الأشهر الحًرم وشمائلها
أجمع العلماء على أن المراد بالأشهر الحًرم هي الشهور الأربعة التالية: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
فعن أبى بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبة حجة الوداع: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم. ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.”
في كل الأشهر، يجازى الإنسان عن أعماله فإما أن يُجازى بالحسنة وإما بالسيئة، ومن تعظيم الله لتلك الأشهر أن عظَّم الله فيهن الذنب، ومن فضائلها مضاعفة الأجر وتعظيم ثواب العمل الصالح فيها وإجزال المثوبة للمؤمنين المتقين المعظمين لحرمات الله فيها.
فشهر مُحرم هو غُرة العام الهجري حيث شرفه الله تعالى فسمي بشهر المحرم، ومن أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله هو الصيام في شهر مُحرم، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل). لذلك يحرص المسلم دائما على إكثار صيام التطوع في شهر مُحرم لما له من فضل وعظم أجر.
أعظم أيامه يوم عاشوراء
وصيام يوم عاشوراء له من الفضل الكثير، وقال ابن عباس: ((ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضَّلة على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وشهر رمضان” (رواه البخاري).
الحرص على فعل الخيرات
كل الأعمال الصالحة محببة ومرغوبة وباب الخير لا ينضب وأفعال الخيرات ذات ثواب جزيل في هذا الشهر الكريم، ولا تقتصر الأعمال الصالحة على الصيام فقط، تخيل أن تصوم كل يوم، وتستيقظ وأنت لا تدري هل ستفطر اليوم أم لا، هل ستجد ما تروي به عطشك وتسد به جوعك ؟ آلاف بل ملايين المحتاجين حول العالم يستيقظون يوميًا على الصوم مجبورين وعلى ربط الحجارة على بطونهم مكرهين هم وأطفالهم، يصومون يوميًا فلا يوجد لديهم ما يأكلونه، لذلك صدقتك في هذه الأشهر تترك أثرًا بليغًا وثوابًا كبيرًا أن توفر لهم طعامًا على مائدتهم. إن دعم المحتاجين في شتى بقاع الأرض من أهم الأعمال الصالحة التي يمكنك أن تتقرب بها إلى الله في أشهره الحُرم، ففيها فك كربة، وإغاثة ملهوف وإطعام جائع..كن لها في هذه الأيام المباركات.
تبرع معنا الآن، وشاركنا قافلة الخيرات في أيام المسرات
وابدأ عامك الهجري الجديد بصدقة جارية