كفارة النذر هي من رحمة الله بعباده، فكما شرع الله عز وجل الفرائض والواجبات، شرع لها كفارات في حال حدث التقصير.
وكفارة النذر هي كفارة واجبة على المسلم إذا نذر نذرًا لوجه الله ونكص عن أدائه، ولها حكمة بالغة في تنشئة المؤمنين على الوفاء بالعهود والواجبات مع أنفسهم ومع بعضهم بعضًا ومع الناس جميعًا ومع الله عز وجل من قبل ومن بعد.
قبل أن نفهم أحكام كفارة النذر علينا أن ندرك ما هو النذر في الإسلام؟ وما هو تعريف النذر؟ والنذر هو أن يقطع مسلم عهدًا على نفسه بعمل شيء محدد بنية الاستجابة من الله أو أن يتمنى حدوث شيء ما في دنياه دون اشتراط على الله فهذا نذر مكروه.
وهو بمثابة عهدٍ يقطعه المسلم على نفسه أمام الله عز وجل. ومن أمثال النذور، أن ينذر الإنسان أن يذبح بقرة أو خروفًا أو شاة كي ينجح ابنه في الثانوية العامة.
أو أن تنذر إحداهن نذرًا أن تتصدق بقيمة محددة كي يشفيها الله من مرضٍ ما وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة.
النذر له أحكام شرعية مختلفة تختلف باختلاف الحالات، فبعضه جائز ومباح، والبعض منه محرّم. وبيان ذلك كما يلي:
أولًا، أن يكون النذر مباحًا.
وهذا يشترط أن يكون النذر عامًا بدون شروط، كأن ينذر الإنسان أن يتصدق بمبلغ ألف ريال لوجه الله، دون اشتراط حدوث أمر له سواءً كان ذلك الأمر نفعًا ينتظره أو ضررًا يرجو تجنبه.
ثانيًا، أن يكون النذر مكروهًا.
وذلك عند ربط النذر بشرط وقوع أمر ماديٍ في الدنيا، كأن يأتي مولود ولد، أو أن يُدفَع ضرر ما.
ثالثًا، أن يكون النذر حرامًا.
وهذا في حال كان العمل الذي ينذره المسلم محرّم في أصله، أو كان الأمر المرتقب محرمًا في ذاته. كأن ينذر رجل أن يشتري خمرًا –والعياذ بالله- لأصدقائه في حال نجح نجاحًا في العمل.
وهذا تصديق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه”. – رواه البخاري. ومن هذا الحديث فهم العلماء أن النذر لا يجوز إلا في حال كان النذر عملًا صالحًا.
قسم العلماء النذر إلى نوعين، وهو نذر الطاعة، كأن ينذر المرء أن يقوم بطاعة محددة، ونذر ترك المعصية، كأن ينذر المسلم أن يترك معصية محددة مثل أن ينذر ترك التدخين، وأجمع العلماء على أن نذر ترك معصية غير جائز، لإن ترك المعصية واجبة ولا يجوز أن يُنذَر ما هو واجب.
وبناء على هذا التقسيم، اشترط العلماء شروطًا واضحة ليكون النذر شرعيًا، وهذه الشروط هي الكتالي:
الشروط المتعلقة بالناذر –الشخص نفسه-:
وأما شروط النذر نفسه:
كفارة النذر هي نفسها كفارة اليمين، لأن النذر هو نوع من اليمين.
وبناءً عليه، فإن كفارة النذر تستنتج من قول الله عز وجل: “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”
وهذا يعني أن كفارة النذر هي:
إطعام 10 مساكين من متوسط ما تأكل، وهو ما قدره العلماء بقيمة 50$
في حال عدم الاستطاعة، فصيام ثلاثة أيام، ولا يشترط أن يكونوا متوالين.
ولكن ماذا إذا نذر المسلم أن يصوم صيام نافلة ولم يستطع الصيام؟
كان له أن يفطر ويكفر كفارة يمين أو يطعم عن كل يوم مسكينًا. وقيل: يجمع بينهما احتياطًا.
ذهب جمهور العلماء أن النذر كالميثاق، لا يجوز أن يُلغى، وإنما عليه كفارة إذا لم يستطع الإنسان أن يؤده.
لقد رأت فرقنا الميدانية كيف لكفارتك -رغم بساطتها- أن تحقق أحلام المساكين حول العالم في غذاءٍ صحيٍ يضمن سعادة الأطفال ويعين رب الأسرة على توفير العيش الكريم لأسرته ويحمي أفراد الأسرة من المرض والجوع.
وتستقبل الإغاثة الإسلامية عبر العالم هذه الكفارات لتكفي احتياج مئات الآلاف من الأسر من الغذاء، في سوريا حيث يحد النزاع من سبل الوصول للغذاء الصحي وفي اليمن حيث ينهش الفقر وسوء التغذية الحاد أجساد الأطفال والنساء والرجال، وفي ميانمار وكينيا وجنوب السودان وفي أكثر من 40 دولة حول العالم.الإغاثة الإسلامية تستقبل تبرعاتكم وصدقاتكم لتحولها إلى غذاء كريم ومصدرٍ آمنٍ للمياه، ولتجعلها فرصةً كريمة للعيش المستدام ومركزًا للتعليم وإعادة التأهيل، وصحةً للأرامل وكبار السن في أكثر من 40 دولةً حول العالم.
توفر فرق الإغاثة الميدانية في أكثر من 40 دولة حول العالم طرودًا غذائية معدة بعناية فيها القيم الغذائية التي تضمن غذاءً صحيًا لأفراد الأسر الأكثر احتياجًا والتي تتناسب أيضًا مع طبيعة الأغذية المعتادة في هذه المجتمعات.
وقيمة كفارتك تصل بنسبة 85% كطرود غذائية للمحتاجين و15% مصاريف العاملين على إيصال هذه الطرود وضمان جودتها وتغليفها وإدارة هذه العملية بكفاءة وحسب أعلى معايير الجودة.
تبرع الآن
الإغاثة الإسلامية عبر العالم
إيمان يلهمنا العمل