في بيان لها صرحت الإغاثة الإسلامية أن الأشخاص المستضعفين المحاصرين في الصراع الدائر في الأرض الفلسطينية بحاجة ماسة إلى ما نقدمه من عطاء ودعم عاجل، داعية الأفراد والمجتمعات إلى المسارعة بتقديم يد العون لغزة.
فقد أدى التصعيد الأخير إلى مقتل 219 فلسطينيًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، والتي أفادت بأن من بين القتلى 63 طفلاً و36 امرأة و16 مسنًا وأصيب كثيرون آخرون ومازال هناك آخرون في عداد المفقودين.
في إحدى الوقائع المفجعة، تعرض أحد الأحياء في غزة لغارات جوية في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، بينما كان السكان نائمين. عندها انهارت 3 مبان سكنية في شارع الوحدة، يُعتقد أن ما يقرب من 40 شخصًا قد لقوا حتفهم، بمن فيهم “أمين” البالغ من العمر 85 عامًا و”قصي” البالغ من العمر سنة واحدة. 15 من الضحايا ينتمون إلى نفس العائلة.
وألحق القصف أضرارا بمقر وزارة التنمية الاجتماعية وهيئة التنسيق الرئيسية للعمل الإنساني في قطاع غزة. ومن المتوقع أن يعيق هذا الجهود الإنسانية الحيوية.
البحث اليائس عن شبر آمن في غزة
لقد فر الكثير من الناس من منازلهم في بحث يائس عن الأمان، لكنهم لا يستطيعون مغادرة غزة، التي تخضع منذ سنوات للحصار الإسرائيلي، مع قيود صارمة على حركة البضائع والأشخاص.
وبدلاً من ذلك، يعيش النازحون مع أقاربهم أو يلتمسون اللجوء في المدارس التي تديرها هيئة الأمم المتحدة وتقع تحت إشراف الأونروا، على أمل ألا يتم استهداف المدارس في أعمال العنف والقصف. من بينهم موظفو الإغاثة الإسلامية الذين يعيشون ويعملون في المجتمعات التي نباشر فيها أعمالنا.
تقول هند * وهي إحدى منسقي الإغاثة الإسلامية: “لقد مررت أنا وعائلتي بلحظات مروعة لا أستطيع وصفها أو نسيانها”. كانت في المنزل مع أسرتها عندما بدأ القصف في منطقتها، حوالي الساعة 6 صباحًا.
“شظايا الزجاج المتطاير فوق رؤوسنا. أصيبت ابنتي في الساق. عندما فررنا من منزلنا رأيت الخوف في عيون أطفالي. لكني لم أعرف كيف أخفف من خوفهم وهلعهم، فالقصف لم يتوقف للحظة.”
“نحن الآن نحتمي مع الأقارب. لا يزال أطفالي غير قادرين على النوم لأنهم يخشون عودة القصف عندما يكونون نائمين. في الليل يستيقظون مرعوبين.
لا أعرف ما حدث لبيتي، لكن لا يمكننا العودة بعد حيث لا يزال القصف في المنطقة. هذا الصباح تم تفجير المبنى المجاور لنا أيضًا “.
أما حسن الذي يعمل في مكتبنا في غزة فيقول إنه تمكن من الفرار قبل أن تضرب القنابل المبنى السكني حيث يعيش مع أسرته.
وأضاف قائلًا: “سقطت القنابل في المنزل المجاور ، في وقت مبكر من الصباح. وانهارت بعض جدران بيتي، وتحطمت النوافذ، ودمر الأثاث. بيتي الآن غير صالح للسكن”، كما يقول، مشيرًا إلى أن 15 عائلة فقدت منازلها في ذلك الهجوم”.
هربنا من المنزل قبل دقائق قليلة من القصف بحثًا عن مكان أكثر أمانًا. لكن لا يوجد مكان آمن. القصف مستمر في كل مكان”.
الإغاثة الإسلامية تعمل ميدانيًا في غزة
حسن وهند هما جزء من فريق متخصص من حوالي 60 موظفًا من موظفي الإغاثة الإسلامية في غزة، الذين يعملون بلا كلل لمساعدة الأشخاص المستضعفين. إن تركيزنا الآن يقع على تزويد العائلات النازحة بالمواد التي تمس الحاجة إليها مثل الفراش ومنتجات النظافة والقسائم لشراء الإمدادات اللازمة.
لكن القصف المستمر يجعل هذا الأمر خطيرًا للغاية، مما يجبرنا على انتظار وقف إطلاق النار أو توفير ممر آمن يمكن لموظفينا وموردينا العمل فيه. كما أننا على استعداد لتكثيف تقديم الدعم الصحي الحيوي في غزة المحاصرة ، بمجرد إعادة فتح المعابر الحدودية ويمكننا توفير الكثير من الإمدادات القادرة على إنقاذ الحياة.
تطالب الإغاثة الإسلامية بوقف فوري لتصعيد العنف ضد المدنيين، ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي وإيجاد حل دائم جذري في القانون الدولي والعدالة.
لأكثر من 20 عامًا، كانت الإغاثة الإسلامية شريان الحياة لأولئك الذين يواجهون الآثار المدمرة للاحتلال والحصار والصراع المتكرر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. في ذلك الوقت، استثمرنا ما يقرب من 154 مليون دولار أمريكي في البرامج الإنسانية والتنموية لدعم الشعب الفلسطيني.
وبدعمكم ، سنواصل وقوفنا إلى جوارهم خلال هذه الأزمة الأخيرة. لذا يرجى التبرع لحملتنا لإغاثة غزة الآن كي ننقذ أرواحًا أضناها الشقاء والنزوح والحصار.