تُعد الفلبين من أكثر الدول تعرضًا للتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، ما يفاقم من أزمتها الإنسانية ويضع ملايين السكان في دائرة الخطر.

الفلبين

التحديات الإنسانية في الفلبين

يعاني 7.1 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعل تأمين الغذاء تحديًا يوميًّا للأسر. كما يعاني 30% من الأطفال من التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن، مما يؤثر سلبًا على نموهم وصحتهم المستقبلية.

إلى جانب ذلك، أسفرت النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية عن نزوح 2.9 مليون شخص، ما أجبرهم على العيش في ظروف غير مستقرة. ومع وجود 20 مليون فرد يعيشون تحت خط الفقر، تتزايد الحاجة إلى التدخل الدولي والمحلي لتحسين الظروف المعيشية وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية.

قصة ملهمة

في قرية بايجاد، كانت فيفيان إليوت تلعب وتمرح مع ابنها كارل البالغ من العمر 8 أشهر غير مبالية بشيء، لكن فجأة باغتها إعصار هايان المُدمِّر، لم تفكر حينها في شيء إلا طفلها، فاحتضنته بشدة خشية فقدانه في العاصفة.

“كنت أخشى أن أفقده، احتضنته بقوة طوال الوقت”. هكذا تتذكر فيفيان يوم الإعصار بمزيد من الألم والحزن، إذ فقدت عائلتها المنزل الذي دمَّره الإعصار بالكامل ولم يتبقَّ منه شيء يُذكر.

تقول فيفيان البالغة من العمر 21 عامًا: “لم أشهد هذا النوع من الإعصار من قبل، لقد كان أسوأ ما رأيته في حياتي، الكثير من المنازل تضرَّرت، كان هذا هو الأمر الأكثر رعبًا في حياتي كلها”.

الفلبين

عندما اشتد الإعصار، اضطرت عائلة فيفيان مع العديد من عائلات القرية اللجوء إلى الكنيسة للاحتماء من العاصفة، لكن الأشجار سقطت على سقف الكنيسة فأحدثت به ضررًا بالغًا.

تحكي لنا فيفيان الصعوبات التي واجهتها يوم الإعصار: “عندما سقط السقف، أردت حقًّا أن أهرب، لكنني رأيت الجميع يسيرون في الاتجاه نفسه، لذلك سرت مع التيار وشعرت بأمان أكثر بهذه الطريقة”.

بعد أيامٍ، اتخذت عائلة فيفيان قرارها بالبقاء في الكنيسة، لأن الإعصار دمَّر منزلهم وفقدوا على إثره مصدر دخلهم، لكن وجودهم داخل الكنيسة يؤمِّن لهم الطعام ووجبة ساخنة على الأقل. في هذه الأثناء، سارعت الإغاثة الإسلامية لمساعدة المتضررين من إعصار هايان، إذ منحت عائلة فيفيان خيمة مجهَّزة بحيث تكون مأوى مؤقتًا للعائلة.

تُضيف فيفيان بامتنان: “أشعر بسعادة بالغة لأن والدتي تمكَّنت من الحصول على الخيمة، أشعر وكأن عائلتي استعادت بعض الخصوصية، إنها مريحة، وجميع النوافذ قابلة للتعديل حسب درجة حرارة الجو أو برودة الطقس”، مُتمنيةً ألا نتوقَّف عن مساعدة الأشخاص المُتضرِّرين.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158