في الوقت الذي تواجه فيه النيجر التي تقع في الجانب الغربي من القارة الإفريقية العديد من التحديات الإنسانية الكبيرة، بدأت منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم العمل هناك منذ عام 2005، حيث ساعدت الأسر الضعيفة، وقدمت المساعدات الإنسانية العاجلة، ودعمت المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تلك التحديات. ووصلت مساعدات الإغاثة الإسلامية لأكثر من 2.97 مليون شخص في النيجر حتى اليوم. وفي الكتيب الجديد للإغاثة تفصيل حول العمل التحويلي الذي قامت به المنظمة خلال فترة عملها في النيجر.
الاحتياجات الإنسانية الكبرى في النيجر
تعتبر النيجر واحدة من أفقر الدول في العالم، إذ يعاني 40% من سكانها أي حوالي 9.5 مليون شخص من الفقر الشديد. ويزيد الصراع وانعدام الأمن من معاناة أهالي النيجرويفاقم الأوضاع الإنسانية. هذا بالإضافة إلى أن آثار تغير المناخ تجعل الفئات الأكثر فقراً تكافح من أجل الحصول على لقمة العيش وتوفير الطعام لأفراد أسرها.
وتنوعت تدخلات الإغاثة الإسلامية في النيجر لتضم الإغاثة الطارئة، المياه، والصرف الصحي النظافة والأمن الغذائي وسبل العيش وتمكين النساء وعلاج سوء التغذية، والمشاريع الموسمية لتوزيع الغذاء. ومنذ 2005، نفذت الإغاثة الإسلامية في النيجر 139 مشروعاً.
سوء التغذية في النيجر وتدخلات الإغاثة الإسلامية لعلاجه
يهدد سوء التغذية الأطفال في النيجر، إذ تقدر اليونيسيف أن 15% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد. وتمكنت الإغاثة الإسلامية من المساهمة في علاج سوء التغذية من خلال إنشاء مراكز التغذية العلاجية والمكملة التي تقدم الرعاية الأساسية للأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية.
يؤكد أمين عام المنطقة السيد سايدا أغالي بيلايارا “أن العيادة ساهمت في تخفيف حالات سوء التغذية في المنطقة، وتقديم التغذية العلاجية، إلى جانب توفير العلاج للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو الأمراض المصاحبة له.”
تقول فاتي، 30 عاماً “لم أكن أعلم أن طفلتي يعاني من سوء التغذية، وقد علمت أن طفلي مريض جداً وبحاجة لدخول مشفى المنطقة”. حصلت طفلتها، راودو، التي لا يتجاوز عمرها 20 شهراً على الرعاية العاجلة، كما تعلمت فاتي كيفية التعرف على سوء التغذية وسبل الوقاية منهاـ إلى جانب التعرف على أفضل الممارسات الصحية والنظافة.
إخراج الأسر من الفقر
تساعد الإغاثة الإسلامية الأسر من أجل بناء سبل عيش يمكن الاعتماد عليها بالرغم من التحديات المصاحبة لتغير المناخ. وتقدم الإغاثة الإسلامية المساعدات الغذائية من خلال برامج التوزيع الموسمية التي تستهدف الأسر الأفقر. ومن خلال مشاريع سبل العيش المستدام، تمكنت أكثر من 18,000 أسرة من التخلص من مشكلة الجوع وتمكنوا من الوصول للأمن الغذائي.
تقدر الأمم المتحدة أن 1.9 مليون شخص في النيجر لا يعلمون من أن يحصلون على طعامهم، لذلك كانت مشاريع الغذاء والتغذية التي نفذتها الإغاثة الإسلامية بمثابة شريان الحياة للكثيرين.
وفي هذا الإطار وبحسب منسق الأمن الغذائي وسبل العيش في النيحر هاديزا بوكار “إن تدخلاتنا تدعم هذه المجتمعات الرائعة لتكون مؤهلة وقادرة بصورة أكبر على الصمود. ونساعدهم من أجل أن يحصلوا على سبل عيش مستدام وإنهاء مخاوفهم حيال توفير وجباتهم الغذائية.”
لقد تمكنا من مساعدة أشخاص مثل إدريسا من وادي تينجا، يؤكد إدريسا أن الإغاثة الإسلامية ساعدته في كسب لقمة العيش.” في السابق، عندما كنا نصطاد من النهر، كنا في بعض الاحيان نعود وأيدينا خاوية … أصبحنا الآن قادرين على التحكم في الإنتاج.”
كما ساهمت الإغاثة الإسلامية في تسهيل حصول الأسر المحلية على أنظمة ري الأراضي من خلال تكنولوجيا الحفاظ على المياه. كانت أسماء من بين المستفيدين التي كافحت من أجل توفير الغذاء لأسرتها منذ أن توفي زوجها 15 عاماً.
حصلت أسماء وأخريات من النساء المحليات على المساعدة من أجل إنشاء وإدارة تعاونية، وحصلن أيضاً على تدريب لانتاج محاصيل مربحة على مدار العام. وأصبحت أسماء قادرة على كسب لقمة العيش من خلال عملها كمزارعة- وبمساعدة الإغاثة الإسلامية تضاعفت أرباحها.
تمكين المرأة لتطلق العنان لإمكانياتها
تحتل النيجر المرتبة الأولى في معدل زواج الأطفال، وحسب إحصائيات البنك الدولي، فإن غالبية الفتيات المتزوجات لم تتجاوز أعمارهن 18 عاماً. وفي أغلب الأحيان تكون النساء أكثر فقراً من الرجال.
تساعد الإغاثة الإسلامية النساء الرياديات في تاغازار وتونديكانديا من أجل تغيير ذلك. تقود رابي أبدو إحدى المجموعات وتتكون من 25 عضو، وهي مجموعة نساء سودجي ما زومبوا زغادان.
“كل واحدة منا لديها مشكلة وقررنا أن نتعاون لنرى كيف يمكننا حل مشاكلنا” ، تقول السيدة وهي أم لعشرة أطفال.
كل عضو منا تعمل في مشاريع صغيرة مثل تسمين الحيوانات، والحياكة ، وصنع ملاءات الأسرة، وبيع الحبوب. هذه المشاريع أصبحت مصدر دخلهم الرئيسي. وقد عملت الإغاثة الإسلامية مع المجموعة لوضع خطة عمل لزيادة الربحية.
من خلال الدعم المقدم للنساء من قبل الإغاثة الإسلامية، أصبحت النساء قادرات على إخراج أنفسهن من الفقر والعمل سوياً من أجل تحسين ظروفهم الحياتية والمستقبلية. كما تضمن الإغاثة الإسلامية أن تكون أصواتهن مسموعة داخل وخارج مجتمعاتهم.
كما تواجه الإغاثة الإسلامية قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي وقضايا حماية الطفولة من خلال بث رسائل على الإذاعة المحلية، إلى جانب تدريب المتطوعين للعمل في المجتمع، ورفع الوعي بخصوص سوء التغذية وحماية الطفولة والعنف المبني على النوع الاجتماعي.
ولا يمكن إغفال الظروف الإنسانية المتفاقمة بعد تفشي جائحة كوفيد -19 التي زادت من معاناة أهالي النيجر، ولا تزال آثار الأزمة تتكشف. وتعتبر الإغاثة الإسلامية شريان الحياة للكثيرين في وقت الجائحة، وستستمر بذلك من أجل إنقاذ وتغيير حياة الكثيرين غربي القارة الأفريقية.