مؤتمر الأمم المتحدة المعني بـ تغير المناخ أو مؤتمر الأطراف كوب 27 الذي سيعقد في الأسبوع المقبل، هو قمة سيجتمع فيها رؤساء الحكومات من جميع أنحاء العالم في مصر، ويسعى الحدث السنوي إلى تسريع الجهود الدولية لمواجهة أزمة المناخ، حيث يشرح رئيس المناصرة العالمية في الإغاثة الإسلامية السيد شاهين أشرف، سبب أهمية مؤتمر الأطراف لمنظمتنا وما نأمل أن يثمر عنه هذا العام
مؤتمر تغير المناخ (COP) هو التجمع الأعلى لصناع القرار بشأن اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بتغير المناخ (UNFCCC) – وهي معاهدة بيئية دولية بارزة تجمع الحكومات الموقعة معًا مرة واحدة في السنة لمناقشة كيفية التعامل المشترك مع تغير المناخ وآثاره وإقرار الاتفاقيات بشأنه.
والحكومات التي تحضر المؤتمر هي الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أو المعاهدات الرئيسية الأخرى مثل بروتوكول كيوتو أو اتفاقية باريس، كما أن المفاوضين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والشركات ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية يشاركون أيضًا في الحدث الذي يستمر 12 يومًا.
المفاوضون، بما في ذلك وزراء الحكومة، يعملون للتوصل إلى اتفاقات مع المنظمات “المراقبة” المشاركة لضمان الشفافية وتقديم وجهات نظر أوسع للعملية.
يصادف هذا العام الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، والتي ستنعقد في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر في شرم الشيخ، مصر.
يُذكر أن 80% من مساحات اليابسة في العالم تأثرت بتغير المناخ، مما انعكس على حياة معظم سكان العالم البالغ عددهم 7.7 مليار نسمة – يعيش 40٪ منهم في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ.
الإغاثة الإسلامية ملتزمة بحماية البيئة ومناصرة قضاياها، نحن نعمل على مساعدة المجتمعات في جميع أنحاء العالم على أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ، ونهدف إلى تقليل بصمتنا الكربونية، ونقوم بالدعوة لتعزيز مزيد من تقليصات غازات الاحتباس الحراري.
قبل عامين، حصلت الإغاثة الإسلامية على صفة مراقب، مما سمح لنا بالمشاركة في إجراءات مؤتمر الأطراف مثل المفاوضات بشأن الهدف العالمي للتكيف- وهو التزام بالعمل على تعزيز المرونة وتقليل التعرض لتغير المناخ.
وفي العام الماضي، شاركت الإغاثة الإسلامية بشكل عميق ومكثف في المحادثات بين الدول حول التكيف وفي المفاوضات النهائية بشأن الهدف العالمي الخاص بالتكيف.
مؤتمر المناخ يعمل على تقديم الخدمات للناس والكوكب، وقد حددت الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين مجموعة من الموضوعات التي تركز على تحسين التنفيذ وزيادة الطموح في القضايا المتعلقة بتغير المناخ.
وقد خصصت أيامًا عدّة للمناقشات المركزة، بما في ذلك الندوات والموائد المستديرة وغيرها من التنسيقات للوصول إلى جمهور أوسع. وتشمل الموضوعات التمويل والتكيف والمياه والجنس والتنوع البيولوجي والشباب والأجيال القادمة.
إضافة إلى هذه النقاط المحددة، سيبني COP27 على نتائج حدث العام الماضي لاتخاذ إجراءات بشأن القضايا الحاسمة بداية من الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الوفاء بالتزامات تمويل العمل المناخي في البلدان منخفضة الدخل.
بينما نرى العالم يتصارع مع أزمة تكلفة المعيشة، يجب ألا نتجاهل حقيقة أن البلدان التي ساهمت بأقل قدر في تغير المناخ تعاني من آثاره الشديدة والقاسية على البيئة والإنسان.
وبغير التمويل الكافي، ستمتد تداعيات الكوارث المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات الأخيرة في باكستان لأجيال. وسيكون الفشل حتميًا إذا لم يستجب صناع القرار في العالم بشكل صحيح للوضع الصعب الذي تواجهه العديد من البلدان.
وسيؤدي فقر التمويل إلى إغراق العديد من البلدان منخفضة الدخل في مزيد من الديون لأنها تتحمل وطأة أزمة تغير المناخ، وتعاني من الظواهر المناخية المتطرفة المتكررة، وارتفاع مستويات سطح البحر؛ وارتفاع درجات الحرارة.
إذا كان موضوع مؤتمر الأطراف لهذا العام يخدم حقًا الناس والكوكب، فعلينا أن نبادر ونضع تكلفة العمل في طليعة تغير المناخ حيث سيكون تكلفة عدم التحرك بشكل استباقي له عواقب وخيمة بالفعل علينا وعلى الأجيال المقبلة.
ساهم مع الإغاثة الإسلامية في مواصلة عملنا الحيوي لمساعدة المجتمعات على التكيف مع المناخ المتغير. تبرع الآن