بعد الهجمات الأخيرة على قطاع غزة فإن سبل تحقيق سلام دائم أصبحت الآن في خطر بعد مرحلة الحصار على غزة. ففي الخامس من شهر أغسطس، أصابت الغارات الجوية الإسرائيلية مواقع عدة في قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة وبيت حانون وخان يونس.
وبعد يومين من انتهاء التصعيدات وعقد الهدنة، لقي ما لا يقل عن 47 فلسطينيًا حتفهم، من بينهم 16 طفلًا وأصيب نحو 360 فلسطينيا وذلك بحسب وزارة الصحة في غزة. كما أن الغارات دمرت ما لا يقل عن 1761 وحدة سكنية وفقا للأمم المتحدة مما تسبب في نزوح المئات وتضرر الآلاف.
ومن الأضرار التي تسببت بها الغارات هو إيقاف تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة العاملة في غزة لمدة يومين للحفاظ على الوقود، بينما تعرضت خطوط الكهرباء التي تمد العديد من المنازل والمرافق الصحية في غزة لأضرار كبيرة، وتفاقمت تداعيات التصعيد بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 15 عامًا، الذي عمل على تقييد تدفق السلع الأساسية من القطاع وإليه وعرقل وصولها بشكل سلس.
ترحب منظمة الإغاثة الإسلامية بالهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة ومصر، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ منتصف ليل 7 أغسطس / آب، ونأمل أن يتم وضع حد لاستهداف أرواح المدنيين. ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار ليس سوى حل مؤقت للوضع في غزة وهذا لا يعني أن ذلك سيمنع تصعيد العنف في المستقبل، فبدون اتخاذ إجراءات هادفة وحاسمة لمعالجة الظلم وتفاوت التعامل مع الإنسان في غزة، سيستمر اندلاع أعمال العنف بشكل دوري، وسيفقد المزيد من المدنيين أرواحهم.
ويجب على قادة العالم اغتنام هذه اللحظات لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة في غزة والسعي إلى حل دائم قابل للتطبيق، فرسائل التعزية والشجب المبثوثة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تؤثر في شيء مادام تجاهل القضايا الجذرية مازال قائمًا. فالشعب الفلسطيني مثل باقي شعوب الأرض يستحق أن يعيش في حرية وأمان، ولكي يكون ذلك ممكناً؛ يجب إنهاء الحصار على غزة المفروض ظلمًا، وإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.
وتدعو الإغاثة الإسلامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإلى حل دائم للصراع المتجذر من خلال القانون الدولي والعدالة للجميع.
كل تصعيد في أعمال العنف يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في غزة، و بينما يفرض الحصار ضغطًا كبيرًا على الحياة اليومية في المنطقة منذ أكثر من 15 عامًا؛ سيطرت الحكومة الإسرائيلية على الحدود البرية والمياه الإقليمية والمجال الجوي لغزة، مما أدى إلى إنشاء ما أطلق عليه “أكبر سجن مفتوح في العالم”.
لقد حوَّل الحصار اقتصاد غزة الذي كان نابضًا بالحياة إلى منطقة يعتمد فيها الآن 80 في المائة من سكانها على المساعدات الإغاثية، وينام العديد من الأطفال وهم جوعى، كما أن النظام الصحي شبه منهار والاقتصاد أصبح بالفعل في حالة تدهور قاتم.
وفي ظل الوضع الحالي، يتطلع شباب غزة إلى المستقبل ويرون بطالة شديدة وفقر وأزمة. تتفاقم كل يوم لتحطم الأرواح والأحلام.
تعمل الإغاثة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1997 ، في مجال الاستجابة لحالات الطوارئ ودعم التنمية، وخلال التصعيد في نهاية الأسبوع الماضي، اضطلع موظفو الإغاثة الإسلامية في قطاع غزة بتقديم الطعام ودعم المرافق الطبية لعلاج الجرحى.
وستواصل الإغاثة الإسلامية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما ستدعو دائمًا لأن ينالوا حقهم في الحرية والأمان، كما نحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والسعي لإنهاء الحصار والاحتلال غير الشرعيين.
وهناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق سكان غزة، الذين لا يزالون تحت التهديد مع استمرار الحصار كل يوم.
نحتاج لمواصلة العمل الإغاثي في فلسطين.. تبرع الآن