تعاني سيرلانكا دائمًا من آثار التغيُّرات المناخية، إذ تتعرَّض للجفاف والفيضانات بشكل يجعل حياة السكان غير مستقرة، ومع انتشار كورونا في البلاد أصبحت الأوضاع صعبة للعديد من المواطنين الذين تعرَّضوا لانعدام الأمن الغذائي.

التحديات الإنسانية

أثَّرت جائحة كورونا سلبًا على أوضاع السكان في سيرلانكا، حيث فقد العديد من المواطنين مصدر دخلهم والكثير منهم اضطر للاعتماد على مدخراته أو الاستدانة، وأُجبرت بعض الأُسَر على تقليل استهلاكها من الغذاء، وفقًا لتقرير يونيسف لعام 2020.

كما أن تعرُّض البلاد الدائم للجفاف والفيضانات، وما ينتج عنها من انهيارات أرضية، تضر بالأمن الغذائي والتغذية الصحية للسكان.

قصة ملهمة

يذهب محمد حسين راسيكدين كل يومٍ إلى عمله، لكنه يظل قلقًا على بناته الثلاث وزوجته الحامل لأن منزله مُعرَّض للغرق في أي لحظة، حيث يسكن في منطقة باراناباليا، وهي إحدى المناطق المنخفضة جدًّا في مقاطعة راتنابورا.

لا يتجاوز دخل محمد حسين الذي يعمل بائعًا في محل شاي صغير 12 دولارًا، وهو مبلغ زهيد للغاية لكنه بالكاد يوفر الحد الأدنى من احتياجات أسرته الأساسية، خاصة إيجار المنزل الذي يسكنه.

يصف محمد حسين حاله كونه العائل الوحيد لأسرته، ولا يوجد مَن يساعده رغم فقره الشديد: “كل أطفالي صغار جدًّا، لا تستطيع زوجتي الذهاب إلى العمل لأنها حامل، كما أن قريتنا لا تحترم عمل النساء”.  

هموم محمد تزداد عندما يُداهم الفيضان منزله الصغير، لأنه لا يستطيع الذهاب إلى عمله ويهتم بأعمال التنظيف وتفريغ المنزل من المياه، ورغم هذا تدخل العقارب والحشرات إلى منزله وتؤذي أطفاله.

في هذه الأثناء، يجد محمد صعوبة بالغة في توفير الطعام لبناته وزوجته الحامل، وكذلك في دفع فواتير المياه والكهرباء، بل إن حياته تتوقف تمامًا خلال أوقات الفيضان لأن وسائل النقل تتضرر كثيرًا، وبالتالي لا يستطيع الذهاب إلى عمله.

عندما يأتي الفيضان، أول شيء يفكر فيه محمد حسين هو إنقاذ زوجته وأطفاله، إذ يأخذهم إلى أقرب مسجد يقع في المناطق المرتفعة، وهذا الخيار يبدو مناسبًا تمامًا، لأن المسجد يوفر وجبات ساخنة للمتضررين.

فقد محمد حسين وعائلته كل شيء خلال الفيضان الأخير؛ مصدر رزقه والأدوات المنزلية البسيطة التي كان يمتلكها وتُعين أسرته على الحياة.

يبحث محمد حسين عن آلية مناسبة للتكيُّف مع مخاطر الفيضانات، حيث أصبح يدخر جزءًا صغيرًا من راتبه الشهري وصار يحتفظ بالمستندات المهمة مثل شهادات الميلاد والكتب والوثائق بطريقة آمنة في مكان مرتفع.

حياة محمد حسين أصبحت أفضل، خاصة عندما وزَّعت الإغاثة الإسلامية الكثير من المواد الإغاثية، وساعدته في تغطية نفقاته الخاصة، ووفَّرت الملابس والأدوات المنزلية لعائلته.

يقول محمد حسين بنبرة امتنان: “على الرغم من أنها منظمة إسلامية فإنها تساعد ضحايا الفيضانات دون أي تحيز أو تمييز على أساس إنساني”.

يقول محمد حسين الذي بات يفكر في مستقبل أفضل لأطفاله خاصة بعدما شعر أن هناك مَن يقف إلى جانبه: “نحن ممتنون جدًّا للإغاثة الإسلامية ومسؤوليها لأنهم ساعدونا خلال أوقاتنا الصعبة.. جزاكم الله خيرًا”.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158