تمرُّ علينا أيام عديدة نشعر بتقصيرنا في حق الله عز وجل بأنه أنعم علينا وأكرمنا ورحمنا ولكننا مُقصِّرون في ذكره وشكره وحُسن عبادته، ويأتي علينا خاطرٌ بداخلنا يدعونا أن “نُخرج شيئًا لوجه الله”، ليس لغرض مشروع معين أو لبلدٍ محدد، نود فقط أن نُخرج من أموالنا التي أنعمها الله علينا شيئًا في فضاء الخير الواسع، نُطلقه في سبيل الله فلا نعلم أي خيرٍ أصاب وأي مخلوقٍ نفع.
يجوز إخراج الصدقات لمشروع “لوجه الله”، حيث أقامت الإغاثة الإسلامية هذا المشروع لتستقبل دعم مانحيها حول العالم، وليعود بالنفع والخير على الأشد احتياجًا في أكثر من 40 دولةً حول العالم. ولا يُحدَّد بقيمة مالية على عكس الزكاة، فالزكاة لها نصاب معروف وقيمة سنوية محددة، بينما مشروع “لوجه الله” هو صدقة تنويها دوريًّا بلا حدٍّ أدنى. مشروع “لوجه الله” صدقة وليس فريضة شرعية مثل الزكاة، وهو فضل من المُتصدِّقين، “وفي ذلك فليتنافسِ المتنافسون”.
يقول الله عز وجل: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوالَهم في سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ” – سورة البقرة (261).
التبرع لمشروع لوجه الله هو صدقة في حد ذاته، لكن الفارق أن الصدقة في المجمل من الممكن أن تُقدَّم لفرد بعينه، فالإنسان يتصدق لإنسان مثله، لكن الصدقة “لوجه الله” هي مبلغ مالي تتصدق به مع مؤسسة إنسانية موثوقة تصرف صدقتك في مواطن الشرع والخير.
أطلِق صدقةً لوجه الله، وانتظر أجرها من حيث لا تحتسب.