اجتاحت فيضانات عارمة جنوب أفريقيا حيث تشهد البلاد هطول أمطار هي الأكثر غزارة منذ ما يقارب من 60 عامًا وقد أودت بحياة أكثر من 340 إنسانًا ودمرت المنازل والمدارس والبنى التحتية العامة كما تعطلت إمدادات المياه والكهرباء للعديد من المناطق السكنية.
بعد التقييم السريع للوضع، بدأ موظفو الإغاثة الإسلامية والمتطوعون على الفور في العمل في جنوب إفريقيا، فتعمل الإغاثة على تعزيز استجابتها العاجلة تجاه أزمة فيضانات جنوب أفريقيا المدمرة في البلاد، حيث من المتوقع هطول المزيد من الأمطار في الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق؛ باشر فريق الإغاثة بتقديم وجبات وطرود الطعام والمياه النظيفة ومستلزمات النظافة والأغطية والمراتب إلى المناطق المتضررة في ديربان، وبينتاون، وبورت شيبستون، وإيزيبينغو، وأوملازي، وأومبومبولو، وويبانك، وبيترماريتسبورغ، حيث تضررت هذه المناطق بشكل كبير للغاية.
وتعمل الإغاثة الإسلامية بشكل وثيق مع الخدمات الحكومية ذات الصلة وقيادات المجتمع وغيرهم لضمان وصول المساعدات إلى المستفيدين الأكثر ضعفًا، حتى الآن تم تسليم 300 طرد غذائي و200 مرتبة و200 بطانية و10000 لتر من المياه النظيفة إلى المناطق المتضررة.
وقال السيد عبد الرحمن شط، منسق البرامج الإقليمية للإغاثة الإسلامية في جنوب إفريقيا: “تقدم الإغاثة الإسلامية استجابة عاجلة لأولئك الذين تضرروا من فيضانات جنوب أفريقيا، حيث فقد الكثير منهم منازلهم وسبل عيشهم ومصادر دخلهم.”
وأضاف قائلًا: “نعمل أيضًا على تقييم ما يمكننا المساعدة به على المدى الطويل، فمن المؤكد أن تأثير هذا الفيضان الشديد سيظل ملموسًا لفترة طويلة ولسوء الحظ لم ينته بعد ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار الغزيرة في الأيام المقبلة، مما سيؤدي إلى تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه الآن بالفعل، لقد كانت المجتمعات مشغولة وتكافح بالفعل بعد وباء كوفيد-19 والآن ومع هذه الفيضانات فقد تفاقم الوضع تمامًا وخرج عن السيطرة”.
وقد تأثر بعض أفراد طاقم عمل الإغاثة الإسلامية بشكل مباشر من الفيضانات ومن ضمنهم السيدة فرناز حسين، المنسقة الإعلامية للإغاثة الإسلامية بجنوب إفريقيا ومقرها ديربان، فتروي لنا ما حدث معها.
فتقول السيدة فرناز: “لقد ذهبت كي أصطحب ابنتي من المدرسة وكان الماء يرتفع بسرعة كبيرة لدرجة أن الماء كان يتدفق عبر الأبواب، الطرق غمرتها المياه وسُدت فاضطررت إلى اتخاذ طرق ومسارات عدَّة قبل أن نصل إلى المنزل، ثم أصبح الأمر أكثر سوءًا لم أرَ شيئًا كهذا في حياتي.”
لم نتمكن من النوم لأن المطر كان غزيرًا والرياح قوية جدًا كنا نخشى أن تتحطم النوافذ، واستطعت وقتها أن أتخيل كيف يمكن أن يشعر من يعيش في كوخ يقع في إحدى المناطق النائية حيث من الممكن جدا أن تجرفه الأمطار؟، أدعو الله أن يكون بجانبهم.
كان الأمر مخيفًا جدًا فلقد جُرفت ناقلة نفط على شاطئ ديربان وكانت حاويات الشحن تطفو على الطرق السريعة، الأنابيب في الخزانات تحطمت وليس لدينا ماء، لقد استغرق ذلك وقتًا طويلًا حتى فقط أحاول العثور على بعض المياه النظيفة لعائلتي.
ما يجعل الأمر أسوأ بكثير هو أنه من المتوقع هطول المزيد من الأمطار وتفاقم الأوضاع، لقد تعبت من العيش في ظل الأحداث الدرامية التي نشهدها، أولاً كوفيد، ثم أعمال الشغب في يوليو الماضي والآن هذا.
رغم ما نمر به إلا أنني فخورة بالعمل في الإغاثة الإسلامية، كنا من أوائل الجهات غير حكومية التي استجابت للأزمة، لقد تحدى موظفونا ومتطوعونا ظروف الطقس الصعبة لتوصيل الطعام والمياه والمراتب والأغطية إلى الأشخاص الذين فقدوا كل شيء”.
ستظل الإغاثة الإسلامية تبذل جهودها في جنوب إفريقيا بشكل وثيق مع الحكومة والقطاعين العام والخاص، ذلك جنبًا إلى جنب مع قادة وأعضاء المناطق المتضررة، وذلك أمر بالغ الأهمية حيث يتيح لنا الحصول على المعلومات ذات الصلة بالأمر والاطلاع على التفاصيل الدقيقة والتأكد من أن المساعدات رُتبت بشكل جيد، ويتم تسليمها بشكل فعال بحسب الاحتياجات العاجلة. حيث تعمل فرقنا في ديربان.
تبرع مع الإغاثة الإسلامية الآن لإنقاذ الأرواح من فيضانات جنوب أفريقيا