المشافي اللبنانية تخطت طاقاتها الاستيعابية بعد قفزة كبيرة في أعداد الإصابات
صرحت الإغاثة الإسلامية بأن الكثير من الفقراء والفئات الضعيفة مهددون بنفاذ المواد الغذائية في الوقت الذي أعلن فيه عن إجراءات إغلاق مشددة بعد ارتفاع أعدد الإصابة بفيروس كورونا.
وقد بدأ لبنان حظر تجول لمدة 11 يوماً على مدار الساعة بعد أن ارتفعت أعداد الإصابة بشكل كبير، الأمر الي تسبب في تخطي المشافي الرئيسية لطاقاتها الاستيعابية، لدرجة الاضطرار لإبعاد الحالات الخطرة. وتضمنت الإجراءات المشددة الزام المواطنين في بيوتهم، والسماح لمن حصل على إذن الخروج عند الضرورة ولمدة ساعة فقط.
لكن لا يمكن إغفال الأسر التي تعاني من نقص شديد في الغذاء والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية، الأمر الذي يستحيل على الكثيرين شراء هذه المواد. فالعديد من السلع الغذائية الأساسية قد ارتفع سعرها خمس مرات عن سعرها الأصلي قبل الأزمة، هذا إلى جانب تضاعف معدلات البطالة.
ويصرح السيد نضال علي، مدير الإغاثة الإسلامية لبنان في هذا الشأن:
“بعد تفشي فيروس كوفيد-19، تخطت أعداد الإصابات حاجز الألف في اليوم الواحد. وتخطت المشافي طاقاتها الاستيعابية وأجبرت على إغلاق أبوابها أمام المرضى الجدد. وقد تم تسريح الحالات الحرجة إلى منازلهم بعد أن حصلوا على أنابيب الأكسجين. ومشاهد افتراش كبار السن والأطفال أرضية المشفي وهم يتنفسون بمساعدة أجهزة الأكسجين من المشاهد المؤلمة التي تتكرر في أغلب المشافي الرئيسية. فالوضع في المشافي في تأزم مستمر، وباتت الحاجة عاجلة من أجل اتخاذ إجراءات مشددة للحد من تفشي الفيروس.
لكن في نفس الوقت، فإن اجراءات الإغلاق الصارم إنما تترك أشد الأثر على الأفقر والأكثر ضعفاً ويعرضهم للجوع والاحتياج بشكل أكبر. وبات الكثيرين عاجزون عن شراء السلع الغذائية بسبب الارتفاع الحاد الذي شهدته أسعار هذه السلع. وبعد إعلان حظر التجوال، هرع الناس إلى المحال وبدأوا بشراء السلع بشكل هستيري، حتى باتت أرفف المحال خاوية. ونفذ الخبز من المخابز وأصبح هناك نقص حاد في المواد الغذائية. حتى وعندما توفر الخبز، لم يستطع الكثير من اللبنانيين شراءه بسبب ارتفاع سعره بنسبة 50% خلال الأسبوع فقط.
“كما تركت جائحة فيرس كورونا آثاراً حادة على الاقتصاد. وأصبح هناك شخصين من بين ثلاث أشخاص عاطلين عن العمل ويكافحون من أجل توفير وجبتهم التالية لهم ولأطفالهم. ويعتبر العمال في المزارع ومواقع البناء- وهم غالبيتهم من اللاجئين- هم من بين الفئات الأكثر ضعفاً، لأنهم يتقاضون أقل الأجور على مستوى البلاد، إذ يحصلون على أقل من 2 دولار في اليوم الواحد. أما في ظروف الإغلاق، فلن يتاح لهم العمل أبداً.”
يذكر أن الإغاثة الإسلامية قامت بتوزيع آلاف السلات الغذائية في بيروت، في مختلف أرجاء البلاد قبل إعلان الإغلاق الجديد بالإضافة توزيع الملابس الشتوية والبطانيات.
كما قامت الإغاثة الإسلامية بتوريد الوقود على 10 مشافي وتوزيع المستلزمات الطبية وقناعات الوجه وطلبت الإذن من السلطات اللبنانية للاستمرار في تقديم الخدمات أثناء الاغلاق. وقد أعفيت خلال فترات الحظر السابقة المساعدات الانسانية، ولكن في ظل الإغلاق الجديد تم تعليق جميع المشاريع.
ويتابع نضال علي: “نبذل ما بوسعنا من أجل مساعدة ذوي الاحتياج ولكن الأرقام في ارتفاع بشكل يومي، ولا نملك ما يكفي لتقديم المساعدة لكل من يحتاجها. ونحث السلطات اللبنانية من أجل توفير الدعم للفئات الأكثر ضعفاً، والتأكد من أنهم يحصلون على الغذاء والرعاية خلال فترة الاغلاق. فبدون الدعم المقدم من المجتمع الدولي والسلطات اللبنانية ستتردى الأوضاع بصورة كبيرة.”