كفارة النذر نوع من أنواع الكفارات الواجبة على كل مسلم قام بالنذر، وهي من العبادات الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله إذا تغافل عن نذر نذره لله تعالى، وسنتحدث في هذا المقال عن كفارة النذر في الإسلام مفهومها وطرق أدائها.
النذر هو أن يتعهد المرء على نفسه بالقيام بشيء معين بنية الاستجابة من الله، أو أن يتمنى حدوث شيء ما في حياته اشتراطًا على الله، فحينها يُعد نذرًا مكروهًا.
وهو بمنزلة عهد يتخذه المسلم على نفسه أمام الله -عز وجل-، مثل أن ينذر الإنسان أن يذبح بقرة أو خروفًا بغرض الحصول على ترقية معينة في عمله، أو غيره من الأغراض.
النذر له أحكام عديدة ومختلفة في الإسلام، فيوجد نذر مباح، ونذر مكروه، ونذر محرم.
في هذه الحالة يكون النذر عامًّا دون أي شرط لحدوث شيء ما مثل منفعة يريدها أو ضرر يريد تجنبه، كأن ينذر المسلم أن يتبرع بمبلغ من المال لوجه الله دون اشتراط أو انتظار حدوث أمر له.
وفي هذه الحالة يكون النذر مشروطًا بحدوث أمر ما، مثل انتظار منفعة معينة أو لدفع ضرر معين، كأن ينذر المسلم أن يذبح بقرة كي يأتي مولوده ولدًا.
وفي هذه الحالة يكون النذر مشروطًا بحدوث شيء محرم فعله أو يكون النذر حرامًا في أصله، مثل أن ينذر المسلم أن يشتري خمرًا حال نجاح ابنه للاحتفال.
فهناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن نذر أن يطيع الله فليُطِعه، ومَن نذر أن يعصيه فلا يَعْصِه”، رواه البخاري. لذلك في هذه الحالة يُعد النذر حرامًا.
تُعد كفارة النذر كفارة واجبة على كل مسلم إذا نذر نذرًا ولم يستطع الوفاء به.
وكفارة النذر هي نفسها كفارة اليمين، لأن النذر شكل من أشكال القسم، لذلك فإن قيمته هي قيمة كفارة اليمين نفسها.
يُعد النذر شكلًا من أشكال اليمين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه “كفارة النذر كفارة اليمين”، رواه مسلم.
وقد ذكر الله في كتابه الكريم كيفية التكفير عن اليمين أو النذر في قوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (سورة المائدة: 89).
يتمثل مقدار كفارة النذر في:
١- إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.
٢- تحرير رقبة.
٣- صيام ثلاثة أيام لمَن لم يجد شيئًا مما سبق.
يجوز للمسلم تكفير النذر عن طريق التبرع بقيمة إطعام أو كسوة ١٠ مساكين من المال، وذلك عن طريق دفعها للمؤسسات الخيرية التي تنوب عنه وتقوم بإخراج قيمة الكفارة في صورة طعام أو كسوة للمحتاجين.
النذر المشروط مكروه بإجماع معظم الفقهاء وعلماء الدين، ولكن إذا حدث المشروط فمن الواجب علينا الوفاء بالنذر، فهناك حديث في صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن نذر أن يطيع الله فليُطِعه، ومَن نذر أن يعصيه فلا يَعْصِه”.
لا يجوز للمسلم أن يدفع كفارة النذر بالصدقة، وذلك لأن كفارة النذر واجبة على المسلم، أما الصدقة فليست واجبة على المسلم، وإن فعلها يجزيه الله -عز وجل- ثوابها.
يمكنك دفع كفارة النذر إلى المؤسسات الخيرية التي تنوب عنك عن طريق إخراج الكفارة في صورة طعام أو كسوة للمساكين والفقراء.
وتُعد الإغاثة الإسلامية من الطرق الموثوقة لدعم المساكين والمحتاجين في شتى بقاع الأرض.
تبرع الآن بكفارتك وكُن عونًا للمحتاجين.