بعد أن ضربت الفيضانات أفغانستان العام الماضي ولمدة طويلة من الزمن، أمست قريتا دهشيخ وباروانا في إقليم هرات في تعانيان لفترة طويلة من الهجر حيث جرفت الفيضانات الأخيرة المتكررة منازل أهل القريتين ومحاصيلهم ومواشيهم فباتوا ضحايا تلك الفيضانات!
يخبرنا العم غلام، 55 عامًا، الذي كرّس معظم حياته لرعاية حقل القمح الخاص به: “لقد جرفت الفيضانات محاصيلي التي هي مصدر دخلي، كنت أعتاش أنا وأبنائي من الزراعة، لكن للأسف حين جرف الفيضان أرضي وشبكات نقل المياه وري المحاصيل بتنا بلا مصدر دخل“.
يضيف العم غلّام: “منذ تلك اللحظة -فيضانات أفغانستان- شهدنا تحرُّكًا لمنظمة الإغاثة الإسلامية في الميدان، فقامت بتحسين البنية التحتية الزراعية للقرية، ومساعدة المحتاجين في بناء جدران لحماية المياه في مزارعنا من التدفق هدرًا، فقد كنت في البداية أعاني من نقص المياه، حيث لا أجد ما يكفي محاصيلي من المياه، لكن هذا الأمر أدى إلى زيادة الإنتاجية وزيادة فرص الدخل وتحسين الأمن الغذائي للمجتمع، حتى النساء الآن يفكرن في إنشاء حديقة لزراعة الخضراوات“. تبرعاتكم عبر الإغاثة الإسلامية وفرت الأمن الغذائي والدخل الوفير.
وتقوم الإغاثة الإسلامية، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدعم المزارعين مثل غلام لإصلاح القنوات الأساسية في مجتمعاتهم. فقامت ببناء جدار حماية بطول 164 مترًا، قناة مياه ضخمة مزودّة ببطانة، وقد استمر هذا المشروع من أبريل 2023 إلى يونيو 2024. وقد وفرت الأنظمة التي أُعيد تأهيلها مياهًا ثمينة للشرب والري لـ800 أسرة في قريتي دهشيخ وباروانا، وخلقت فرص عمل لأكثر من 50 من أفراد المجتمع، مما عزز الاقتصاد المحلي.
يمنح نظام الري الجديد المزارعين ثلاثة أضعاف كمية المياه التي كانوا يحصلون عليها من قبل وبجهد أقل بكثير. بتوفير المزيد من المياه يتوفر المزيد من الطعام الذي يمكن تناوله وبيعه، بالتالي تتحسن الحياة والدخل. وقد مكّن المشروع الأسر الريفية الفقيرة التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي من زراعة المحاصيل مرتين في العام، بدلًا من زراعة محصول واحد كالقمح، مما أدى إلى تعزيز الدخل والقدرة على الصمود والأمن الغذائي.