هل يمكن أن نكتفي بعلاج اليد فقط واليدُ الأخرى تنزف؟ وهل يمكن للجسد أن يتعافى إذا تلقى العلاج في رئة واحدة والرئة الأخرى تتألم؟
شهدت فرقنا الميدانية في اليمن في أكثر من 17 محافظة يمنية كارثةً إنسانية –هي الأسوأ على الإطلاق بحسب تصريح الأمين العام للأمم المتحدة- منذ العام 2015، كارثة تركت أكثر من 24 مليون إنسان يمني أمام الفقر الحاد والجوع الذي ينهش أجساد الأطفال قبل أجساد النساء والرجال. 8 أعوامٍ من المآسي في القطاع الصحي والغذائي وفي البنية التحتية المهترئة أصلاً، ناهيكَ عن وباء الكوفيد-19 ونسخه المتحورة في وضع اقتصادي هو الأسوأ عربياً حسب إحصاءات البنك الدولي. في جسدنا الواحد، لم تشهد فرقنا الميدانية هذا الجرح فقط.
في سوريا، وطوال 11 عاماً من مرار اللجوء والفقر والنزاعات المسلحة العنيفة. أكثر من 1.2 مليون يتيم سوري، 5.7 مليون لاجئ ونازح، ومئات الآلاف من الأرامل. أضِف إلى ذلك دائرة الفقر وخطورة تعرض الأطفال النازحين للاستغلال أو العمل المبكر، أو في سيناريوهات أكثر قسوة، الوقوع في الأعمال غير القانونية أو لربما الوفاة بسبب ضغوطات توفير لقمة العيش وقلة الحيلة. لا تكمن خطورة الأزمة الإنسانية السورية في الواقع فقط، فمستقبل الأطفال بدون حقهم في الحصول على تعليم عالي الجودة ورعاية صحية ونفسية وتأهيل مهاري للدخول إلى سوق العمل، سيكون مستقبلاً أكثر خوفاً من الواقع.
وانطلاقاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثلِ الجسدِ الواحد..” – رواه مسلم
أطلقت الإغاثة الإسلامية عبر العالم حملة عاجلة تحت عنوان “شامنا ويمننا” لتلبية احتياجات 10 آلاف أسرة في اليمن و10 آلاف أسرة في سوريا، لكي لا ننسى أحداً، ولكي يبقى الأملُ معقوداً بأياديكم.
مساهمتكم ب50$ تقسم بين اليمن وسوريا لتصل 25$ لكل بلدٍ منهم. ننطلق بدعمكم على جناحٍ من الأمل، نوفر للأسر أعلى معايير الرعاية الصحية والنفسية ونؤهل الأطباء من المجتمع المحلي، نوفر أجود العناصر الغذائية لأكثر الأسر احتياجاً في اليمن، ونضمن للأطفال في سوريا مستوى تعليمي راقي وتأهيل مهاري نافع ليكونوا ضمن مجتمعات النزوح واللجوء مصدراً آمنا للعيش الكريم لأسرهم وللمجتمعات المستضيفة.