بعد تصاعد أعمال العنف وارتفاع أصوات الغارات الجوية وزيادة وتيرة الاشتباكات بين الجماعات المسلحة في مالي، بات آلاف الأشخاص بحاجة عاجلة للمساعدة بعد نزوحهم. وفي هذا السياق، أكد العاملون في منظمة الاغاثة الإسلامية المتواجدون في الميدان أن المواد الغذائية قد شارفت على النفاذ، وأن هناك بعض العائلات النازحة لم تتناول الطعام منذ عدة أيام. كما أصبح الأطفال معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية.
ويذكر أنه نزح ما يزيد على 10,000 شخص من بيوتهم في منطقتي تمبكتو وموبتي وسط مالي، ومن المتوقع أن يزيد عدد النازحون خلال الأسابيع المقبلة.
على إثر ما حدث، سارعت منظمة الإغاثة الإسلامية بإطلاق نداء استغاثة بقيمة مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 1.36 مليون دولار أمريكي) لجمع الأموال لتتمكن من توفير المساعدات الطارئة للنازحين. وقد بدأت فعلياً فرق الإغاثة الإسلامية بتوزيع طرود غذائية والتخطيط لتوزيع المأوى والمواد الأساسية الأخرى – ولكن لا تزال هناك حاجة ماسة للمزيد. من التدخلات العاجلة.
وبناء على نتائج تقييم الاحتياجات الذي قامت به منظمة الإغاثة الإسلامية بمشاركة الجهات الإنسانية الفاعلة الأخرى تبين أن النازحون الجدد يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمأوى والمياه. فقد نفذ الطعام في منطقة جوسي، التي نزح إليها ما بين 4000 إلى 5000 شخص، ولم يتبق لدى النازحون ما يأكلونه تقريبًا. وبناء على التقييم، تبين أن 81٪ من الأشخاص المبحوثين لا يحصلون سوى على وجبة واحدة في اليوم. كما أظهرت النتائج أيضًا أن أكثر من نصف النازحين (أي حوالي 56%) لا يحصلون على مياه شرب نظيفة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه. وهذا الأمر يتسبب في حصول مخاطر إضافية للنساء والفتيات اللواتي يجدن أنفسهم مجبرات على المشي لعدة أميال لمحاولة الحصول على المياه الصالحة للشرب مما يعرضهن للخطر من أي هجمات محتملة على الطريق.
وصرح مدير الإغاثة الإسلامية في مالي موسا تراور:
“هناك نقصٌ حاد في الغذاء، وبعض الأسر لم تتاول الطعام منذ عدة أيام. وقد بدأنا بملاحظة وجود حالات سوء التغذية بين الأطفال.
يواجه الأشخاص هنا ظروفًا غاية في الصعوبة، إذ يفترشون الأرض وينامون في العراء أو في خيم صنعوها من ملابس قديمة. وعندما يعم الظلام، تشتد الرياح وتنخفض درجات الحرارة بصورة كبيرة، الأمر الذي يجعل الكثيرين عرضة للالتهاب الرئوي. كما بدأنا نشاهد ارتفاع في عدد حالات الملاريا بسبب الظروف المعيشية، ونحن قلقون ازاء احتمال تفشي الملاريا بين أواسط النازحين.
إن معظم النازحين هم من البدو، وعندما نزحوا فقدوا بيوتهم وما يملكون من ماشية وسبل عيشهم. ومن الجدير ذكره أن هذه المنطقة تعاني من ندرة المياه وعدم توفر ما يكفي حاجة السكان المحليين- وفي الوقت الحالي أدى الطلب المتزايد إلى الكثير من الضغط على هذه الموارد المحدودة. “
ملاحظات
تتركز مناطق النزوح الأخير حول شمال مالي في هاريبومو وغوسي وبامبارا ماودي داخل منطقة تمبكتو، دائرة غورما راروس.
حذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن عدد النازحين يفوق 2 مليون شخص في منطقة الساحل والتي تضم بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر.
يذكر أن الإغاثة الإسلامية تعمل في هاريبيمو وغوسي منذ أكثر من 20 عاماً.