كثيرًا ما تكون المرأة في النزاعات هي الشعلة التي تنير دروب اليأس والظلام. نساء مثل “ميسر”، اللاجئة السورية البالغة من العمر 46 عامًا التي تجد الدعم في الإغاثة الإسلامية بالأردن، هن مثال للتحمل والصبر، حيث يحافظن على تماسك عائلاتهن في ظل الأوقات العصيبة، متشبثات بأمل مستقبل أفضل.
في إطار دعمنا لحملة الـ 16 يومًا من النشاط السنوي للأمم المتحدة ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، تلهمنا العديد من النساء اللواتي نعمل معهن. نحكي قصصهن لنحتفل بإرادتهن وعزيمتهن، ولنشجع على الدعم المتواصل لجهودنا في حماية وتمكين النساء وأسرهن المعرضات للخطر.
رحلة الأم الشجاعة كميسر، التي تحولت بفعل الأزمة السورية المستعرة منذ 2011 إلى المعيل الوحيد لأبنائها الأربعة -سيف ويارا وتقى وبيان- تعكس الصمود في وجه الشدائد. فقد فقدت زوجها أثناء الأزمة، لكنها أظهرت قوة لا مثيل لها في رعاية أطفالها بمفردها.
أما ابنتها تقى، البالغة من العمر 21 عامًا، فتعيش تجربة تشهد على الأثر المدمر للأزمات على الفئات الضعيفة. فالنساء والأطفال يتحملون أكثر من وسعهم ويلات النزاعات، وتقى ليست استثناءً. فقد أصابها صاروخ بضرر بالغ في الصفائح الدموية وأدى إلى فقدانها الكثير من قدرتها على الرؤية، مما أثر على حياتها تأثيرًا عميقًا.
ميسر تبذل جهودًا حثيثة لاستعادة بعض الاستقرار والروتين الطبيعي في حياة أسرتها رغم الفوضى المحيطة بهم. مشاركتها في برنامج الإغاثة الإسلامية لتعزيز الاعتماد على الذات للنساء اللاجئات في الأردن كانت خطوة مهمة نحو تحقيق استقلالها، خاصة مع تطوير مهاراتها في الطهي التي قد تفتح أمامها أبواب الاستقلال المالي.
تذكر ميسر بحزن حياتها قبل الصراع في سوريا، حيث تركت منزلها المريح لتعيش في ظروف صعبة داخل مخيم للاجئين في الأردن. لحُسن الحظ، توفر لها الإغاثة الإسلامية الدعم اللازم لتجاوز هذه التحديات وإيجاد فرص جديدة للتقدم.
تحولت رحلة ميسر من اليأس إلى الأمل بفضل الدعم النفسي والاجتماعي والتدريب المهني الذي تلقته من المشروع. هذا الدعم يُمثِّل لها أكثر من مجرد تدريب؛ إنه يُمثِّل فرصة لمستقبل أكثر إشراقًا. تأمل ميسر في تحويل خبراتها الجديدة في مجال الطهي إلى مشروع مستدام يساهم ليس فقط في بقائها الاقتصادي، بل في استعادة كرامتها وتوفير شعور بالهدف لعائلتها.
ميسر تعبر عن امتنانها للإغاثة الإسلامية لدعمها، وتشير إلى أهمية البرامج التي تقدمها المؤسسة لمساعدة النساء المنكوبات والنازحات بسبب الأزمات، وتؤكد أن مشاريع المؤسسة تُحدث فارقًا حقيقيًّا في حياة الأشخاص وتستحق الدعم. تقول ميسر إن العمل المشترك يمكن أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا في حياة الكثيرين.
وبدعمكم، يمكننا أن نستثمر أكثر في منع العنف، وفي حماية المتضررين منه، وفي مساعدة الأسر على إعادة بناء حياتها المحطمة.
الرجاء مساعدتنا في تعزيز قدرة العائلات مثل عائلة ميسر على الصمود حتى تتاح للنساء والأطفال المتضررين من النزاع والعنف فرصة لمستقبل أفضل.
تبرع الآن لتكون جزءًا من مهمتنا في التغيير.