لقي عشرة أشخاص حتفهم واضطر أكثر من 100 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم، بعد أن تعرضت القرى في وسط وجنوب ميانمار إلى فيضانات موسمية هي الأسوأ منذ 30 عاماً.
فيما حثت اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث السكان بالقرب من ضفاف الأنهار أو المناطق المنخفضة على الانتقال إلى المناطق المرتفعة كونها الأكثر أماناً، حيث أن الفيضانات أغلقت الطرقات وغمرت القرى، وتركت خلفها مئات الآلاف من المشردين الذين تقطعت بهم السّبل.
تقوم الإغاثة الإسلامية من خلال شركائها المحليين في ميانمار بتقييم الاحتياجات السريعة من أجل انقاذ الفارين من الغرق، فهناك حاجة ماسة لإيجاد مأوى للأشخاص المشردين بالإضافة إلى حاجتهم العاجلة للمواد الغذائية وغير الغذائية الضرورية.
بعد دراسة الوضع في ميانمار للتعرف على احتياجات الإنعاش الأولية، وجد فريقنا أن الاهتمامات الرئيسية تمحورت حول الإيواء والصرف الصحي، حيث دمّر الإعصار حوالي 5,000 منزل وتضرر أكثر من 13,595 شخص، كما تضررت مئات الأماكن التي تأوي الأشخاص المهجرين بسبب الصراع الطائفي -الذي يدور أساسًا بين البوذيين والمسلمين- بصورة كبيرة بسبب قوة الرياح، والأزمة على أوجها في ولاية راخين أيضاً.
وتقوم الإغاثة الإسلامية حاليًا ببناء 77 منزلاً بجودة مقبولة ستكون مأوى ل 3,400 شخص في ولاية راخين، وهذا يتضمن 27 مأوى لأكثر من 1,000 شخص في مخيم سيتوي حيث أن الظروف المعيشية سيئة، بالإضافة لـ50 مكان إيواء لأكثر من 2,400 شخص في المخيمات المجاورة بالتنسيق مع الشركاء المحليين.
وتقول موظف الشئون الإنسانية صبا محمود التي قامت بزيارة المخيم مؤخرًا: “المنازل التي كانت متهالكة أصلاً أصبحت الآن أماكن غير قابلة للسكن”، مضيفةً “أماكن الإيواء الحالية مصنوعة من مواد بناء ضعيفة وقد انفصلت أثناء العاصفة. حيث تسبب بتجمع من 12-13 شخص في غرفة واحدة بسبب انفصال السقف أو الجدران في أجزاء أخرى من مكان الإيواء. نقوم الآن ببناء مبان جديدة بمواد أقوى لتقاوم الظروف الجوية القاسية في المنطقة.”
وأشارت “جزء من عملنا، نتطلع أيضًا لتحسين منشآت الصرف الصحي في المخيم. فقد شعرنا بالذعر أثناء زيارتنا حينما وجدنا عددًا هائلًا من كبار السن يقومون بقضاء حاجتهم في منازلهم نظرَا لارتفاع المراحيض بصورة كبيرة مما جعلهم غير قادرين على الوصول إليها. يستحق هؤلاء الأشخاص أن يعيشوا بكرامة.”