Thursday January 16, 2025

الوضع الإنساني.. هنا أصوات من السودان

يشهد السودان حاليًّا أزمة إنسانية حادة نتيجة الصراع المستمر، الذي تسبب في نزوح الملايين وفقدان الأرواح وتعطيل الحياة اليومية. فتحولت المدن الكبرى إلى ساحات معارك، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتدهور الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم. يعيش المواطنون في ظروف قاسية، حيث يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى، وسط استمرار موجات النزوح داخل البلاد وخارجها. في ظل هذه الأوضاع، تبرز جهود الإغاثة الإسلامية عبر العالم لدعم المتضررين وتخفيف معاناتهم، رغم التحديات الأمنية واللوجستية التي تعوق إيصال المساعدات بشكل فعال. هنا تستمعون لأصوات أهالي السودان بقصص حقيقية من أرض الميدان وجهود الإغاثة الإسلامية في دعمهم والتخفيف عنهم.

 

أصوات من السودان.. نزوح متكرر وفقدانٌ للأمان

صباح مختار سعيد، طفل من مدينة الخرطوم، يروي لنا قصته المؤلمة عن النزوح والظروف الصعبة التي عاشها مع أسرته:
“لقد تغيرت حياتنا جذريًّا بسبب الأحداث الأخيرة. كنا نقيم في منطقة الصفوة بأم درمان بعد انتقالنا من الخرطوم، ولكن بعد عيد الأضحى، اشتدت وتيرة القصف وتحولت منطقتنا إلى ساحة معارك. فقدنا العديد من الأشخاص الذين نعرفهم، وكانت الخسائر كبيرة، وعشنا في خوف دائم على حياتنا”.

ويواصل صباح حديثه قائلًا:
“اضطررنا للنزوح عدة مرات حتى وصلنا إلى مدينة ود مدني، حيث مكثنا هناك لمدة تسعة أشهر. ثم انتقلنا مع عائلتنا إلى القضارف. حياتنا الآن مليئة بالتحديات، واحتياجاتنا كثيرة جدًّا، لذا نخرج يوميًّا أنا وأفراد أسرتي للعمل لتلبية جزء منها.

بفضل الله، كانت الإغاثة الإسلامية إلى جانبنا، فقدمت لنا مساعدات خففت من معاناتنا. دعمتنا بالإمدادات الأساسية ووفرت لنا الخدمات الصحية والعلاج اللازم. نحن ممتنون للغاية للمتبرعين الذين يشعرون بألمنا ويقدمون لنا يد العون بتبرعاتهم. شكرًا لكل مَن يساندنا في هذه الأوقات العصيبة”.

أصوات من السودان

الطفل صباح يتلقى خدمة الرعاية الصحية من خلال نقاط الدعم الصحي التي أسستها الإغاثة الإسلامية

 

أصوات من السودان.. موظفو الإغاثة الإسلامية باتو بحاجة إلى الدعم أيضًا

أما السيد مبارك مالك محمد، مدير مشروع تنفذه الإغاثة الإسلامية في مدينة الدلنج بالسودان، أحد أصوات من السودان، يحدثنا قائلًا: “انضممت إلى الإغاثة الإسلامية عبر العالم خلال شهر رمضان لعام 2023. انتقلت إلى مدينة الدلنج لأداء واجبي في خدمة المحتاجين، ولكن مع نهاية رمضان اندلعت الحرب، واضطررنا إلى الانتقال بعد ستة أشهر إلى مدن أخرى، حتى استقر بنا الحال مؤقتًا في سنار. لكن الحرب لم تلبث أن طالت سنار أيضًا، فانتقلنا مجددًا إلى القضارف، ثم إلى ولاية النيل الأزرق.

