رغم أن الاقتصاد الإثيوبي يُعَدُّ الأسرع نموًّا في القرن الأفريقي، فإن تصاعد العنف وتكرار موجات الجفاف جعلا ملايين المواطنين في حاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وتمتلك إثيوبيا ثروة بشرية هائلة، إذ تُعَدُّ ثاني أكبر الدول الأفريقية من حيث عدد السكان الذي يبلغ نحو 115 مليون نسمة.
هناك العديد من التحديات الإنسانية التي تواجه المواطنين في إثيوبيا نتيجة تفاقم الأزمات السياسية وتكرار موجات الجفاف التي تؤدي غالبًا إلى ارتفاع انعدام الأمن الغذائي والأمراض المرتبطة بسوء التغذية الحاد.
ونتيجة ارتفاع وتيرة العنف في أقاليم تيجراي وأمهرة وعفر، يواجه 6-7 ملايين شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية فإن الأزمة السياسية وتصاعد العنف في شمال إثيوبيا خلَّف نحو 2.1 مليون نازحٍ منذ بداية الأزمة وحتى أغسطس/آب 2021.
لذلك تعمل الإغاثة الإسلامية في إثيوبيا منذ عام 2004 على مكافحة الجوع، وتعزيز الأمن الغذائي، وتحسين سُبل العيش على المدى الطويل بالتوازي مع توفير الإغاثة الإنسانية الطارئة.
من خلال مشاريعها الإنسانية والتنموية، وصلت الإغاثة الإسلامية إلى أكثر من 4.6 ملايين مستفيد طوال 18 عامًا في 4 مناطق رئيسية: أديس أبابا، والعفر، وأوروميا، والأوجادين.
قدَّمت الإغاثة الإسلامية في إثيوبيا منذ إنشائها الغذاء الصحي إلى مئات الآلاف من المتضررين من الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات أو من الأزمات السياسية.
ويشمل قطاع الأمن الغذائي في إثيوبيا دعم الأنشطة المُدرة للدخل مثل تربية الماشية والزراعة، وإدارة الموارد الطبيعية، ومن ثم خلق فرص عمل للسكان المتضررين وتعزيز قدرتهم على مواجهة الكوارث الطبيعية.
كما دعمت عشرات الآلاف من الأُسَر من أجل تحسين إنتاجية الثروة الحيوانية عبر توفير العلاج والتغذية المناسبة للماشية وإنشاء الصيدليات البيطرية الخاصة.
ركَّزت الإغاثة الإسلامية جهودها على توفير المياه النظيفة والصرف الصحي للسكان المتضررين في حالات الطوارئ وكذلك في المناطق النائية.
قدَّمت الإغاثة الإسلامية يد العون لمئات الآلاف من الأشخاص من أجل الحد من الأمراض والوفيات المرتبطة بسوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات.
عملت الإغاثة الإسلامية على تعزيز جودة الرعاية الصحية في إثيوبيا، خاصة في المناطق الرعوية، من خلال تدريب الممارسين الصحيين، وإعادة تأهيل المرافق الصحية وتجهيزها، وتوفير المواد الطبية، وتجهيز وحدات رعاية الأم والطفل.
مع تصاعد أعداد الأطفال النازحين داخليًّا وهم في سن الدراسة، كثَّفت الإغاثة الإسلامية جهودها لإعادة تأهيل مدارس المتضررين، وتوفير المواد التعليمية، وتدريب المعلمين.
كما مَكَّنت الإغاثة الإسلامية آلاف الأطفال من الحصول على تعليم جيد عبر بناء المدارس وتأثيثها، وتحسين المرافق المدرسية، وتوفير المواد التعليمية، وتدريب المعلمين ومُيسِّري التعليم البديل، وتعزيز أنظمة الإدارة المدرسية، بالإضافة إلى دعم تعليم الفتيات.
عبر أقدم برامجها، وفَّرت الإغاثة الإسلامية الغذاء والتعليم والرعاية الصحية لعشرات الآلاف من الأطفال الإثيوبيين، حيث قدَّمت الدعم المالي للأطفال الأيتام المكفولين وأُسَرهم للحصول على الطعام والتغذية والرعاية الصحية والمستلزمات التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، قدَّمت الإغاثة الإسلامية التمويل اللازم للأمهات الأرامل من أجل البدء في مشروعاتهن التجارية ليتمكَّنَّ من رعاية أطفالهن من خلال توفير الغذاء والملبس والتعليم باستدامة.
بالتوازي مع البرامج طويلة المدى، تحرص الإغاثة الإسلامية على توزيع الطرود الغذائية خلال شهر رمضان الكريم، كذلك تُقدِّم أجود لحوم الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك للأُسَر المستحقة في مناطق عملها.
بينما يقطع الأطفال والنساء في إثيوبيا مسافات طويلة لجلب المياه، وفَّرت الإغاثة الإسلامية المياه النظيفة والصرف الصحي لنحو 1.1 مليون شخص من خلال مشروعات تنقية المياه وتحسين مرافق الصرف الصحي.
لم تجد فطومة عبدي، البالغة من العمر 34 عامًا، ما تُطعم به أبناءها التسعة خلال موسم الجفاف الطويل الذي اجتاح قريتها في الإقليم الصومالي. ساعات طويلة قضتها فطومة الحامل في طفلها العاشر في محاولاتٍ يائسة للبحث عن مياه الشرب في الأنهار والجداول التي أصبحت جافة. “أصبح الحصول على الماء للشرب والطهي حلمًا صعب المنال.. كنا نسافر من ثلاث إلى أربع ساعات يوميًّا على معدة فارغة وبأفواهٍ جافة لنحضر المياه من الأنهار”. هكذا تقول فطومة التي كانت تعيش على رعي الماشية قبل موسم الجفاف وبالكاد تكسب قوت يومها.
حياتها أصبحت صعبة بشكل يفوق الوصف، حيث نفقت كل ماشيتها وفقدت مصدر رزقها الوحيد، وباتت تفتقد أبسط الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
لم تستطع أن ترى أبناءها يتضوَّرون جوعًا وعطشًا، لذلك عندما سمعت عن المساعدات الإنسانية التي تُقدِّمها الإغاثة الإسلامية في قرية حِصالة في مدينة بار، لم تتردد لحظة واحدة، فقطعت مسافة طويلة إلى هناك لعلها تجد ما يسد رمق أطفالها.
ورغم أن فطومة وأطفالها التسعة يعيشون في خيمة صغيرة في حِصالة، فإنها أصبحت مملوءة بالأمل والحياة، فالجوع والعطش أصبحا من الماضي بعدما وفَّرت الإغاثة الإسلامية لها ولأبنائها الغذاء والمياه والدعم النقدي.
باتت تحصل فطومة على 25 دولار أمريكي شهريا من الإغاثة الإسلامية تجعلها قادرة على شراء الدقيق والزيت والسكر لأطفالها.
تقول فطومة بنبرة امتنان: “في السابق لم أتمكَّن من إطعام أولادي، لكن منذ أن بدأت الإغاثة الإسلامية في منحنا 25 دولارًا شهريًّا، أصبح من السهل نسبيًّا شراء الدقيق والزيت والسكر لأطفالي”.
“أنا ممتنة لكل مَن أنقذ حياتنا”، تضيف فطومة التي ترى ابنها محمد يعود للحياة بعد شفائه من سوء التغذية الحاد بفضل الدعم الذي وفَّرته الإغاثة الإسلامية لعائلتها.