مساعدة الأيتام من أسمى أعمال البر، حيث يواجه الأطفال الأيتام في أفغانستان ظروفاً شديدة البؤس تتزايد يومًا بعد يوم، في الوقت الذي تنزلق فيه البلاد أكثر في الأزمة الاقتصادية الحالية، حيث يواجه ما يقدر بنحو 1.6 مليون طفل يتيم فقدوا أحد والديهم أو كليهما تحديات خطرة تقوض دعائم السلم الاجتماعي وسط أزمة أفغانستان المتفاقمة.
لقد اجتمع على أفغانستان ثالوث الشقاء: الكوارث الطبيعية والفقر المستوطن والانهيار الاقتصادي فأكثر من نصف السكان الأفغان في حاجة إلى المساعدات الإنسانية.
تكافح العائلات لإعالة أطفالهم، وهم معرضون لخطر إرسالهم إلى العمل بدلاً من المدرسة، والفتيات إلى الزواج القسري المبكر والاستغلال، أما عن الأطفال الأيتام فهم الأكثر عرضة للمخاطر، ومع عدم قدرة معظم الأسر على شراء الغذاء، ينتشر الجوع وسوء التغذية حيث يأخذ العدد في الارتفاع ويُعتقد أن حوالي 4 ملايين طفل في أفغانستان يعانون سوء التغذية الحاد.
تقول نجيبة، وهي أرملة وأم لسبعة أطفال: “ليس لدينا أي نقود، لذلك يتوجب علينا التسول، وبالأمس تناولنا بعض الخبز مع بعض البطاطس المسلوقة التي أعطاها لي أحد الجيران، أما عن اليوم السابق تناولنا الخبز والشاي فقط “.
مثل الكثير من الأمهات في أفغانستان، لا ترغب نجيبة البالغة من العمر 30 عامًا في إعالة أطفالها فحسب، بل لمنحهم الفرص التي فاتتها. “بعض العائلات تزوج بناتها دون السن القانونية، لكنني لن أسمح بذلك لبناتي، لم أذهب إلى المدرسة أبدًا – فلم يهتم مجتمعي حينها بذلك ولكنني لا أريد أن تكون بناتي مثلي”.
بيبا ناز أيضا أم وتعول عائلتها بمفردها، لديها 4 بنات وجميعهن تقل أعمارهن عن 11 عامًا، “أحيانًا كنت أمضي أيامًا وأيامًا دون طهي أي طعام، ربما ستصدم بما سأقول لكن إذا أكلنا بعض الخبز والشاي فسيكون هذا كل شيء يمكننا من البقاء على قيد الحياة، لقد مر وقت لم يأكل فيه أطفالي لمدة ثلاث وأربع أيام “.
ولم يكن لدى بيبا ناز التي تعاني من ظروف بائسة خيار سوى إرسال بعض أطفالها بعيدًا، فتقول: “لقد اضطررت إلى إرسال اثنتين من بناتي الأربع وهما جلوة وسناء للعيش مع والدتي لأنني لم أستطع تحمل نفقات إطعامهن وكن يمرضن بسبب نقص الغذاء” وأردفت قائلة: ”أملي الكبير في المستقبل، هو ألا ينتهي الأمر بأطفالي إلى اضطرارهن بالبقاء في هذا الوضع الذي نحياه”.
الإغاثة الإسلامية هي شريان الحياة لنجيبة وبيبا ناز وعائلاتهم، إن التسجيل في نظام رعاية الأيتام لدينا يعني أن الأسر تتلقى راتبًا منتظمًا للمساعدة في دفع تكاليف الضروريات، وضمان حصول الأطفال على التعليم.
انضمت بيبا ناز إلى البرنامج في وقت سابق من هذا العام، وقد أدى الدعم الذي تلقته إلى لم شملها مع بناتها التي كن بعيدات عنها.
فتقول: “لقد عادوا الآن للعيش معي مرة أخرى، لأن الأموال التي تلقيتها تساعدني على إطعامهن بشكل صحيح الآن”. وقد تمكنت أيضًا من شراء القماش لخياطة ملابس جديدة لهن، وشراء بعض الأثاث، والأهم من ذلك، مساعدة أطفالها على استئناف دراستهن، فتقول: “ثلاث من بناتي الآن يذهبن إلى المدرسة، والأخرى لازالت صغيرة جدًا، لقد استخدمت أيضًا بعض الأموال لتسجيلهن في فصول ما بعد المدرسة في الرياضيات واللغة الإنجليزية، حتى يتمكن من تعويض ما فاتهن”.
