تُعاني كينيا، الواقعة في شرق إفريقيا، من تداعيات عدة نتيجة موجات الجفاف المتكررة التي تؤثر بشكل كبير على الزراعة والرعي. إلى جانب ذلك، يواجه الاقتصاد الكيني صدمات داخلية وخارجية، تزايدت حِدَّتها بعد جائحة كورونا. وتُعد كينيا واحدة من أكثر الدول التي شهدت تغيرات مناخية شديدة، حيث يعيش نحو 56.4 مليون مواطن في مناخ متنوع بين الاستوائي في المناطق الساحلية والجاف في المناطق الداخلية.

تداعيات أزمة الجفاف في كينيا

رغم أن الاقتصاد الكيني يُعد من أسرع الاقتصادات نموًّا في أفريقيا جنوب الصحراء وفقًا للبنك الدولي، فإن العديد من المواطنين يعانون من تحديات كبيرة مثل انعدام الأمن الغذائي، وضعف الرعاية الصحية، وتدهور البنية التحتية. تتفاقم الأزمات في المناطق المتأثرة بالجفاف، وخاصة في مقاطعات توركانا، وسامبورو، ومانديرا، وغاريسا، وواجير، وإيسيولونورث هور ولايساميس، حيث يعاني السكان من صعوبة في الحصول على الغذاء والمياه. بالإضافة إلى ذلك، فإن جفاف العديد من مصادر المياه، بما في ذلك الأنهار والسدود في المناطق الزراعية والرعوية، جعل الحصول على الماء أمرًا بالغ الصعوبة.

كينيا

تأثيرات الجفاف على الوضع الغذائي في كينيا

يتوقع الخبراء أن يتدهور الوضع الغذائي بشكل كبير للنساء والأطفال مع استمرار الجفاف، إذ تعاني العديد من الأسر من نقص حاد في الغذاء والمياه، مما يزيد من معاناتهم في مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية.

استجابة الإغاثة الإسلامية في كينيا

منذ عام 1993، عملت الإغاثة الإسلامية في كينيا على تقديم الدعم للمتضررين من الأزمات الإنسانية. وقد تمكنت من الاستجابة السريعة لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لمكافحة تأثيرات الجفاف وتقديم برامج تنمية مستدامة. ركَّزت جهود الإغاثة الإسلامية على تمكين الأُسر اقتصاديًّا واجتماعيًّا، فضلًا عن تحسين الوصول إلى خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي.

عملت الإغاثة الإسلامية في عدة مناطق متضررة مثل مانديرا، وواجير، وغاريسا، وكيليفي، وكاجيادو، حيث قدمت إمدادات غذائية وصحية أساسية بالإضافة إلى خدمات المياه والصرف الصحي. وقد أسهمت هذه الجهود في تخفيف آثار تغيُّر المناخ وتحسين الظروف المعيشية للعديد من الفئات الضعيفة.

دور الإغاثة الإسلامية في تعزيز الأمن الغذائي

واحدة من أبرز مبادرات الإغاثة الإسلامية في كينيا كانت توفير الأمن الغذائي للأسر المتأثرة بالأزمات. عملت الإغاثة الإسلامية على تحسين الظروف الغذائية للعائلات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الدعم في مجالات أخرى مثل الصحة والصرف الصحي، مما أسهم في إنقاذ حياة الكثيرين.

ومنذ عام 2006، شرعت الإغاثة الإسلامية في تأسيس أنشطة بين الرعاة لإنتاج أغذية بديلة لاستكمال الرعي الذي يتأثر بتغيُّر المناخ، ودعم المزارعين لإنتاج محاصيل عالية القيمة من خلال توفير تقنيات الري بالطاقة الشمسية للمزارعين، والاعتماد على الزراعة الذكية التي تستخدم كميات أقل من المياه والطاقة.

 

المياه والصرف الصحي

استجابة الإغاثة الإسلامية لأزمة الغذاء في كينيا مكَّنتها من توفير المياه النظيفة والرعاية الصحية والغذاء لآلاف الأُسَر التي تعاني من أزمة معيشية، حيث وضعت إستراتيجية طويلة المدى لبناء وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه، وتوسَّعت في توصيل إمدادات المياه إلى المزارعين والمدارس والمرافق الصحية.

