Wednesday July 7, 2021

لا بيت لنا نحن اللاجئين

 

تشارلز نجانجا

بعد يوم البيئة العالمي، يتحدث تشارلز نجانجا من الإغاثة الإسلامية عبر العالم عن زيارته الأخيرة لأحد مخيمات اللاجئين في القضارف في السودان ممن فقدوا كل ما يمكن أن يسموه بيتاً، ومدى الصبر والألم الذي أصاب أولئك الذين أجبروا على ترك بيوتهم.

يذكر أن حوالي 80 مليون شخص حول العالم قد تعرضوا للهجرة القسرية، وباتوا بلا مكان يأوون إليه ويمكنهم أن يسموه بيتاً.  فقد تم اقتلاعهم من بيوتهم، وفي الغالب بسبب أقسى أنواع العنف الجسدي والنفسي و/أو الجنسي. كما نجد أن الكثيرين قد انفصلوا عن أسرهم وعائلاتهم، وكثير منهم شهدوا مقتل أحبائهم بأم أعينهم. .

وقد عملت مع الأسر النازحة منذ ما يقرب من 20 عامًا، وسمعت قصصاً مأساوية عن سبب تركهم بيوتهم والطريقة التي تركوا فيها. كما يروي الكثيرون كيف تدمرت سبل عيشهم وانتهت بشكل نهائي، وأصبحت سنوات التعليم والخبرة بلا قيمة.

وقابلت معلمين وأطباء ومهندسين ومزارعين ورجال أعمال يعيشون في مخيمات اللاجئين، وباتوا غير قادرين على استثمار مهاراتهم. ويذكر أنه كان لدى الكثير وظائف جيدة، وكان لديهم أحلام كبيرة لأطفالهم ورؤيتهم يكبرون ويتخرجون من الجامعات. ومنذ ذلك الحين، لم تعد هذه الخطط قابلة للتحقق إما بسبب الصراع  خلال زيارتي الأخيرة إلى مخيم أم راكوبا للاجئين في ولاية القضارف في السودان، أتيحت لي الفرصة لسماع قصص من يبحثون عن ملجأ لهم في السودان، بعد اندلاع أعمال العنف في وطنهم إثيوبيا.أو الكوارث الطبيعية.

قصة مولو

تمكث مولو في خيمة في مخيم أم راكوبا. في المخيم، واجهت مولو الكثير من التحديات كونها واحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة. فهي على سبيل المثال تعاني من صعوبة في الوصول إلى دورات المياه الموجودة هناك. فعندما تركوا منزلهم وعبروا الحدود، اضطر زوجها أن يحملها على كتفيه. ولكنها، كانت تشعر أن لا فائدة من الهرب، وتكرار ذات الأوضاع التي عايشها أجدادها عندما كانوا لاجئين. فهي لا تدري مكان تواجد أمها وأخوانها، وما إذا لا زالوا على قيد الحياة، الأمر الذي ساهم في تضررها على الصعيد النفسي بشكل كبير.

 

مولو وهي تستلم أواني طهي من الإغاثة الإسلامية

مولو وهي تستلم أواني طهي من الإغاثة الإسلامية

معز: أحن إلى بيتي

كما قابلت أيضًا معز بالقرب من كشك مؤقت للشاي بجانب طريق مزدحم في المخيم. وهو لا يتجاوز 21 عامًا، ومتزوج ولديه طفل يبلغ من العمر عامين.

عندما ترك معز إثيوبيا لاجئاً إلى السودان، انفصل عن زوجته. لكنه التقى بها مؤخراً في المخيم. في بعض الأحيان، يتملك معز شعوراً بالإحباط لأنه لا يستطيع الحصول على وظيفة وإعالة أسرته الصغيرة. ومع ذلك، يحاول التحلي بالصبر ومواساة نفسه وأنه على لا يزال على قيد الحياة، في حين أن الكثيرين ممن  يعرفهم فقدوا حياتهم بسبب العنف في إثيوبيا.معز في كشك للشاي، في مخيم أم راكوبا

معز من اللاجئين يبيع المشروبات الساخنة

 يتمنى معز أن ينتهي العنف ببساطة حتى يتمكن من العودة لمنزله. وبالطبع، هذا هو بالضبط نفس ما يتمناه الملايين: أن يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم ووطنهم إلى المكان الذي يعرفونه ويحبونه. هذه هي القصص التي يجب أن نستمع إليها. في الوقت الذي أترك فيه مخيم أم راكوبا للاجئين، تملكني شعور بأنني محظوظ جداً لأني لي بيت سأعود له. بت أقدر هذه الحقيقة ولا أتغاضى عنها أبداً.

يجب أن نقدم الدعم لمن هم أقل حظاً، ومن هم في أمس الحاجة إلى المساعدة لإعادة بناء حياتهم واستعادة شعورهم بالانتماء.

تعتبر الإغاثة الإسلامية شريان الحياة لأشخاص مثل مولو ومعز ممن أجبروا على ترك بيوتهم. لذلك، تحتاج الإغاثة الإسلامية إلى مساعدتكم من أجل مواصلة هذا العمل الأساسي: تبرع الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158