أما عن نجيبة، التي انضمت مؤخرًا إلى برنامج الرعاية، فإنها تعطي الأولوية للطعام والتعليم لأطفالها فتقول: “عندما أتلقى المال من الإغاثة الإسلامية، سأقوم بإنفاقه على الطعام – وخاصة الفاكهة والأرز والدقيق والزيت – وعلى المعدات المدرسية مثل الدفاتر وأقلام الرصاص للأطفال.”
يهدف برنامج الرعاية التابع للإغاثة الإسلامية إلى مساعدة الأطفال على النجاة من مصيدة الفقر وإرساء الأسس لحياة أفضل، وعادة ما يتم تسجيل الأطفال حتى سن 18 عامًا، لكن البعض يستمر في تلقي الدعم بعد ذلك إذا كانوا لا يزالون يتابعون تعليمهم بدوام كامل.
نور الله، شاب يبلغ من العمر 21 عامًا ويعيش في قرية صغيرة، يعتني بشقيقته بعد أن توفي والدهم منذ 20 عامًا وأمهم منذ أكثر من عام بقليل، وتعتبر أموال البرنامج هي مصدر دخلهم الوحيد الذي يضمن لهم تناول الطعام والبقاء على قيد الحياة وإطعام شقيقته، ولكنه أيضًا يمكّن نور الله أيضًا من مواصلة دراسته في مركز للتعليم العالي.
ويوضح نور الله: “يجب أن أدفع رسومًا للدراسة، لذا فإن المعونات التي أتلقاها من الإغاثة الإسلامية تغطي ذلك، كما أنه يغطي تكاليف النقل، بما أن قريتنا بعيدة جدًا عن المدينة، وخلال الشتاء يعزل الثلج القرية، لذلك لا يوجد مواصلات، لقد ساعدني المال في استئجار غرفة في المدينة لفصل الشتاء حتى أتمكن من الذهاب إلى مركز التعلم “.
محمد صديق نور الله، مسجل أيضًا في البرنامج ويتدرب ليصبح أول صيدلي في قريته، ويعيش محمد مع والدته ويوازن بين دراسته ورعايته لوالدته إضافة إلى محاولة إيجاد عمل، فيقول: “أمي مريضة في الوقت الحالي، لذلك أقوم بالكثير من الطهي والتنظيف في جميع أنحاء المنزل. البطاطا والأرز هما الشيء الوحيد الذي يمكننا تحمل تكلفته”.
ووفقًا للأوضاع الراهنة، فبدون دور ودعم الإغاثة الإسلامية لن يتمكن محمد من مواصلة دراسته وتحقيق حلمه في أن يخدم ويفيد مجتمعه، حيث يتابع قائلًا: “كل الأموال التي أحصل عليها من الإغاثة الإسلامية أنفقها على تعليمي، المعهد مكلف من ناحية رسومه واحتاج أيضًا إلى كتب جديدة ويجب علي أيضًا أن أدفع مقابل تصفح الإنترنت حتى أتمكن من الحصول على معلومات عن المهام “.
ينذر الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد إلى فرض مستقبلًا مليئًا بعدم الأمن والاستقرار لهذه العائلات، ولكن بدعمكم تقدم الإغاثة الإسلامية بصيصًا من الضوء.
“تصف بيبا ناز الوضع وتقول: “أنا الآن أكثر تفاؤلا حول مستقبل أطفالي، لا تزال الحياة صعبة للغاية بالنسبة لنا، لكنها تتحسن، وأنا ممتن لله ولكل من يدعمنا.”
ترعى الإغاثة الإسلامية أكثر من 5000 طفل في أفغانستان وتعمل على مساعدة الأيتام، لكن هناك الكثير من الأطفال بحاجة إلى الدعم مع انزلاق البلاد في الأزمة أكثر فأكثر، برجاء دعم عملنا الحيوي: تبرعوا لنداءاتنا لإغاثة أفغانستان