 

الرعاية الصحية

طوال مدة عملها التي زادت على عشرين عامًا، أولت الإغاثة الإسلامية رعاية خاصة للفئات الضعيفة مثل الحوامل والأمهات المرضعات والأطفال دون سن الخامسة، إذ دعمت الأنظمة الصحية في المقاطعات الخمسة من خلال بناء قدرات العاملين في هذا المجال.

 

برنامج رعاية الأيتام

بينما يواجه الأطفال في كينيا تحديات لا تُحصى قد تُهدِّد حياتهم، صمَّمت الإغاثة الإسلامية برنامج رعاية الأيتام الذي تعمل من خلاله على توفير ضروريات الحياة مثل المأكل والملبس والمأوى والتعليم. وتُساعد أيضًا على تعزيز القدرة الاقتصادية للأُسَر المستفيدة من برنامج رعاية الأيتام من خلال الأنشطة المدرّة للدخل وخطط القروض الصغيرة.

 

التعليم الشامل للأطفال

كما تعمل على تعزيز قدرة النظام التعليمي ليستوعب جميع الأطفال المحرومين من التعليم، عبر خلق بيئة تعليمية مواتية من خلال تحسينات البنية التحتية، وربط إمدادات المياه بالمدارس، وتدريب المعلمين على تنفيذ المناهج الجديدة، وتوفير أنواع مختلفة من أشكال التدريس للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

التمكين الاقتصادي والاجتماعي

تساعد الإغاثة الإسلامية في توفير فرص العمل للنساء والشباب، في الأجلين القصير والطويل، وتنمية مهاراتهم، وتعزيز الفرص الاقتصادية لهم من خلال الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والأعمال التجارية والدعم المالي.

 

تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر

وكذلك مكَّنت الإغاثة الإسلامية الفئات الضعيفة اقتصاديًّا من خلال تقديم قروض بدون فوائد ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية عبر وحدة تمويل المشروعات متناهية الصغر.

 

السلام وإدارة الصراع

ركَّزت الإغاثة الإسلامية جهودها على تمكين مختلف الفئات في كينيا للمساهمة في بناء السلام الفعّال وحل النزاعات من أجل التعايش السلمي.

قصة ملهمة

وعبر برنامجها “زيادة الدخل الزراعي والرعوي من خلال إنتاج محاصيل عالية القيمة” الذي يمتد على مدار 3 سنوات، حقَّقت المؤسسة نجاحًا مؤثرًا في منطقة مانديرا الشمالية.

من خلال هذا البرنامج، دعمت الإغاثة الإسلامية صغار المزارعين في مجموعة جوماري التي تتكوَّن من 20 فردًا من خلال منحهم قرضًا بقيمة 2400 دولار أمريكي، عبر وحدة التمويل متناهي الصغر لشراء مجموعة تقنيات الري بالطاقة الشمسية وتركيبها على مساحة فدان ونصف.

قبل بداية الزراعة، درَّبت الإغاثة الإسلامية المزارعين على تقنيات الري بالطاقة الشمسية من خلال فنيين مَهَرَة، ووفَّرت الإرشادات الزراعية اللازمة من أجل إنتاج محاصيل عالية القيمة.

وبمرور الوقت، تمكَّن المزارعون، ومنهم حليمة فودو، من حصاد وبيع محاصيل البصل والطماطم والبطيخ وسداد مبلغ القرض الذي حصلوا عليه.

بنجاح مشروع مزرعة جوماري، تغيَّرت حياة حليمة التي تعول أطفالها الخمسة، فأصبحت أكثر حماسة وأملًا في حياة أفضل بعدما استطاعت توفير الغذاء والمياه لأطفالها عبر بيع منتجات المزرعة ورعي الماشية.

واستطاعت الإغاثة الإسلامية تنفيذ مشروعاتها في كينيا بالشراكة مع أهم المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني مثل اليونسيف، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الغذاء العالمي، ووكالة المملكة المتحدة للتنمية الدولية.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158