عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: (إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
الأعمال الصالحة لا تفنى و تستحدث، فلتكن الغائب الحاضر بعملك الصالح والأثر الطيب فهما السبيل إلى تلك الديمومة، ومن أهم ما يتركه الإنسان هو الصدقة الجارية التي تنفعه وتنفع غيره، فما أعظم أن تكون صدقتك الجارية وعملك الصالح هو أول ما نزل من القرآن.
“اقرأ” كانت أول أمر إلهي للبشر كافة، فجعل الله القراءة والعلم سبيلا النجاح من المهالك، وسبيلا معرفة الكون وخالقه، وعمارة الكون، وقدمت مسارات للأخلاق والفضائل والشمائل والمعاملات الحسنة، فالعلم هو مصباح الحياة وبه تقوى المجتمعات، وصدقتك لتمهيد طريقًا للعلم للأطفال المحرومين من التعليم هو كنزك المتجدد باستمرار والذي لا يفنى أثره.
ما يقرب 263 مليون طفل في العالم، حرموا من حقهم في التعليم والذهاب إلى المدرسة . ويعود ذلك إلى تزايد أعداد اللاجئين يوم بعد اليوم بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية، واشتداد وطأة الفقر والعوز مما يعني عدم القدرة على تحمل تكاليف التعليم، مع كل هذه الأسباب فقد تحول التعليم من حق أساسي من حقوق الحياة إلى رفاهية لا يقدر عليه الكثيرون بسبب الظروف التي يمرون بها، ونتيجة لذلك فقد حُرم أولئك الأطفال من حقهم في التعليم.
يستيقظ صباحًا رغم كل الأوضاع القاسية التي يعيشها، تعد له الأم الحقيبة المدرسية وكأنما تعد له حقيبة المستقبل الثمينة، ويذهب مشيًا رغم أي صعوبات قد تعترض طريقه، يفتح باب الغرفة الدراسية ويعانق زُملاءه وأصدقاءه ويستعد لاستقبال مُعلمه، هذه هي رحلة مختصرة وبسيطة جدًا لفرحة الطفل حينما يصبح قادرًا مرة أخرى على الذهاب إلى المدرسة، فرحة كبيرة بدت صعبة المنال لكثير من الأطفال رغم بساطة المطلب، فرحة لا يوجد لها مثيل عندما تعلو وجه الأمهات والآباء، فرغم قسوة ما يعانون من ظروف اللجوء إلا أنهم يريدون خلق حياة جديدة لأطفالهم، ويعلمون أن أول خطوة في سبيل ذلك هي التعليم.
لا تألو الإغاثة الإسلامية جهدًا من أجل توفير حياة تعليمية أفضل للأطفال واللاجئين في الظروف الصعبة في الدول الأشد ضعفًا وفقرًا، حيث تعمل الإغاثة على إيجاد فرص التعليم ومنح العلم والمعرفة للأطفال، وذلك من خلال بناء المدارس وتوفير الأدوات المدرسية والوسائل التعليمية وتحمل تكاليف تعليم الأطفال الأشد فقرًا وغيرها الكثير من المساعدات التي تضمن للأطفال استمراريتهم في المدارس، أو تحقيق أمل التعليم من جديد وسط الظروف الصعبة التي يعيشونها.
التعليم هو العامل الأساسي لبناء المجتمعات وانتشالها من براثن الجهل ومشاكل النزاعات.
تبرع الآن