في مايو 2024، تعرضت بنغلاديش لإعصار “ريمال” الذي ألحق دمارًا واسعًا في المناطق الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية من البلاد. بلغت سرعة الرياح المصاحبة للإعصار نحو 111 كم/ساعة، مما أدى إلى تدمير آلاف المنازل وتشريد العديد من الأسر.
في أعقاب هذا الإعصار، شهدت المناطق نفسها فيضانات جديدة ناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة، مما فاقم الوضع الإنساني المتأزم. وتأثر أكثر من 3.66 ملايين شخص بهذه الفيضانات، من بينهم 1.9 مليون امرأة، و1.15 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5-19 عامًا، حيث فقدوا المأوى والغذاء والرعاية الصحية.
ووفقًا لمركز التنبؤ والإنذار بالفيضانات التابع لمجلس تطوير المياه في بنغلاديش، كانت مستويات المياه في أنهار “كوشياري، مانو، دهلي، خوي، مهوري، فيني، هالدا” أعلى من مستوى الخطر، بينما شهد نهر مهوري في فيني أعلى مستويات للمياه منذ 40 عامًا!
تسببت هذه الكوارث الطبيعية المتتالية في تدمير نحو 35,000 منزل وإلحاق أضرار بـ115,000 منزل آخر، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من 800,000 شخص من المناطق المتضررة. كما انقطعت الكهرباء عن ملايين السكان، وتضررت البنية التحتية بشكل كبير، بما في ذلك إغلاق المطارات والموانئ والطرق الرئيسية.
حتى اليوم، تعمل السلطات المحلية ومنظمات الإغاثة الدولية على تقديم المساعدات الطارئة للمتضررين، بما في ذلك توفير المأوى المؤقت، وتوزيع المواد الغذائية، وتقديم الرعاية الصحية، خاصة في مخيمات اللاجئين الروهينغا التي تأثرت بشكل كبير بهذه الكوارث.
تأثرت الأسر الفقيرة بشدة بالفيضانات المفاجئة وما تلاها من تراكم للمياه، خاصة تلك التي تضررت مساكنها. ومن الجدير بالذكر أن معظم المناطق المتضررة لا تتعرض عادة لمثل هذه الكوارث، مما ترك الكثير من الناس دون استعداد أو وعي في كيفية التصرف.
وأفاد الصحفيون في المناطق المتضررة بأن مياه الفيضانات جرفت الطرق، وأتلفت السدود والجسور، وغمرت الحقول الزراعية، وجرفت الأسماك من البرك. وقد غمرت مياه الفيضانات الطرق الرئيسية مما أعاق حركة المرور. كما غمرت الطرق السريعة التي تربط بين مناطق فيني، وكوملا، ونواكالي بالكامل.
حُوصِرَ الناس في منازلهم وباتوا بحاجة إلى دعم الإجلاء عاجلًا، حيث بات الكثير من الناس يعيشون في العراء بعد أن فقدوا ممتلكاتهم بسبب الكارثة.
استجابت الإغاثة الإسلامية للوضع في بنغلاديش وما زالت تقدم الدعم، حيث إن فرقنا في بنغلاديش مجهزة جيدًا بفريق طوارئ وصل أكثر المناطق تضررًا في كلٍّ من فيني وكوملا لتوزيع الإمدادات.
يقول السيد إنامول حقو، مدير البرامج في مكتب الإغاثة الإسلامية في بنغلاديش: “لقد بات أحد مكاتبنا على عُمق قدمين تحت الماء! لكن تمكّن موظفونا بحمد الله من استخراج جميع الإمدادات. كما غمرت المياه الطرقات، وتعطلت شبكات الاتصالات، مما جعل الاستجابة الفورية وتقييم الدمار الذي خلّفته الفيضانات صعبًا للغاية. ستركز استجابتنا الفورية على توزيع مجموعات النظافة والمساعدات النقدية متعددة الأغراض على الأسر المتضررة. وتعمل الإغاثة الإسلامية على شراء حزم غذائية لتوزيعها في منطقتَيْ كوملا وفيني”.