خلال تلك الفترة، تنقلت بين معظم مكاتب الإغاثة الإسلامية في السودان، ملتزمًا بتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة. عشنا الحرب بكل ما حملته من قسوة وصعوبات، وشهدنا ظروفًا عصيبة لا تزال عالقة في الذاكرة. أعتقد أن كل موظفي الإغاثة الإسلامية يمكن أن يكونوا نماذج حية لدراسات حالة، لما لديهم من قصص مليئة بالمعاناة والتحديات.

قدمنا خدمات شملت المساعدات الطارئة، وتوفير المأوى، والطرود الغذائية، والأدوية والعلاجات. كان شعور الرضا والسعادة الذي نلمحه على وجوه المستفيدين هو ما يخفف عنا وطأة تلك الظروف. أنا فخور بأن أكون مسخَّرًا لخدمة مَن عانوا من النزوح والخوف، ورغم احتياجي الشخصي، فإن سعادتي تكمن في أن أكون عونًا لهم. آمل أن تنتهي هذه الحرب قريبًا، لنبدأ بإعادة إعمار وطننا، وأن تعود السودان قوية وآمنة كما كانت. نحن في أمسِّ الحاجة إلى السلام والاستقرار ليعود لنا الأمل في مستقبل أفضل”.

أصوات من السودان

السيد مبارك مالك محمد في الميدان

 

“مزدلفة” تجتهد لتبث الأمل للأطفال والنساء من وسط الألم

مزدلفة آدم، ناشطة اجتماعية تعمل مع الإغاثة الإسلامية، تسرد تجربتها قائلة:
“منذ انضمامي إلى الإغاثة الإسلامية، كنت جزءًا من العديد من المشاريع التي تهدف إلى دعم الأطفال والنساء في مواجهة آثار الحرب. قمت بتنفيذ أنشطة متنوعة للأطفال، شملت جلسات تعزيز النظافة الشخصية وتعليم العادات الصحية، بالإضافة إلى توزيع الطرود الغذائية والمواد الترفيهية. وفَّرنا للأطفال مساحات آمنة للتعبير عن مشاعرهم من خلال اللعب، حيث وزعنا الأدوات اللازمة مثل مجموعات ألعاب كرة السلة، والقدم، والطائرة، إلى جانب دفاتر الرسم والألوان، والمكعبات للأطفال الأصغر سنًّا.

أما النساء، فقد خصصنا لهن جلسات دعم نفسي واجتماعي في “ركن القهوة”، حيث كنا نجتمع لنتبادل الحديث ونتشارك البكاء والضحك. كانت هذه المساحة فرصة لهن للتعبير عن مشاعرهن وتفريغ ما حملنه من معاناة نتيجة الفقد، والنزوح، والخوف الذي ولَّدته الحرب.

إلى جانب الدعم النفسي، سعينا إلى تمكين النساء اقتصاديًّا من خلال مساعدتهن على تأسيس مشاريع تجارية صغيرة. قدمنا لهن الدعم في مجالات مثل صناعة العطور، وإعداد وبيع الوجبات، والخياطة، والحياكة، والحرف اليدوية، مما ساعدهن على تحقيق استقرار مالي وإعالة أسرهن.

أصوات من السودان

مزدلفة -موظفة في الإغاثة الإسلامية- من أرض الميدان تحمل طفلة مستفيدة ممن يقدم لهم الدعم النفسي والاجتماعي

كيف يمكنك المساعدة؟

في ظل تدهور الوضع الإنساني في السودان وتزايد الحاجة إلى المساعدات، يمكن للجميع أن يساهموا في التخفيف من الأزمة. عبر التبرع لمساعدة الأسر المتضررة، يمكن للجميع أن يكونوا جزءًا من جهود الإغاثة التي تساعد في تقديم الرعاية الصحية، وتوفير الغذاء، والمياه النظيفة، والدعم للنازحين. الآن هو الوقت الأكثر أهمية لدعم السودان والوقوف إلى جانب شعبه في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية الضخمة.

بادر الآن وكن ممن يمدون يدهم بالخير لأهلنا في السودان

تبرع الآن

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2025 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158