Tuesday August 30, 2022

يجري الرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية – وسيم أحمد- زيارة تفقدية لمجموعات السكان المتضررين في باكستان الذين دمر الفيضان بيوتهم وقد وصفته حكومة البلاد “بكارثة إنسانية ذات أبعاد هائلة”، حيث يدعم جهود الإغاثة ويتحدث عن الأثر المروع للفيضانات.

خلال العقود التي أمضيتها في مجال العمل الإنساني، استجبت للعديد من الكوارث، و لكل منها صور عميقة ومؤلمة عن معنى المعاناة التي حُفرت في ذهني إلى الأبد، واكتسبت ذاكرتي اليوم مشاهد لا يمكن نسيانها أبدًا عن البؤس والمعاناة.

أثناء سفري إلى شارزادا في مقاطعة خيبر بختونخوا الشمالية، رأيت آلاف البشر يصطفون على الطريق السريع. حيث غمر نهر كابول منازلهم، ولجأوا إلى الأرض المرتفعة الوحيدة التي يمكنهم العثور عليها.

الرئيس التنفيذي

الرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية وسيم أحمد في باكستان التي اجتاحتها الفيضانات.

كانت السيارات تجوب بسرعة عالية جدًا وبشكل مخيف بقرب الأطفال الذين يلعبون خارج الملاجئ المؤقتة لعوائلهم، تلك الأغطية الهشة المصنوعة من القماش المشمع التي تحولت لخيام وأسقف فوق رؤوس تلك العائلات البائسة ليستظلوا بها، حيث لم يجدوا الملاجئ التي تحميهم وتمنع عنهم الأهوال.

 

لقد فقد الكثيرون كل شيء في الفيضان، لقد صرحوا لي وقالوا إنهم بحاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والماء والرعاية الصحية، ونتيجة لسماع قصصهم ورؤية معاناتهم فقد استوعبت عمق وحجم الكارثة التي تتفاقم في جميع أنحاء باكستان.

الملايين من الناس يعانون في جميع أنحاء باكستان

باكستان فيضانات

رجل يحتمي مع عائلته على طول الطريق السريع بالقرب من شارسادا يتحدث إلى المدير التنفيذي للإغاثة الإسلامية وسيم أحمد.

الأعداد الهائلة المتضررة في هذه الأزمة أكبر بكثير من أن يتم السيطرة عليها.

لقد تسببت الفيضانات، التي أثرت في 33 مليون إنسان حتى الآن، في مصرع ألف إنسان على الأقل، وأصبحت سبل العيش والعمل في حالة دمار، حيث هلك أكثر من 800000 رأس من الماشية، وتأثر ما يصل إلى مليوني فدان من المحاصيل والبساتين.

لقد دمرت مياه الفيضانات ما يقرب المليون منزل واكتسحته، و 600 مدرسة، و 145 جسرًا، وآلاف الكيلومترات من الطرق – مما صعَّب جهود الإغاثة للغاية، وحرم عددًا كبيرًا من الفئات والمجموعات عن المساعدة الخارجية، لكن الحمد لله، لقد بدأت المساعدات بالوصول رغم أنها لا تزال بطيئة بشكل مأساوي.

الإغاثة الإسلامية تعمل على مدار الساعة لتوفير شريان الحياة

تعمل الإغاثة الإسلامية في المجتمعات المتضررة في خيبر باختونخوا وبلوشستان والسند، وتبذل الإغاثة كل ما في وسعها لتقديم المساعدة بسرعة للعائلات المحاصرة والمتضررة، حيث تلعب دورًا رياديًا في التنسيق مع  الأمم المتحدة والسلطات الوطنية، أنا ممتن للغاية لزملائنا المتفانين الذين يعملون بلا كلل لتحقيق كل ذلك.
فينصب تركيزنا الفوري على المساعدات لإنقاذ الحياة وإغاثة الناس، لذا فإن المساعدات التي نقدمها تشمل الطعام والخيام ومستلزمات النظافة وأدوات المطبخ، وتقديم المساعدات المالية للأسر حتى نمكنهم من تلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحًا.
ساعدتُ في توزيع المساعدات في قرية في شارسادا، حيث التقيت بعائلات كانت تعيش قبل أيام قليلة فقط، حياة سعيدة وتواصل حياتها اليومية بشكل معتاد، أما الآن، يتدفق نهر سوات في ذلك المكان حيث كانت منازلهم ذات يوم.
إنه دمار على نطاق واسع.

جهود الإغاثة

وسيم أحمد يدعم جهود الإغاثة الإسلامية في شارسادا.

بفضل كرم الداعمين والمتبرعين الرائعين للإغاثة الإسلامية، وصلنا حتى الآن إلى أكثر من 18 ألف إنسان، وعلى الرغم من فإن هذا العدد جزء بسيط جدًا من المحتاجين الذين تأثروا بالفيضان، فقد تأثرت ملايين الأرواح حتى الآن، والأسوأ من ذلك لم يأت بعد.

كارثة إنسانية تهدد

وأنا أقف الآن بجانب ضفاف النهر الهائج، أخشى أن يلوح في الأفق شبح كارثة إنسانية لا نستطيع السيطرة عليها، حيث يحذر علماء المناخ الباكستانيون من أن ثلث البلاد يمكن أن يكون تحت الماء قبل انحسار الفيضانات، هذه كارثة على نطاق لم تشهده البلاد من قبل، ودفعت العديد من العائلات إلى الهاوية.

كم عدد العائلات التي ستفقد أحباءهم ومنازلهم ومصادر رزقهم بعد؟ كم من الناس في الأيام المقبلة، سوف يعانون من الجوع والعطش؟ وكم منهم سينهزم أمام الأمراض المنقولة بالمياه والتي تنتشر في المجتمعات التي غمرتها المياه؟

كانت الإغاثة الإسلامية شريان الحياة للأسر الضعيفة في باكستان لمدة 30 عامًا، وأنا مصمم على أن نبقى بجانبهم طوال هذه الأزمة المتفاقمة أيضًا إن شاء الله. وأدعو المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده أيضًا، حتى تتلقى المزيد من العائلات المساعدة التي هي في أمس الحاجة إليها.

ادعم عملنا الآن: تبرع الآن لإغاثة باكستان من الفيضانات.

الرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية العالمية يتحدث عن الفيضانات المدمرة في باكستان

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158