الحياة بدون الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007 والذي دمر مستقبل جيل بأكمله، وأدى إلى بطالة هائلة بين الشباب وتسبب في أضرار جسيمة للصحة العقلية للشباب، تبرع الآن لمحاولة مساعدتهم على مكافحة تلك التحديات وبناء حياة لهم.