عيد الأضحى من أهم المناسبات الدينية للمسلمين، وهو يوم الحج الأكبر إذ يقوم فيه المسلمون بسنة ذبح الأضحية تقربًا إلى الله عز وجل كما يعد بعض العلماء يوم الأضحى أفضل أيام الدنيا كلها وأعظمها عند الله حيث ورد في صحيح ابن خزيمة “أعظمُ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ يومُ النَّحْرِ، ثمَّ يومُ القرِّ” قالَ أبو بَكْرٍ: يومَ القرِّ يعني يومَ الثَّاني .مِن يومِ النَّحرِ,ومن أحب الأعمال إلى الله يوم النحر من إراقة الدم، فهل تعرف الشروط الواجب توافرها للمضحي؟
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة، بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض ، فطيبوا بها نفسا). رواه الترمذي، وابن ماجة.
يخبرنا النبي في هذا الحديث أن أصل العبادات في يوم العيد إراقة دم القربان، وأنه يأتي يوم القيامة كما هو دون نقصان أي شئ منه، حتى يؤجر المضحي على كل عضو منها.﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة الحج (37)
يتسائل الكثير عن شروط المضحي في عيد الأضحى وكذلك شروط الأضحية
حدد الفقهاء عددًا من الشروط الأساسية التي يجب توافرها في المضحي خلال عيد الأضحى، وبذلك تكون الأضحية صحيحة ومقبولة شرعًا.
الأضحية سنة مؤكدة تشرع للرجل والمرأة وتجزئ عن الرجل وأهل بيته وعن المرأة وأهل بيتها.
يجب على المضحي ليحصل على أجر الأضحية أولًا أن يكون مسلمًا، فالأسلام شرط وجوب الأضحية وقبولها من الله تعالى، كما أن الأضحية لا تصح من غير المسلم أبدًا، لأنها عبادة أختص بها المسلمون للتقرب إلى الله.
إن من شروط المضحي في عيد الأضحى أن يكون مسلمًا بالغًا، وتعد من أهم شروط المضحي من الرجال لأن الأضحية لا تجب على الصغير دون البلوغ.
كما يجب أن يمتلك المال الكافي للأضحية، كما يمتلك المال الزائد عن قوته يوم وليلة بما يكفي ثمن الأضحية لقول النبي صلى الله عليه وسلم -: (مَن وجَدَ سَعةً فلَم يُضحِّ، فلا يقربنَّ مُصلَّانا).
ومن أهم شروط المضحي من الرجال التي يجب أن تتوافر فيه هي النية والقصد في القيام بالأضحية، وأن يكون القصد هو رضا الله تعالى وقبوله.
كما يجب أن تكون الأضحية ملكًا خالصًا للمضحي ويحرم على المضحي بيع شئ من صوفها أو أظفارها.
– من بهيمة الأنعام فيصح أن تكون من الغنم والبقر والأبل فقط، ولا تصح أن تكون من الطيور وما شابه.
– يجب أن تبلغ الأضحية السن الشرعي فتكون جذعة من الضأن وثنية في غيره.
– إن من شروط المضحي من الرجال ألا يتعلق بالأضحية حق للغير مثل الرهن.
– أن تخلو الأضحية من العيوب مثل العور والمرض والمتردية وغيره
– أن تكون الأضحية في الوقت المخصص شرعًا.
ومن احكام الأضحية والمضحي أيضًا أن تكون الأضحية من الجذعة والجذعة تختلف بأختلاف البهيمة، فالجذعة من الإبل هي التي أتمت أربعة أعوام ودخلت في الخامسة، أما من الغنم فهي التي أنهت ستًة أشهر ودخلت في السابع ومن البقر التي أنهت سنتين ودخلت في الثالثة. ويجب التسمية والتكبير قبل ذبح الأضحية وتوجيهها نحو القبلة، والإحسان إليها.
ومن شروط الأضحية لغير الحاج إذا ثبت دخول شهر ذي الحجة وأراد أحدُ أن يُضحي فإنه يحرم عليه أخذ شئ من شعر جسمه أو قص أظفاره أو شئ من جلده، ولا يُمنع من لبس الجديد ووضع الحناء والطيب، ولا مباشرة زوجته أو جماعها، وهذا الحكم هو للمضحي وحده دون أهله فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ )رواه مسلم.
ومن ضمن شروط الأضحية للمرأة، أن يكون المال خاص بها، وليس مالًا مغصوبًا، أو تم شراؤها بمال حرام، أو بعقد فاسد، أو مسروقًا. كما يجب أن تكون الأضحية من الأغنام، مثل الخروف أو الماعز، أو البقر أو الأبل، وذلك لتكون أضحية صحيحة.
قال ابن حزم رحمه الله:
من أراد أن يُضحي ففرض عليه إذا أهل هلال ذي الحجة أن لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي، لا بحلق، ولا بقص، ولا بغير ذلك، ومن لم يرد أن يضحي لم يلزمه ذلك.
نخرج من ذلك أن محظورات المضحي لغير الحاج قص شئ من شعر جسمه أو قص أظفاره أو شئ من جلده ولكن لا يمنع من مباشرة زوجته وجماعها.
وجاءت شروط الاحرام للمضحي بأنه يجب أن تبقى كافة أجزاء جسد المضحي كاملة حتى يعتقها الله جميعاً من النار، ومن خالف ذلك الأمر فقد وجب عليه التوبة والاستغفار ولكن لا يوجد عليه شيء يكفر به عن ذلك.
قال الشوكاني :
والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء للعتق من النار ، وقيل : للتشبه بالمحرم , حكى هذين الوجهين النووي وحكي عن أصحاب الشافعي أن الوجه الثاني غلط ; لأنه لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم .
” نيل الأوطار ” ( 5 / 133 )
تبرع بالأضحية مع الإغاثة الإسلامية في حملة الأضاحي في 29 دولة حول العالم وساهم في إدخال السرور على قلوب المحتاجين.