تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ويُقدَّر بنحو 3.1 ملايين لاجئ سوري، يعيش 2.5% منهم في المخيمات في حاجة ماسَّة إلى المساعدات الإنسانية. تعرف على أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا.

اللاجئين السوريين في تركيا

التحديات الإنسانية للاجئين السوريين في تركيا:

بحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الصادر في أغسطس 2024، بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا نحو 3.1 ملايين شخص. ومع ذلك، تشير التقارير إلى انخفاض هذا العدد إلى أقل من 3 ملايين لاجئ، نتيجة لعودة بعض اللاجئين إلى سوريا. على سبيل المثال، في ديسمبر 2024، أعلن وزير الداخلية التركي عن عودة أكثر من 25,000 لاجئ سوري إلى بلادهم خلال أسبوعين فقط، مما يعكس زيادة ملحوظة في أعداد العائدين.

واقع اللاجئين السوريين في تركيا والتحديات

يواجه اللاجئون السوريون في تركيا ظروفًا إنسانية صعبة، حيث يعيش 90% من الأسر تحت خط الفقر، مما يضعهم أمام تحديات يومية لتأمين احتياجاتهم الأساسية. ورغم الجهود المبذولة لدعمهم، فإن التحديات التعليمية لا تزال قائمة، حيث إن 35% من الأطفال اللاجئين خارج صفوف التعليم، مما يحرمهم من فرصة بناء مستقبل أفضل. هذا الواقع يستدعي تعزيز الجهود الدولية والمحلية لضمان توفير الدعم اللازم لتحسين أوضاع اللاجئين وضمان حصولهم على احتياجاتهم الأساسية من تعليم ورعاية.

قصة ملهمة

كان قدور عبد القادر، الرجل الخمسيني، يعيش سعيدًا وسط عائلته التي كانت تساعده في زراعة الأرض وتربية المواشي وبيع الحليب والجبن في قرية سحارة التي تقع غرب مدينة حلب.

لكن مع بداية الحرب السورية، تبدَّلت أحوال قدور تمامًا، فلم يعد قادرًا على زراعة الأرض أو تربية المواشي بسبب القتال والقصف اليومي على قريته، ففقد مصدر دخله الوحيد.

في أحد الأيام، كان قدور جالسًا بين عائلته يفكر في البحث عن مصادر أخرى للدخل غير الزراعة، لكن قذيفة هوت على المنزل فدمَّرته، ونجا قدور وعائلته بمعجزة.

اضطر الرجل الخمسيني أن يترك قريته التي عاش وتربَّى فيها وأنجب فيها فتياته الأربعة، أخيرًا قرَّر أن يترك ذكرياته فرارًا من الحرب، وبحثًا عن مكانٍ آخر يبدأ فيه من جديد.

اتجه قدور مع عائلته صوب الشمال السوري بحثًا عن الأمل والحياة، لكن الأوضاع في مخيمات النازحين كانت صعبة للغاية ومؤلمة، ولم يتوفر فيها أبسط الاحتياجات الإنسانية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

لم يستطع قدور الصمود كثيرًا في مخيمات النازحين في الشمال، فتركها وعاد إلى قريته منذ عامين، لكن الأوضاع ما زالت صعبة، حيث لا يوجد ماشية يمكنه تربيتها وبيع الحليب والجبن.

غير أن حال قدور أصبح أفضل بعدما أسهم أحد الأشخاص في ترميم منزله، ووفَّرت له الإغاثة الإسلامية مصدر دخل، إذ أعطته مجموعة من الماشية لتربيتها.

يقول قدور بفرح وامتنان بالغ بعد أن أصبح لديه أمل في حياة يستطيع فيها توفير قوت يومه: “نشكر فريق الإغاثة الإسلامية الذي زارنا وقيَّم احتياجات القرية، ومن ثم وزَّعوا علينا الماشية”.

ولم تقف الإغاثة الإسلامية عند هذا الحد، بل أقامت بعض الدورات التدريبية والتوعوية للفلاحين في القرية وقدَّمت لهم الإرشادات، بالإضافة إلى حملات التلقيح للمواشي، وتسليم الأعلاف اللازمة لها.

يُضيف قدور: “سيكون لهذا المشروع أثر إيجابي كبير، لأنه يدفعنا إلى العمل وبذل الجهد والانخراط مجددًا في سوق العمل”، متمنيًّا أن تنتهي هذه الحرب ويسهم في إعمار بلاده من جديد.

مد يدك بالخير لأهلنا اللاجئين السوريين في تركيا

تبرع الآن

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158