تعد الطرود الغذائية حزمة إنقاذ حياة وأملًا لآلاف الأسر التي مازالت تعاصر الأزمة السورية التي طال أمدها. أزمة سرقت حياة الملايين ممن انتُزعوا من بيوتهم وخارت قواهم في رحلة البحث المضنية عن أمان وحياة كريمة دفعتهم إلى الفرار أو الهرب، هذه هي أحوال الألوف من الأسر السورية والنتيجة الحتمية التي لازالت قائمة منذ اندلاع الأزمة.
استُنفذت طاقة الأسر السورية في محاولات الفرار إلى الدول المجاورة بحثًا عن الأمان، تاركين وراءهم حياتهم وممتلكاتهم، مما اضطرهم إلى إعادة بناء حياتهم من الصفر لدرجة أن يصبح توفير الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية تحديًا لا ملاذ من مواجهته للبقاء على قيد الحياة، يكافحون لإطعام أطفالهم ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.
أمينة التي تعيش الآن في مخيم للاجئين في لبنان تخبرنا عن مدى قساوة الظروف وما تمر به: أعاني من حالات صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في العظام والجهاز العصبي، أما زوجي فيعاني من مشاكل في الكلى، لقد أنفقنا الكثير من المال على العمليات الجراحية، كان وضعنا صعبًا للغاية وحاول زوجي العثورعلى عمل لكنه لم يجد شيئًا، تدهورت صحته في هذه الأثناء، أتذكر كيف كنا نعيش في سوريا، فكنا نعيش في منزلنا وحولنا توجد مزارعنا وحقولنا التي كانت تملئها الفواكه والخضروات كالتفاح والمشمش والبطاطس والفاصوليا، لقد كنا سعداء للغاية حقاً.”
ثم تتابع وتصف لنا عما دفعهم للفرار:
“عندما بدأت الأزمة، اضطررنا إلى المغادرة حفاظًا على سلامتنا وصلنا أخيرًا إلى هذا المخيم، ونحن بأمان الآن لكنني أشعر بالقلق كثيرًا على أطفالي ومستقبلهم، وخاصة فتياتي.”
تعمل الإغاثة الإسلامية على توزيع الطرود الغذائية التي من شأنها أن تخفف العبء عن الأسر في المخيمات، نحاول تزويدهم بالطرود الغذائية التي توفر لهم الغذاء الجيد، تقول أمينة بخصوص هذا الأمر: “إن الطرود الغذائية التي نتلقاها من الإغاثة الإسلامية مهمة للغاية بالنسبة لنا، نحن في العادة وفي الوضع الطبيعي في المخيم لا نستطيع تحمل تكلفة المواد الغذائية التي تقدمونها لنا عبر الطرود الغذائية، هذه مساعدة عظيمة فأطفالي يطلبون الطعام، ولا يمكننا إيجاد ثمنه، لذلك أشكر من صميم قلبي جميع الأشخاص الذين يساعدوننا، والمؤسسة الخيرية، والمتبرعين. أسأل الله أن يوفقنا جميعًا”
تعبر أمينة عن امتنانها لجميع الأشخاص الذين يساعدونهم على توفير أبسط احتياجاتهم من الطعام لها ولزوجها وأطفالها.
كن عونًا لهم في رمضان هذا العام، وساعدنا من خلال تبرعاتك في الوصول إلى المزيد من الأشخاص المحتاجين.
تبرع الآن