أثَّرت جائحة كورونا بشدة على حياة ملايين الفقراء الذين يعملون في القطاع غير الرسمي في القرى والمدن الصغيرة بالهند، حيث أصبحوا عاجزين عن تدبير احتياجاتهم الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
أثَّرت جائحة كورونا بشدة على حياة ملايين الفقراء الذين يعملون في القطاع غير الرسمي في القرى والمدن الصغيرة بالهند، حيث أصبحوا عاجزين عن تدبير احتياجاتهم الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
تعاني الهند من تحديات إنسانية كبيرة، حيث يواجه أكثر من 100 مليون شخص الجوع الحاد يوميًّا، مما يجعل انعدام الأمن الغذائي أزمة مستمرة تؤثر على ملايين الأسر. بالإضافة إلى ذلك، يعيش نحو 22% من السكان تحت خط الفقر، ما يعكس الحاجة الماسة إلى تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية. الأطفال هم الأكثر تأثرًا، حيث يعاني نحو 30 مليون طفل من نقص التغذية، مما يؤثر على نموهم وصحتهم على المدى الطويل. هذه الإحصائيات تسلط الضوء على الحاجة العاجلة إلى تكثيف الجهود الإنسانية والتنموية للتخفيف من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا.
تتفاقم هذه التحديات مع زيادة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف التي تضرب البلاد دوريًّا، ما يزيد من انعدام الأمن الغذائي ويؤدي إلى نزوح ملايين الأشخاص سنويًّا. أمام هذا الوضع، تتطلب الهند جهودًا إنسانية وتنموية مكثفة لتحسين الظروف المعيشية وتوفير الدعم للفئات الأكثر ضعفًا، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
في قرية مدرياجا بولاية بهار شرقي الهند، لا يملك نحو 438 أسرة تعيش تحت خط الفقر أي خيار آخر سوى شرب المياه الملوثة بالحديد.
المصدر الرئيسي لمياه الشرب في القرية عبارة عن مضخة مياه يدوية ضحلة رُكِّبت بمتوسط عمق يتراوح من 20 إلى 30 قدمًا، ما جعل المياه تتلوث بسهولة من المصادر الخارجية.
يضطر السكان في القرية الذين يعانون من الفقر المدقع إلى شرب المياه غير الصالحة لأنهم عاجزون عن إيجاد البديل الآمِن، غير أن معظمهم أُصيب بحصوات في الكلى والمرارة، فضلًا عن أمراض الجهاز الهضمي.
يقول سراج الدين، إمام المسجد، بانفعالٍ واضح: “لم نكن ندرك الآثار السيئة للمياه الملوثة بالحديد حتى أخبرنا فريق الإغاثة الإسلامية”.
حياة سكان القرية الذين يعاني معظمهم من الإسهال، خاصة في موسم الأمطار، تغيَّرت للأفضل بفضل المعسكرات وبرامج التوعية التي نظَّمها فريق الإغاثة الإسلامية للتوعية بأهمية مياه الشرب الخالية من الملوثات والنظافة الشخصية.
النظافة الشخصية أصبحت أمرًا أساسيًّا لكل سكان القرية، ولا يقل أهمية عن أي نشاط يومي آخر، سواء للأطفال الصغار أو الأشخاص البالغين. يقول نسيم أختر، أحد السكان، وقد بدا عليه السعادة والتفاؤل: “الآن يحرص معظم الأطفال والكبار على غسل أيديهم والاهتمام بالنظافة. إنها خطوة جيدة نحو تحسين الوضع العام في القرية”.