يحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني في التاسع عشر من آب/ أغسطس كل عامٍ دعمًا للعاملين في قطاعات الأعمال الإنسانية والإغاثية ودفاعًا عن كرامة المستفيدين من هذه الأعمال ليعيشوا عيشًا كريمًا. ويأتي الاحتفال هذا العام مختلفًا حيث يسلط الضوء على الأضرار الجمة التي خلفتها تغيرات المناخ الطارئة كالاحتباس الحراري وذوبان الجليد نجم عنها فيضانات وكوارث طبيعية تركت ملايين الناس بلا مأوى ولا غذاء ولا تربة صالحة فضلا عن شح المياه؛ ودفعت بالملايين نحو النزوح.
منطقة شرق أفريقيا ..أبرز المتضررين
كانت منطقة شرق أفريقيا ذات موارد طبيعية وفيرة لكن بسبب تغير المناخ تسبب ذلك في آثار مدمرة. وهذا العام ونحن نحتفل تحت شعار “سباق من أجل الإنسانية” نسلط الضوء على ضرورة التسابق مع الزمن للتغلب على أضرار تغير المناخ والعواقب المباشرة على الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم. حتى لا نترك أحدًا خلف الركب.
الأبطال الحقيقيون..عمال الإغاثة
تقول غلوريا نتينيا كيفوفا التي تعمل في الإغاثة الإسلامية العالمية في شرق إفريقيا وتحديدًا كينيا : “لقد أصبح تغير المناخ حقيقة واقعة اليوم وغدًا في 19 آب (أغسطس)، وهو العام الثالث عشر للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، لا يسعني إلا التفكير في التكلفة الي تدفعها البشرية ثمنًا لتغير المناخ. في جميع أنحاء العالم، يتزايد عدد الأشخاص المعرضين للخطر منذ عقد بسبب كوارث المناخ”
وفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، منذ التسعينيات، حدثت زيادة بنسبة 35 في المائة تقريبًا في متوسط عدد الكوارث المرتبطة بالمناخ والطقس لكل عقد. وخلال العشر سنوات الماضية تضاعفت الكوارث عن ظواهر الطقس المتطرفة مثل الفيضانات والعواصف وموجاتالحر بنسبة 83%. لقد فقد أكثر من 410.000 شخص حياتهم، بينما تضرر 1.7 مليار شخص بشكل لا يصدق.
عمال الإغاثة الإسلامية في الصفوف الأولى لمواجهة تغيرات المناخ في شرق إفريقيا
تقول غلوريا “أثناء عملي في الإغاثة الإسلامية في شرق إفريقيا، شاهدت بنفسي الأثر المدمر لظواهر الطقس القاسية هنا في كينيا، حيث أعيش وأعمل.” إن ثروة كينيا الطبيعية من الموارد تنضب مع تغير أنماط الطقس. إننا نشهد الآن طقسًا أكثر برودة لفترات طويلة، وهطول أمطار غير متوقعة، ودرجات حرارة أعلى.”
تعاني المجتمعات في المناطق الشمالية والساحلية في كينيا من حرارة شديدة حيث تصل درجات الحرارة إلى 400 درجة مئوية والجفاف، تليها الفيضانات المفاجئة وهطول الأمطار غير المنتظم.
تغيرات المناخ مسألة حياة أو موت للفئات الأكثر ضعفًا في مواجهة كوارث المناخ
إن تغير المناخ مسألة حياة أو موت بالنسبة للضعفاء. إن فقدان سبل العيش والإيواء ودفع المجتمعات إلى حافة المجاعة أمر مؤسف
تعمل الإغاثة الإسلامية بشكل وثيق مع المجتمعات المحلية والسكان لمساعدتهم على التكيف مع التغيرات التي تسببها الظواهر المناخية القاسية بشكل متزايد. نحن نستخدم الطاقة الخضراء لتعزيز الوصول إلى المياه النظيفة والأمن الغذائي وسبل العيش وتحسين الوصول إلى التعليم لانتشال المجتمعات من الفقر.
ومنذ عام 2018، عملت الإغاثة الإسلامية مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك في مقاطعة مويالي الفرعية لتعزيز إنتاج الغذاء في دابل. تم تركيب مرافق ري تعمل بالطاقة الشمسية. أنشأنا مجموعات للمزارعين ودربناهم على تكييف أساليبهم الزراعية مع تغير المناخ. كما تلقى حوالي 300 مزارع بذوراً وأدوات زراعية متنوعة مقاومة للجفاف.
بنغلاديش ..أكبر مستعمرة للاجئين
يتسبب تغير المناخ في حدوث الأعاصير والفيضانات الأكثر تواترًا وشدة التي تهدد كلاً من البنجلادشيين واللاجئين، من بين أكثر الناس ضعفاً في العالم. يعيش اللاجئون بالفعل في ظل حالة من الخوف المستمر، ويواجهون الفيضانات والانهيارات الأرضية التي تدمر بيوتهم وتشريدهم مرة أخرى.
تعمل الإغاثة الإسلامية على الخطوط الأمامية في كوارث تغير المناخ، وتقدم الدعم في المجتمعات الضعيفة وتنظم حملات لاتخاذ إجراءات جريئة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية. في هذا اليوم العالمي للعمل الإنساني، نشيد بزملائنا وشركائنا المتفانين الذين جعلوا هذا العمل ممكنًا. بدعمكم، يمكننا فعل المزيد.
تبر ع اليوم عبر الإغاثة الإسلامية من هنا