تعرَّض الاقتصاد الأردني عام 2020 إلى صدمة بسبب جائحة كورونا وما ترتَّب عليها من تدابير الإغلاق التي أثَّرت بشدة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين واللاجئين، إذ ازدادت نِسَب الفقر والبطالة في عموم البلاد.
تعرَّض الاقتصاد الأردني عام 2020 إلى صدمة بسبب جائحة كورونا وما ترتَّب عليها من تدابير الإغلاق التي أثَّرت بشدة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين واللاجئين، إذ ازدادت نِسَب الفقر والبطالة في عموم البلاد.
أدَّى الانكماش الاقتصادي في الأردن إلى ارتفاع معدلات البطالة عموما حتى وصلت إلى 25% في الربع الأول من عام 2021.
وتستضيف الأردن منذ بداية الأزمة السورية نحو 1.3 مليون لاجئ سوري يُمثِّلون 13% من عدد السكان البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، حيث يعيش أكثر من 80% من اللاجئين المسجلين في المجتمعات الحضرية والريفية في جميع أنحاء البلاد، بينما يقيم أقل من 20% منهم في المخيمات.
بالإضافة إلى ذلك، يعيش في الأردن أكثر من مليونَيْ لاجئ فلسطيني في 10 مخيمات، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن تفشي فيروس كورونا ضغط على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للبلاد بالتزامن مع زيادة القيود المفروضة على الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل، الأمر الذي جعل الأوضاع في الأردن هشة.
ونتيجة لتفاقم الاحتياجات الإنسانية، لجأ كثير من اللاجئين والمواطنين على حدٍّ سواء إلى تدابير غير قانونية لسد احتياجاتهم، مثل عمالة الأطفال والزواج المبكر، كما تحمَّلت النساء والفتيات العبء الأكبر، إذ ازدادت معدلات العنف المنزلي.
للتخفيف من وطأة الفقر في الأردن وتزايد احتياجات اللاجئين، بدأت الإغاثة الإسلامية العمل منذ عام 1997، إذ وفَّرت المأوى للاجئين، والرعاية الصحية، والتعليم، والأمن الغذائي، ورعاية الأيتام، كما نفَّذت مشروعاتها لدعم سُبل العيش للملايين.
لمواجهة الطقس البارد، وفَّرت الإغاثة الإسلامية في الأردن مستلزمات فصل الشتاء للاجئين السوريين وللمواطنين الأردنيين بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي شتاء 2020، ساعدت الإغاثة نحو 2283 لاجئًا سوريًّا فضلًا عن 1040 أسرة أردنية على تجاوز أشهر الشتاء الصعبة عبر المساعدات النقدية.
في هذه الأثناء وزَّعت الإغاثة الإسلامية مساعدات عينية على العائلات لمواجهة الطقس البارد، تحتوي على سخان غاز، وأسطوانة غاز، وأغطية ثقيلة وملابس، وقسائم لإعادة تعبئة أسطوانة الغاز.
مع انتشار جائحة كورونا وانتقال الطلاب إلى التعليم عن بُعد بوصفه أحد التدابير الاحترازية للحد من تفشي الفيروس، ظهرت الحاجة إلى توافر التقنيات الحديثة مثل الإنترنت والحواسيب المحمولة والهواتف الذكية.
وبدعم من الإغاثة الإسلامية، وفَّر المعلمون طرقًا جديدة لتزويد الأطفال بالمواد التي يحتاجون إليها من خلال تسجيل مقاطع الفيديو ومشاركتها مع الطلاب عبر برنامج الدردشة “واتساب”.
وقدَّمت الإغاثة الإسلامية أنشطة تعليمية ودعمًا نفسيًّا اجتماعيًّا لنحو 597 من الأطفال الأكثر ضعفًا، في محاولة لتعزيز وصول التعليم إلى الجميع.
ونتيجة لارتفاع أعداد اللاجئين في الأردن، تعرَّض القطاع الصحي إلى ضغوط كثيرة، وأصبح الحصول على الرعاية الصحية مُكلِّفًا للغاية، لكن الإغاثة الإسلامية تدخَّلت في الوقت المناسب، إذ وفَّرت عيادات متنقلة، وقدَّمت الرعاية الصحية لـ 6322 مريضًا يعانون من أمراض الكلى.
زادت جائحة كورونا من التحديات التي تواجه أكثر الفئات ضعفًا وهي النساء والأطفال من اللاجئين، لكن الإغاثة الإسلامية تدخَّلت للتخفيف من تفاقم الأوضاع الإنسانية، وقدَّمت الدعم النفسي والاجتماعي لنحو 669 امرأة، وكذلك وفَّرت الدعم الاجتماعي لنصف اللاجئين السوريين خلال عام 2020.
خلال عام 2020، قدَّمت الإغاثة الإسلامية الدعم النقدي للاجئين السوريين لتغطية احتياجاتهم الأساسية، إذ دعمت نحو 3921 أسرة، وعقدت جلسات توعوية لـ 932 شخصًا عن كيفية الوقاية من فيروس كورونا.
كان والد محمد في مخيم الأزرق ينتظر وصوله إلى الدنيا بفارغ صبر، مع صرخاته الأولى أصبح الأمل يراوده من جديد في حياة أفضل ومستقبل مشرق لصغيره.
بلهفة وشوق، ذهب ليحتضن رضيعه الذي سمَّاه “محمدًا” ويأخذه بين ذراعيه، ويُهدهده كأي والد حنون، لكن صدمته عندما رآه للمرة الأولى جعلته يسارع في استشارة الأطباء وذوي الخبرة.
محمد طفل جميل ذو ملامح بريئة للغاية ومريحة، يستحق حياة سهلة بدون آلام، لكن الشق الواضح في شفته العليا يجعله يتنفس بصعوبة ويُسبِّب له آلامًا مبرحة عند الرضاعة.
“لم يكن هناك سوى مواعيد الطبيب، في محاولة لمعرفة أفضل طريقة لإطعامه وتنظيفه ومحاولة تقليل فرص الإصابة بأي عدوى”. هكذا يقول والد محمد بمنتهى الحزن.
كان محمد في حاجة ماسَّة إلى إجراء جراحة عاجلة، لكنها كانت مُكلِّفة للغاية بشكل يفوق قدرة والده، ولم تكن الأسرة تملك أي شيء تستطيع تقديمه لابنها، غير أن الإغاثة الإسلامية تدخَّلت وأجرت الجراحة لمحمد.
يُضيف والد محمد بفرحة بالغة وامتنان شاكرًا الإغاثة الإسلامية على مساعدتها لأسرته: “الآن بعد مساعدة الإغاثة الإسلامية، يمكن لمحمد أن يتنفس بشكل طبيعي ويأكل ويتصرف مثل أي طفل عادي.. أنا ممتن جدًّا لله ولمساعدتكم”.