خمس سنوات لم يفارق الحزن والخوف والألم لياليها الطوال، غيرت وجه الحياة في اليمن، وخلفت أسوأ أزمة إنسانية لم يمر مثيلها منذ عقود. إذ يواصل الجوع والفقر إنهاك معظم سكان اليمن. وتتنوع فصول هذه الأزمة ما بين العنف المسلح والنزوح والمجاعة وتفشي الأمراض والانهيار الاقتصادي الحاد.
حتى قبل تصاعد العنف في مارس 2015، كانت اليمن واحدة من أفقر البلدان في المنطقة العربية. إلى أن دقت طبول الأزمة وامتدت لتغرق اليمن في نزاع مدمر طوال خمس سنوات دون أي حل يلوح في الأفق. تفاقمت خلالها الأوضاع الإنسانية تاركة ملايين اليمنيين يكافحون من أجل الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية الأساسية.
وفي هذا السياق، يصرح الرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية، السيد ناصر الحاج حامد: ” تشرق الشمس كل يوم على واقع مظلم لا يجد فيه حوالي 16 مليون يمني ما يسد جوعهم. وأصبحت الأسر عاجزة عن توفير المواد الغذائية الأساسية لأبنائها فهي إما نادرة أو باهظة الثمن. أما النساء فلهن النصيب الأكبر من المعاناة بسبب سوء التغذية لدرجة أنهن غير قادرات على إرضاع أطفالهن. كما نهش الجوع أجساد الأطفال النحيلة، وتركها فريسة سهلة للأمراض مثل الكوليرا والإسهال الذي يستنزف ما تبقى من قوتهم.”
بعد ما يقرب من خمس سنوات من اندلاع الأزمة في اليمن، بات حوالي 24 مليون شخص (أي 80 ٪ من اليمنيين) بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة. وهي بذلك تسجل أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم.
تأمين الغذاء لأسرة أحمد
لا يملك أحمد حسين المرعي، 55 عامًا، من ذوي الاحتياجات الخاصة وعاطل عن العمل منذ 18 عامًا، أي مصدر للدخل. نزح هو وأسرته من بيته في ماندهار إلى مدينة الحديدة. واضطرت الأسرة المكونة من تسعة أفراد العيش في منزل مستأجر مكون من غرفة نوم واحدة.
ويحكي أحمد قصة نزوحه من بيته فيقول “بينما كانت الغارات الجوية تطاردنا، استطعنا الهرب في أول أيام العيد، لم نأخذ معنا سوى ما كنا نرتديه من ملابس، وقطعنا مسافات طويلة مشيًا على الأقدام، ووصلنا عند الغروب. لم نجد أي وسيلة للمواصلات بالقرب من المدينة، كان التعب يسيطر على كل أطرافنا حتى ظهر أحدهم وقدم لنا المساعدة وأوصلنا للمدينة”.
إلى جانب ما سبق، أصبحت الموارد شحيحة للغاية، والأسر تكافح لتلبية احتياجاتها اليومية مما عقد ظروف حياتهم. مثلًا عند الطبخ، يصعب عليهم إيجاد الحطب اللازم لإشعال النار، وفي الليل لا يجدون سوى إضاءات خافتة من مصباح تنير ظلمة ليلهم الذي لا يكاد ينتهي.
ساهمت الإغاثة الإسلامية اليمن بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي في التخفيف من مصاعب الحياة على أحمد وأسرته من خلال توفير طرود غذائية شهريًا. حيث تمثل هذه الطرود شريان الحياة للكثيرين مثل أحمد فكانت لهم الأمن والأمل لبعض الوقت. ويتكون الطرد الغذائي من الدقيق والفول وزيت الطهي والملح والسكر.
يقول أحمد: ” هذا الطعام الذي نحصل عليه من البرنامج يساعدنا كثيرًا، فلولاه لواجهتنا المزيد من الصعوبات.”
ماذا نعمل ولماذا يتعين على العالم القيام بالمزيد
منذ اندلاع الأزمة في اليمن، سارعت الإغاثة الإسلامية في الاستجابة الطارئة. حيث وصلت مساعداتنا إلى 3.4 مليون شخص خلال 2019 وحدها. وتنوعت مجالات تدخلاتنا فشملت المساعدات الغذائية والصرف الصحي والنظافة والتغذية والرعاية الصحية.
كما دأبت الإغاثة الإسلامية على مساعدة للأيتام وتقديم الرعاية الشاملة للأطفال.
تعمل الإغاثة الإسلامية في الوقت الحالي لمكافحة تفشي انتشار فيروس كورونا المستجد. حيث دعمت 269 أسرة يمنية في الحجر الصحي بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، وساهمت بتوفير مرافق الصرف الصحي ل 90,000 أسرة.
لا شك أن علينا تقديم المزيد لدعم اليمنيين.
وحسب تصريحات للرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية، ناصر الحاج حامد في هذ الخصوص “بالرغم من العمل الشاق، فإن الحقيقة القاسية التي لا يمكن إنكارها أننا لا نستطيع مواكبة هذه المعاناة. لقد فشل المجتمع الدولي فشلاً ذريعاً في مساعدة أهالي اليمن. التاريخ لن ينسى ولن يغفر… لم نحترم المعايير الإنسانية الأساسية والكرامة الإنسانية”
نحن بحاجة ماسة لحل عادل ودائم ليحصل الشعب اليمني على سبيل لانهاء معاناته. ساعدنا لنكون شريان الحياة لهؤلاء الناس من خلال التبرع لإغاثة اليمين.