انضمت الإغاثة الإسلامية إلى المنظمات الأخرى العاملة في اليمن لإصدار بيان مشترك عشية مؤتمر المانحين رفيع المستوى لليمن
يعد مؤتمر المانحين لليمن المزمع إقامته في الأول من مارس لحظة حاسمة للحكومات في جميع أنحاء العالم للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الذي ذاق الأمرين خلال ست سنوات بسبب أزمة صنعها الإنسان. لا يمكن أن يكون الوضع أكثر إلحاحًا في الوقت الذي أصبح فيه خمسة مليون شخص مهددون بالمجاعة وأكثر من ثلثي سكان البلاد بحاجة إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية حسب ما أفادته اثنا عشر منظمة إغاثة.
ساعدت برامج المعونة في توفير الاحتياجات الأساسية مثل المياه والغذاء والخدمات الصحية والملاجئ للأسر التي نزحت من منازلها أو تعيش في قرى ومدن دمرتها الحرب.
في العام الماضي، تمكن المانحون من جمع 1.35 مليار دولار فقط من أجل توفير مساعدات إغاثية لصالح اليمن، أي بالكاد أقل من نصف المبلغ الذي تم التعهد به في عام 2019. ومنذ ذلك الحين، أدت التقليصات الحادة في المساعدات إلى تفاقم معاناة اليمنيين: حوالي 9 مليون يمني تقلصت مساعداتهم الغذائية إلى النصف، وبات 6 مليون يمني، منهم ثلاثة مليون طفل، يفتقرون للوصول إلى مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي خلال الجائحة العالمية[i].
يقول محمد ناصر، وهو أب لأربعة أطفال، يعيش في أحد مخيمات النازحين داخلياً بالقرب من صنعاء: “كنت أحصل على سلة غذائية شهرية، وكانت هذه السلة مهمة للغاية في سد احتياجاتنا الغذائية. ولكن منذ ابريل، بدأنا نحصل على سلة واحدة كل شهرين. لا أعلم لماذا تقلصت حصتنا إلى النصف. اضطررنا أن نلغي وجباتنا للتأكد من أن أطفالنا لا يذهبوا لفراشهم وهم جائعون.”
بسبب وقف التمويل، تراجعت شبكات المياه أو أغلقت، وتقلصت إمدادات المياه العادية الخاصة ب 15 مدينة رئيسية نتيجة لذلك. ونفذت المياه بشكل خطر من مختلف أنحاء البلاد.
يحيى محمد بلوش هو واحد من مئات الآلاف الذين نزحوا من بسبب العنف في منطقة عبس. لم يكن هناك ماء في المخيم إلى أن تم إصلاح البئر المجاورة من خلال مشروع مساعدات وتوصيلها بالأنابيب إلى ما يقرب من 500 أسرة. لكن لا يزال ربع مليون شخص في عبس لا يجدون ما يكفيهم من المياه النظيفة. يقول أنس الكهلاني أحد العاملين في المجال الإغاثي: “نلتقي بأشخاص يشربون المياه الملوثة أو ينفقون المال لشراء الماء بينما بالكاد يستطيعون الحصول على ما يكفيهم من الطعام”.
في 2020 وحدها، أجبرت الحرب أكثر من 172,000 شخص على النزوح وترك [ii]22,200 سبل إعالة أنفسهم. تُحدثنا عزيزة وهي أم لعشرة أبناء تبلغ من العمر 38 عامًا من محافظة الحديدة، إحدى أكثر المناطق تضررًا من العنف:
“منذ تصاعد العنف في الحديدة،كنت أستيقظ كل صباح أتساءل كيف وماذا أطعم أطفالي اليوم. زوجي عامل مؤقت ولا يجد في الغالب أي عمل أو نقود لإعالتنا. كانت الأشهر الستة الماضية هادئة للغاية بالنسبة لعائلتي. تلقينا حوالة نقدية شهرية سمحت لنا شراء ما يكفينا من الطعام لمدة لشهر كامل. تمكنت لأول مرة من تحضير وجبات مغذية لأطفالي. ساعدتنا النقود على البقاء على قيد الحياة خلال الأوقات العصيبة التي عشناها خلال جائحة كوفيد واستمرار العنف. أتساءل كيف سنتمكن من مواصلة العيش عندما ينتهي المشروع “.
أظهرت الإحصائيات الأخيرة أنه من المتوقع هذا العام أن يعاني 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من الجوع في حال لم يتم تأمين التمويل الكافي. ومن المتوقع أن يلقى حوالي 400,000 طفل حتفهم بسبب سوء التغذية الحاد جداً إذا لم يتلقوا العلاج العاجل.
إذا لم تقف الحكومات وقفة إنسانية وتلتزم بالتعهد بالتمويل الكافي، فسيستمر الأطفال والنساء والرجال في المعاناة ولن يجدوا من يحميهم من الموت. يتوجب على جميع أطراف النزاع أيضًا الالتزام بوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني والانخراط في عملية سياسية شاملة لإحلال السلام في اليمن.
الجهات الإغاثية الموقعة على البيان
- إنقاذ الطفل Save the Children
- ACTED اليمن
- Oxfam
- ZOA Yemen
- المجلس الدنماركي للاجئين Danish Refugee Council (DRC)
- العمل ضد الجوع Action Contre la Faim (ACF)
- المجلس النرويجي للاجئين Norwegian Refuge Council (NRC)
- Handicap International
- الهيئة الطبية الدولية
- Search for Common Ground
- CARE International
- الإغاثة الإسلامية عبر Islamic Relief