في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
غالبًا ما يرتبط ذهن الجمهور بالصور النمطية للإعاقات، مثل الكراسي المتحركة والعكازات، ولكن هناك جوانب أخرى مهمة للإعاقة تُعرف بـ”الإعاقات غير المرئية”، التي تؤثر تأثيرًا كبيرًا على حياة الأشخاص. إيوان هو واحد من هؤلاء الأفراد، فهو شاب إندونيسي يبلغ من العمر 17 عامًا، لكن فقده للبصر منذ الولادة لم يُحبط رؤيته لحياة مليئة بالإمكانيات.
يقول إيوان: “لا أحمل علامة الإعاقة، عندما يدرك الناس ذلك يحدث تغيير مفاجئ، لحظة تفكير غير متوقعة”.
طوال سنوات عديدة، واجه إيوان تحديات مع نظام تعليمي لم يُلبِّ أحيانًا احتياجاته. تعرَّض في طفولته للعزلة والإبعاد من المدرسة، مما دفعه إلى بيع الوجبات الخفيفة ليعول عائلته على حساب تعليمه. حُمِّلت أكتافه ثقلًا، لكن حبه للموسيقى، والفرح الذي يشعر به عند لعب كرة القدم مع أصدقائه، كانا يخففان عنه عبء هذه التحديات. الأصدقاء الذين رأوا إيوان كانوا يركزون على شخصيته، لا على إعاقته.
تغيرت حياة إيوان عندما تدخَّلت الإغاثة الإسلامية لدعمه، من خلال مشروع يُمكِّن أسر الأطفال الضعفاء من متابعة تعليمهم وتأمين سبل كسب العيش. بدعم الإغاثة الإسلامية وجهود والديه، تمكنوا من تجاوز العقبات التي عرقلت وصول إيوان إلى الصفوف الدراسية.
كانت العملية بالنسبة لأسرة إيوان غير واضحة المعالم، وتردد والد إيوان، الذي كان متشككًا بناءً على تجارب سابقة، وكان يتساءل دومًا عن الفائدة منها. لكن مع المثابرة والتحلي بالصبر، تمكن إيوان من العودة إلى المدرسة، وقُدِّم له الدعم من خلال إدخال تعديلات مهمة لتلبية احتياجاته التعليمية الخاصة، وذلك بتقديم مساعدات مالية ومواد تعليمية، وبالتواصل مع المدرسة لضمان الحصول على الدعم الأكاديمي اللازم.
يتعامل إيوان مع تحديات بيئة التعلم وحياته الجديدة، ويجد نفسه الآن في مكان يوفر له الإرشاد والدعم والتقدير، يقول: “الأمر أشبه بالبدء من الصفر، لكن هذه المرة لست وحدي”.
لقد أذهل تقدُّم إيوان في 6 أشهر فقط الجميع. من خطوات مبدئية قفز إلى القيادة، ومن ثم إلى دعْم زملائه التلاميذ والتألق في دروس الموسيقى. نجاحه الأخير في مسابقة موسيقية ليس مجرد انتصار شخصي، ولكنه أيضًا مصدر إلهام للآخرين الذين يعانون من “إعاقات غير مرئية”.
يحلم إيوان بالنجومية الموسيقية، لا أن يكون “محشورا” كموسيقي أعمى، بل يُحتفى به بصفته فنانًا معترفًا بعمله في حد ذاته، ويؤكد: “حالتي لا تحدد موهبتي”.
الالتزام بالعمل الإنساني لمؤسسة الإغاثة الإسلامية أتاح لإيوان فرصة الاندماج والازدهار، وهو يتحدى الجميع لاحتضان وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، تحتفي الإغاثة الإسلامية بالانتصارات الكامنة في كثير من الأحيان لأفراد مثل إيوان، مواصلةً الكفاح من أجل عالم يحقق الأحلام.
يقول إيوان: “غالبًا لا يُتحدَّث عن الإعاقات، ولكنها موجودة بوضوح. رحلتي تعكس فكرة أن الدعم المناسب يمكن أن يُسمع صوتنا، حتى في صمتنا”.
في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، يمكننا جميعًا المساهمة في بناء عالم أكثر شمولًا، حيث تتاح لكل فرد الفرصة للتعلم والنمو وتحقيق الأحلام، دون أن تكون الإعاقة عائقًا.
هل تستطيع دعم مبادرات الإغاثة الإسلامية؟ لنتمكن من تحقيق المزيد من الأحلام مثل تلك التي يحملها إيوان؟ تبرع الآن