عواقب تغير المناخ تعم الجميع إلا أن غالبًا ما يكون ذوو الإعاقة هم الأكثر تضررًا من عواقب تغير المناخ، ولكن يتم تجاهل الإنصات إليهم والالتفات إلى تجاربهم ومطالبهم. في هذا اليوم العالمي لذوي الإعاقة، نشارك قصة نورسانا، بائع محار في إندونيسيا يدعو إلى اتخاذ إجراءات لحماية البيئة التي يعتمد عليها كمصدر رزقه.
على الصعيد العالمي، تسبب تغير المناخ في أضرار واسعة النطاق وخسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات، إندونيسيا، أكبر أرخبيل – مجموعة من الجزر- في العالم، معرضة بشدة لعواقب تغير المناخ، ونتيجة لذلك فإن الإغاثة الإسلامية في إندونيسيا ملتزمة باتخاذ إجراءات للحد من عواقب تعير المناخ، وخاصة بالنسبة للمجتمعات المهمشة.
ذوو الإعاقة يعانون تهميشًا مضاعفًا في البيئات المهمشة فعلى الأرجح أنه ما لا يقل عن 10 ملايين مواطن في إندونيسيا يعانون إعاقة تحد من قدرتهم على المشاركة في المجتمع.
في لومبوك بإندونيسيا، كان لتغيير حركة البحار، وعدم انتظام هطول الأمطار، والظواهر الجوية الشديدة آثارٌ سلبية شديدة على قطاعي الزراعة وصيد الأسماك، بالتالي كانت العواقب وخيمة على سبل العيش، ونظرًا لأن أنماط الأمطار والطقس أصبحت أكثر تقلبًا، على سبيل المثال، يضطر مزارعو الملح الذين يعتمدون على موسم الجفاف لحصاد الملح إلى إعادة تشغيل عملية صنع الملح مرات عدة في الشهر الواحد، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الدخل.
الوضع أكثر خطورة بالنسبة لذوي الإعاقة، لأن تغير المناخ يحد من خيارات كسب العيش، ومن بينهم نورساناه الذي يعيش في قرية ريبوك بمبيك مع زوجته وابنه البالغ من العمر 6 سنوات، وبسبب إعاقته فإن نورسانه غير قادر على متابعة تجارة الملح التي كانت عائلته تشارك فيها كتقليد متوارث، فانشغل بجمع المحار بينما تعمل زوجته في مزرعة.
لكن مع تغير المناخ والممارسات الزراعية غير المستدامة، أصبح هذا أيضًا غير قابل للتطبيق على نحو متزايد لنورسانه، فتحدث عن بعض التحديات التي تواجهه والتي تؤثر على رزقه فيقول: “في الآونة الأخيرة، ارتفعت مستويات سطح البحر بالقرب من منطقة المنغروف وأحيانًا لا يتراجع المد، ولا يمكنني جمع المحار لبيعه في السوق، عندما يحدث ذلك عادةً ما أعود إلى المنزل وأحاول جمعها في اليوم التالي، وأيضًا تم قطع أشجار القرم من قبل المجتمع حتى يتمكنوا من تحويل المنطقة إلى مزرعة روبيان، لذلك فأنا الآن مضطر للمشي لمسافات أطول بكثير من أجل جمع المحار بالقرب من منطقة المنغروف، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة لي بسبب إعاقتى “.
من الصعب التنقل في الطريق الذي يتعين على نورسانا أن يسافر إليه لجمع المحار حتى دون إعاقة جسدية، كما يعاني نورسانا البالغ من العمر 43 عامًا من انحسار منطقة البحيرة التي يجمع فيها المحار، فيقول: “بالنسبة لي، ما سيكون مفيدًا للغاية هو حماية غابات المانغروف لأنها دمرت من قبل المجتمع وأنا أعتمد عليها لأن هذا هو الموطن الطبيعي للسلطعون الذي أحصده من أجل الحصول على دخل.”
وقد أثر تغير المناخ أيضًا سلبًا على نورسانا وصحة أسرته، مما أضعف قدرتهم على كسب لقمة العيش ويوضح ذلك قائلا: “يبدو أن كل فرد في عائلتي يمرض بسهولة أكبر، خاصة عندما يتغير الطقس، فنحن جميعًا نصاب بالأنفلونزا. لقد لاحظت أيضًا مؤخرًا أنني أعاني من حساسية تجاه مياه الأمطار وأصاب بطفح جلدي كلما هطل المطر بغزارة، لذلك عادة ما أبقى في المنزل عندما يحدث ذلك “.
في هذا اليوم العالمي لتذكر ذوي الإعاقة، نلفت الانتباه إلى بعض المشكلات التي يواجهونها يوميًا، ولكن من المهم بنفس القدر التأكيد على أن لهم مكانهم الفعال جدًا في المجتمع، ومع استمرار تغير المناخ في تدمير المجتمعات في جميع أنحاء العالم، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى بناء كوكب أكثر خضارًا واستدامة للجميع.
للتخفيف ومواجهة عواقب تغير المناخ، يجب على زعماء العالم اتخاذ تدابير أكثر جرأة وسرعة تضع احتياجات وتجارب المجتمعات الضعيفة في مركز أولوياتهم، ويجب علينا للمضي قدمًا أن نعطي الأولوية لقصص المتضررين من ذوي الإعاقة المتأثرين بعواقب تغير المناخ.
تعمل الإغاثة الإسلامية مع المجتمعات المحلية لتوفير الإغاثة من عواقب تغير المناخ، وتوفير عوامل تساعد على الصمود، ودعم المعرضين للخطر للتكيف مع التحديات، تبرع اليوم لدعم عملنا الحيوي في تحدى عواقب تغير المناخ.